غنيم: لا عودة بدون إستراتيجية وطنية موحدة
تاريخ النشر : 2016-05-15 16:19

أمد/ رام الله: بمناسبة الذكرى الثامنة والستون للنكبة الفلسطينية، أكد نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وعضو المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة على ان التقدم نحو تحقيق هدف عودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي شردوا عنها عام 1948 طبقا للقرار الدولي رقم 194، لا يمكن ان يتحقق دون إستراتيجية وطنية موحدة لكافة الفصائل الفلسطينية، وأضاف قائلا " إن شعبنا الفلسطيني ممثلا بقيادته السياسية لا يمكن ان يحقق خطوات ملموسة باتجاه انجاز المشروع الوطني وفي مقدمته حق عودة ا لاجئين بدون الإقلاع الفوري عن الممارسات الفئوية كافة، وتلك التي عززت حالة الولاء والارتباط بأجندات خارجية، وفي مقدمة ذلك إنهاء حالة الانقسام الداخلي الذي الحق العار والنكبات بشعبنا، وافقد ثقة الشعب بقيادته، كما ولد حالة من الإحباط واليأس تجاه المستقبل السياسي، وفي الأمل في القدرة على تحقيق الأهداف السياسية الكبرى، وبالمقابل عزز من قدرة الاحتلال على ممارسة سياسته التصفوية بشتى الطرق والوسائل، كما ضاعف من فرصة تحقيق أهدافه العنصرية التي سعى إليها على مدار عقود مضت  ".

 مؤكدا على أن ذلك يحتاج إلى إستراتيجية وطنية قائمة على الإجماع الوطني، والتمسك الحازم بالمشروع الوطني وفي مقدمته حق العودة طبقا للقرار 194، إستراتيجية تحقق وحدة الشعب والقيادة الفعلية لا الشكلية، تلتزم بتنفيذ فعل وطني قائم على فلسفة الهجوم السياسي لا على ردات الفعل، وتأخذ بالاعتبار تعزيز مقومات الكفاح الشعبي الواسع لا النخبوي، وفي مقدمة ذلك كل ما يلزم لتعزيز صمود أبناء شعبنا على كافة الجبهات وعلاج كافة المصاعب الحياتية الأساسية التي يعانيها وبخاصة الفئات الفقيرة والمهمشة من أبنائه، وتراعي تفعيل وسائل النضال القادرة على حشر الاحتلال في الزاوية وهزيمته سياسيا، وتحقق أوسع اصطفاف دولي مؤيد ومساند وداعم لحقوق شعبنا العادلة " .

وأضاف غنيم " لقد بتنا اليوم بحاجة إلى جهود مضاعفة لإعادة قطار النضال الوطني إلى سكته الصحيحة بعد ما أصاب مسيرة شعبنا من نكسات وأزمات بسبب أدائنا المهين والسيئ، بما في ذلك تراجع مكانة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والحامي للهوية الوطنية الجامعة لأبناء شعبنا كافة في جميع مواقع الشتات، والتي يفترض ان يتعزز دورها بمشاركة كافة الفصائل فيها وفقا لبرنامجها الوطني، والمضي نحو انتخاب هيأتها، وان يتفعل دورها وفق سياسة المشاركة الفاعلة بعيدا عن منطق الهيمنة والفردية، او التصرف خارج هيأتها وأطرها الرسمية، وذلك الفصل الواضح بين مؤسساتها ومهماتها، وبين مؤسسات ومهام السلطة الوطنية الفلسطينية " .

وأشار غنيم إلى إننا بحاجة للإجابة أيضا على أسئلة ترتبط بحق العودة، وخاصة أننا نتحدث عن تحقيق هذا الهدف في إطار انجاز هدف الدولتين، وأضاف موضحا " ان من سيعود من أبناء شعبنا إلى أراضيه ودياره التي شرد عنها عام 198  بموجب القرار 194 ، يعني انه سيعود إلى المناطق الذي تبسط إسرائيل السيطرة عليها، أي انه سيحمل الهوية الإسرائيلية، وانه سيخضع إلى قوانينها بما في ذلك تبعات حقوق المواطنة فيها، الأمر الذي لن يكون سهلا على العديد من أبناء شعبنا " .

ودعا غنيم القوى الفلسطينية كافة الى بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء حالة الحصار عن قطاع غزة الذي أنهك المواطنين، وبدل أولوياتهم واهتماماتهم لصالح القضايا المعيشية على حساب القضايا الوطنية، مؤكدا على ضرورة أن تراجع حركة حماس عن سياساتها وممارساتها في قطاع غزة، التي وصفها بالغير واقعية والضارة بمصالح الناس، وتزيد بؤسهم وإحباطهم ومعاناتهم، مشددا على أن واقع الحصار المفروض على القطاع إلى جانب ممارسات الحكم في قطاع غزة، وكذلك المناكفات القائمة بين طرفي الانقسام، ساهم في عزوف العامة عن المشاركة في الفعاليات الوطنية، وانه دفع بالغالبية للتفكير بالهجرة خارج الوطن، الأمر الذي يعاكس ويتناقض مع تحقيق هدف العودة وترسيخ قناعة الناس وإرادتهم باتجاه التمسك ببقائهم فوق أرضهم وفي وطنهم، ومقاومة سياسة التهجير والإبعاد التي سبق أن كانت من المحرمات، بينما باتت الآن هدفا يسعون إليه الغالبية وبخاصة الشباب بكافة الوسائل الممكنة.