تسريب موجه لقائد الثورة
تاريخ النشر : 2016-05-14 13:41

ما يسربه الاحتلال، بين حين وآخر؛ من أخبار وحوادث وقعت بينه وبين العرب والفلسطينيين خلال الحروب والمعارك والعمليات؛ يكون موجه بعناية فائقة؛ وليس برئ؛ ويهدف في الغالب لتجميل صورة الاحتلال، وإبراز عظمة وقوة كيان الاحتلال، وبان جيشه لا يقهر؛ والذي هو في المحصلة عبارة عن نمر من ورق؛ لم يستطع قرابة شهرين من القصف الطيراني والمدفعي الكثيف؛ من تركيع بقعة صغيرة عام 2014؛ بل على العكس؛ تم قصف عاصمته الوهمية ومعسكراته، وقنص جنوده مثل البط، وخطفهم من داخل مجنزراتهم.

كل فلسطيني عايش وعرف ودفع  من دمه وعرقه ووقته؛ ثمن إجرام الاحتلال ومظالمه للشعب الفلسطيني المكررة كل يوم؛ وبصور مختلفة؛ واعتراف  الاحتلال  بأن إطلاق النار على رأس الشهيد عبد الفتاح الشريف وهو بين الحياة والموت في آذار الماضي بمدينة الخليل؛ لم يكن حالة شاذة؛ بل هو أسلوب متبع لدى جيش الاحتلال يهدف لبث الخوف منه، وتقوية الردع المتهالك والمتناقص؛ بفعل بسالة وصمود رجال المقاومة في غزة في الحرب العدوانية على غزة عام 2014 ، وقوة تحدي الضفة الغربية للاحتلال في انتفاضة القدس بعمليات الطعن.

هل هي شجاعة وبطولة قتل جريح غير قادر على الحركة؛ وما كشفه الاحتلال عن أن الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” أعدم برصاصه بالرأس وبذات طريقة إعدام الشريف؟! وهل من البطولة في شيء الكشف عن قتل الشهيد عبد القادر الحسيني بنفس الطريقة ؟!

الاحتلال يريد من تسريبه لكيفية إعدام الشهيد عبد القادر الحسيني، أن يقول بان يده هي الطولى في الوصول حتى للقادة، وانه لا يشق لله غبار في ذلك، حتى لو كان مخالف للقوانين وضد الإنسانية بإعدام الجرحى؛ لكن الحقيقة؛ وحتى وان صحت رواية الاحتلال؛ فأن من يقوم بإعدام جريح لا يلوي على شيء؛ هو  ضعيف ومهزوز، جبان ومجرم وظالم، ولا يملك من البطولة الشجاعة شيء، حتى يعدم جريحا.

ما سربه ورواه  المؤرخ الصهيوني المتخصص في تاريخ الحروب "أوري ملشتاين " في مقال نشره يوم الجمعة بصحيفة “معاريف” العبرية، مستذكرا كيفية إعدام قائد الثورة الفلسطينية عبدالقادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948، وذلك تزامنا مع الذكرى الـ68 للنكبة الفلسطينية؛ يندرج ضمن محاولة إظهار أن القتلى والخسائر حتى في القادة هي دائما في الجانب الفلسطيني؛ لإبراز عجزه الدائم وقلة حيلته وضعفه أمام الاحتلال.

الشهيد القائد عبد القادر الحسيني  كان قد تولى قيادة الثوار الفلسطينيين في لواء القدس خلال ثورة عام 1936، وأصيب خلال ذلك أربع مرات واعتقله البريطانيون، ثم أطلقوا سراحه ليسافر إلى العراق ثم يعود سريعا وتحديدا في عام 1938 إلى فلسطين، وإثر ذلك تم تعيينه قائدا لمنطقة القدس من قبل اللجنة العربية العليا؛ ولاحقا مع اندلاع حرب 1948 عاد ليقود الثوار في القدس.

ويعترف "ملشتاين" بأن الحسيني نجح في إقامة حرب شوارع في القدس، وجعل قوات الاحتلال على شفا الانهيار من خلال تفجير مبانٍ للاحتلال، مبينا أنه حقق إنجازا سياسيا استراتيجيا عندما دفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن تأييد إقامة الدولة اليهودية حسب خطة الأمم المتحدة.

المؤرخ "ملشتاين" روى أن تخليص جثمان الشهيد الحسيني؛ تم بعد معركة انتصر فيها العرب وسيطروا على القسطل، وقتلوا خلالها العشرات من رجال كتيبة "مورية "ومن مقاتلي "البلماح" أيضا. 

صحيح أن الاحتلال قتل من العرب والفلسطينيين الكثير غالبيتهم مدنيين؛ لكن قتلى الشعب الفلسطيني والعرب هم شهداء عند ربهم؛ كونهم ماتوا دفاعا عن الحق ودفع الظلم؛  وقتلى جيش الاحتلال؛ هم حطب جهنم: كونهم ظلمة؛ قتلوا وهجروا وطردوا شعبا بأكمله؛ فهل يستوي من قتل واستشهد دفاعا عن شعبه ووطنه وهو ألان في جنان الخلد؛ مع من قتل ومات وهو ظالم متجبر، ويتعذب الآن في النار؟!