صحيفة: حرب نووية بين الناتو وروسيا بسبب البلطيق هذه السنة
تاريخ النشر : 2016-05-20 14:04

أمد/ موسكو: تناولت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية،  تنبؤات جنرال بريطاني بحرب نووية مع روسيا بسبب دول البلطيق، مشيرة إلى أنها أذهلت الخبراء الروس.

جاء في مقال الصحيفة:

يجب أن تقع كارثة نهاية العالم النووية على الأرض خلال الأشهر المقبلة، حيث ستتبادل روسيا والناتو الضربات الصاروخية النووية بسبب دول البلطيق.. هذا ليس سيناريو فيلم خيالي جديد، بل هو ما يتنبأ به الجنرال البريطاني المتقاعد ريتشارد شيريف؛ مؤكدا أن السلطات الروسية تضع الخطط اللازمة للاستيلاء على جمهوريات البلطيق؛ ما سيؤدي حتما إلى تبادل الضربات الصاروخية-النووية.

ولتجنب ذلك، يقترح الجنرال البريطاني المتقاعد زيادة عديد قوات الناتو في لاتفيا وإستونيا وليتوانيا. لكن موسكو تعرف جيدا نقاط الضعف عند الناتو، وتستخدمها كذريعة لحماية حقوق الناطقين باللغة الروسية من سكان جمهوريات البلطيق.

وقد أذهل الخبراء في روسيا منطق هذه التصريحات، وردوا عليها.

يقول الخبير العسكري ميخائيل خوداريونوك إن وجود النجوم على أكتاف الجنرال لا يعني بالضرورة وجود عقل لديه؛ إذ لا يمكن أن نتفق معه في أي شيء.

وبالتأكيد، فإن أي حرب تندلع بين روسيا والناتو ستتحول إلى حرب نووية، وهذا ما يدركه الجميع. ولكن ما هو الناتو؟ إنه ليس جمهوريات البلطيق التي توجد فيها ثلاث كتائب عسكرية. والناتو قبل كل شيء هو الولايات المتحدة؛ فهل يمكن محاربة الولايات المتحدة بالأسلحة التقليدية؟ إذا الحرب في هذه الحالة ستكون نووية وليس غيرها. والجنرال محق في شيء واحد فقط هو أن أي نزاع بين روسيا والولايات المتحدة سيتحول حتما إلى ضربات صاروخية – نووية.

أما أن يندلع هذا النزاع خلال هذه السنة، وأننا سنغزو دول البلطيق، فليس ذلك سوى هرطقة. لأنه لا توجد أي مؤشرات واقعية مسبقة لمثل هذه التوقعات. وأعتقد أنه شخصيا يدرك هذا الشيء. وكل ما في الأمر أنه قرر كسب المال من الهستيريا العامة المنتشرة في أوروبا ضد روسيا.

من الصعوبة التعليق على ما قاله جنرال فقد عقله. ومن الواضح أن الدوائر السياسية في أوروبا، وخاصة في جمهوريات البلطيق، يصعِّدون الهستيريا. ولكن على العسكريين النظر إلى الأفعال وليس إلى الكلمات. نحن في الوقت الحاضر لا نعزز وحداتنا العسكرية المرابطة على القرب من حدود جمهوريات البلطيق. كما أننا لم ننقل إلى هناك معدات وآليات عسكرية جديدة، وليس في خططنا ما يشير إلى ذلك. لذلك فإنه من الصعب التعليق على فكرة غزوها.

ويبدو أن تصريحات هذا الجنرال هي من صنع الخيال وليست ناتجة عن تحليل عسكري جدي.

وهذه الهستيريا بدأت منذ مدة في دول البلطيق. ولكن وزارة الدفاع الروسية لم تتخذ أي إجراءات جدية بشأنها؛ لأن الاتجاه الشمالي – الغربي الذي يضم بحر البلطيق ودول البلطيق يعدُّ في الواقع اتجاها ثانويا ، لذلك، ليس لدى روسيا تشكيلات عسكرية كبيرة هناك. وهنا يجب أن نتذكر بأن منظومات الدفاع الجوي الصاروخية "إس–400" يمكن نشرها بالقرب من حدود إستونيا، حيث ستغطي مجمل أجواء بحر البلطيق، ولكن ذلك لم يحدث.