النكبة الثامنة والستون
تاريخ النشر : 2016-05-14 15:23


كل النكبات تبدا كبيرة ثم تصغر الا النكبة الفلسطينية بدات كبيرة وما زالت تكبر.
في كل عام من الخامس عشر من شهر ايار نشحذ اقلامنا واعلامنا واجندات برامجنا ومهرجاتنا لاحياء ذكرى النكبة . 
اي نكبة اكبر من هذا النمط من التفكير ؟! واي نكبة اكبر من التركيب البنيوي لذاتنا وعقولنا ووعينا، وما يتبعها من سخافة نمط تفكيرنا . حتى اصبحت النكبة مرتبطة بوجودنا نحن ، مشكلين بذلك متلازمة وجودية ( نحن والنكبة شيء واحد) . لاننا رضينا كشعب وقيادة ثورية بهذه المتلازمة الوجودية ، اصبحت ذكرى النكبة مجرد وقوف على الاطلال واستذكار واحتفالات ومهرجانات وتصريحات وخطابات كاذبة ترمى في مزبلة التاريخ في السادس عشر من ايار .
ذكرى النكبة يجب ان تكون محطة حقيقية لتقييم مراحل النضال الوطني ومحطة حقيقية لخلق ادوات جديدة لاستكمال مسيرة تحقيق المشروع الوطني ومقارعة الاحتلال واسترداد الحقوق الوطنية لا استجدائها.
وبالحد الادنى البدء ببرنامج المقاومة الشعبية السلمية ، التي لم تتجرأ القيادة الفلسطينية لغاية الآن الشروع فيه.
لم تعد نكبتنا فقط نكبة عام ٤٨ ،فقد استحدثت لنا نكبات فرعية كروافد للنكبة الكبرى ،فنكبتنا في اوسلو... ونكبتنا في قيادتنا ...ونكبتنا في عملية صنع القرار....ونكبتنا في الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للسلطة الوطنية الفلسطينية...ونكبتنا في فصائل العمل الوطني... ونكبتنا في الانقسام الفلسطيني ...ونكبتنا في غياب الرؤية الوطنية الشاملة للقضية الفلسطينية وغياب الادوات الحقيقية لمشروع التحرير.
كفانا استذكار للنكبة في ظل العديد من النكبات المحيطة بنا وما زالت القيادات الفاسدة تتبوأ المناصب القيادية والتي لا تتقن الا الانتهازية ومهنة الارتزاق وبيع الجماهير الوهم الزائف، منصبين انفسهم حراس للثورة وحاملين الارث الوطني. نكبتنا في قيادات لا تتقن الا سلوك الانبطاح للمشروع الصهيوني تحت مسمى ادارة المفاوضات دون ادنى شعور بالمسؤولية الوطنية،
واي نكبة بعد هذه النكبة؟! .
لقد ادركنا ومنذ امد طويل مقولة ان الثورات الفلسطينية تجهض في العواصم العربية، وما زالت القيادة تراهن على عواصم ليست عربية فقط وانما غربية ايضا ، ونحن الان بامس الحاجة الى قيادة تدرك حقيقة المشروع الوطني الفلسطيني وتدرك في الوقت نفسه حقيقة المشروع الصهيوني ،وتكون قادرة على اتخاذ قرارات هامة ومصيرية تعيد للقضية الفلسطينية ثوابتها وتعيد للهوية الفلسطينية وجودها.
هنا تكمن نكبتنا ; قيادات وزعامات واهنة تشكل افة امتنا وشعبنا ،لا تتعلم لا من الماضي ولا الحاضر ولا من العدو نفسه،فاي مستقبل لقضيتنا في ظل تعدد نكباتنا ؟!