في عيون الدبلوماسية الفلسطينية !!!
تاريخ النشر : 2016-05-16 12:04

أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بالأمس بيان بمناسبة مرور 68 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني ، عبرت فيه عن حالة الألم التي يمر فيها شعبنا في هذه الأيام حينما قالت بأن شعبنا يعيش نكبة معاصرة تتشابه تعبيراتها مع نكبة عام 1948 ، وبأنه ما زال يدفع بسببها أثماناً باهظة من حيث المضمون وليس القساوة فقط التي قد تختلف في شكلها ولكنها تتشابه إلى حد بعيد في تعبيراتها وأدواتها.

يبدو لي بأن وزارة الخارجية الفلسطينية كانت تريد أن تغرد اتجاه شعبنا كطيور الكناري التي تسمى طيور الحب ولكنها تناست أو تجاهلت بذلك بعمد أو بدون قصد ما زرعه ولا زال يزرعه رأس الدبلوماسية الفلسطينية في هذه الوزارة من أحقاد وكراهية من خلال ممارسة العربدة والتغول على أدنى حقوق المواطن الفلسطيني من أبناء هذه الوزارة ، لا بل تتناسى هذه الوزارة نفسها ممثلة في وزيرها بأنها تضرب القانون عرض الحائط وبأنها باتت تمثل مرتعاً للفساد والمحسوبية لا بل تمثل غطاءاً للظلم واستباحة مفاهيم الانتماء الوطني والشرف المهني حتى تهز قدسية الأمانة الوطنية وتستبيح عن عمد معنى الانتماء الوطني ، لذلك عليها أن تتذكر بأنها عوضاً عن رغبتها بالتغريد كطير الكناري الذي يسمى بطير الحب، فهي تتواطئي مع وزيرها لتبخ سموماً كالأفعى مكشوفة ومفضوحة لا تعد تمر مر الكرام على المواطن الفلسطيني الذي يعي بأن من يحكم هذه الوزارة هو رمز مشبوه ويمثل جزء من استمرار النكبة الوطنية، وهذا يبدو واضحاً ولن نجد صعوبة في تفنيده لفضح ما تسببت به هذه الوزارة من نكبات لهذا الشعب من خلال إهدار مقوماته وإمكانياته كما هو واضح من خلال النقاط التالية المختصرة فقط:

أولاً : يؤسفني أن يذهب عضو لجنة مركزية لحركة فتح صاغراً إلى مكتب وزير الخارجية د. رياض المالكي بالأمس ليس لينذره أو يحذره من مغبة الاستمرار في عربدته على حقوق ابناء الوطن وسلوكه اللاوطني وممارسة الشبهات التي تمس بالوطن، بل ليتوسط لديه بخصوص ابن عضو لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير حصل مؤخراً على درجة سفير بدون وجه حق، لذلك في تقديري أن الوطن ضاع بين علية القوم وأبنائهم الذين رخصوا من أنفسهم وأهانوا تاريخهم الوطني مع ضياع المبادئ ورغبتهم بالمتاجرة فيها وجعل المحسوبية لها عنوان ، أليس هذه حادثة تمثل استمرارا لنكبة شعب لا زال متعطشاً لأن يجد قادة كبار لديهم كرامة وأمناء عليه لا تجار بإمكانياته ومقدراته؟!.

ثانياً : أليس هي نكبة، من يمارس عملية إقصاء لأبناء شق من الوطن لحساب أبناء شق أخر من خلال تعميق الفجوة بينهم ومن ثم ضمان خلق حالة من الأحقاد والصراعات بين أبناء الوطن الواحد في شقيه نتيجة انعدام العدالة والإنصاف بينهم لإشغالهم في بعضهم عن محاسبته عن فساده وهمجيته مستقبلاً؟!.

ثالثاً : أليس هي نكبة، عندما نرى أن كل الجهود الوهمية التي باعها وزير الخارجية لشعبنا والمصاريف التي صرفها على هذه الأوهام وفي النهاية تأتي الإجابة على لسان الرئيس بأن كل شيء أصبح في مهب الريح؟!.

رابعاً : أليس هي نكبة، الإطاحة بالكفاءات الوطنية وتجويع أسرهم وتشريدهم لحساب الفشلة والمشبوهين وتجار السلاح والمخدرات ومناديب أجهزة المخابرات المختلفة؟!.

خامساً : اليس هي نكبة، بيع الوهم لشعبنا طوال سنوات تحت أسماء عدة منها الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية أو حتى الحصول على صفة دولة عضو في المحكمة الدائمة للتحكيم وغيرها من الخزعبلات التي لم تتعدى في قيمتها حبر على ورق وبدون أي فوائد تذكر؟!.

سادساً : اليس هي نكبة، القبول بإستمرار وزير مرفوض وطنياً وشعبياً على مدى ثماني سنوات على رأس وزارة سيادية مثل وزارة الخارجية الفلسطينية؟!.

سابعاً : أليس هي نكبة، تجيير موارد منظمة التحرير الفلسطينية إلى المنتفعين من ابناء الخارج على حساب معاناة ابناء الداخل وتضحياتهم وحقهم المكفول قانونياً بالمشاركة بهذه الإمكانيات؟!.

ثامناً : أليس هي نكبة، الصمت على استمرار الانقسام والعمل على ضمان تعميق أسباب استمراره؟!.

تاسعاً : أليس هي نكبة، السكوت على هذا الانحدار وهذا الفشل المهني وهذا السقوط في محاربة الكفاءات الوطنية وإهدار مستقبلهم المهني حتى يعجزوا عن القيام بخدمة وطنهم؟!.

أخيراً نستطيع القول بأنه لو كانت النكبة تتحدث عن نفسها لقالت أنها أصبحت تمثل أم النكبات في ظل تواجد هذه المنظومة السياسية الفاسدة القائمة على التحكم بالقرار والمقدرات على حساب أمال وألام وأوجاع وتطلعات شعب يعشق الحياة ولكن الله ابتلاه في قيادة مارقة ومجرمة أذلته وأهانته وحاربته في مستقبل أبنائه وجعلت من وزير خارجيتها عنوان كهذا المجرم المتواطئ في استمرار الآلام والأوجاع والمتاجرة بالشأن الوطني من خلال الاستمرار ببيع الوهم لتستمر النكبة تلو النكبة وتكون محصلة الحاضر الوطني كماضيه مجموعة من النكبات مرسومة المعالم وتنفذها ايادٍ مأجورة تتاجر في مثل هذا الوقت من كل عام بما يسمى إحياء ذكرى النكبة وهم يتجاهلون بوقاحة أنهم عنوانها!، لذلك كان الأجدر بوزارة الخارجية أن تعلق الأحذية على بوابة الدخول إليها تعبيراً عن سخطها من وجود مجرم مثل هذا الوزير بين صفوف أبنائها ورفضاً لاستمراره في منصبه لا أن تعطيه غطاءاً ليتحدث عن النكبة وهو أحد عناوين استمرارها القذرة