نكبتنا بما وصلنا إليه..!?
تاريخ النشر : 2016-05-11 23:11

بات من المعروف في كل عام أن نحيي ذكري نكبتنا من التاريخ والتي شرد فيها أهلنا وأجدادنا من أرضهم وبيوتهم فارغين اليدين بعد الهجمات والقتل علي يد العصابات والمسمي لها بالهاجانا في تلك الأوقات وبدأت مرحلة التشرد والهجرة في كل إتجاه وحسب القري والمدن ومن الأقرب اليها ليحتموا بالأمان أكثر من محيطنا العربي بكل دولة علي حدودنا وهناك من بقي في نفس النطاق للأراضي الفلسطينية كالقدس والضفة الغربية وغزة بالإضافة لمن بقي مهجر داخل الحدود والمسماه أراضي الثمانية والأربعين بعد الإعلان للكيان المغتصب لدولته الفاشية علي حسابنا بعد ماقام بكل المجازر المنافية للإنسانية والقيم وكثير من وثق التاريخ هنا بعض القصص والروايات التي سمعناها بصدق مماً شاهدها وعاشها كدبح المرأة الحامل وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها وتعذيب من يقع بيدهم حتي الموت والمشانق علقت لثورانا ويسكن بعقلنا وذهنناوقلبنا محمد جمجوم وفؤاد حجازي وغيرهم من الأسماء الموثقة لدينا وهذا الحديث ليس بجديد وجميعنا نعلم ما هوا تاريخنا ولكن يجب قدر الإمكان وبكل المناسبات وغيرها أن نجدد العهد والوفاء حتي لا ننسي جذورنا وكما راهن عليها عدونا عندما أطلق المقولة الخبيثة بأن الكبار يموتون والصغار ينسون ولكن ما يحصل هوا العكس تماماً بأن كل جيل يكبر يكون الأقدر علي المواصلة بمعرفة الأصول لأجداده وأينما كان متواجد من تشتته ولجوؤه سواء كان بالداخل أم بالخارج حتي لو عاش بأمريكا الجنوبية أو الصين الشعبية لا ينسي حقه المقدس بالرجوع لما ورثه من الأجداد وهوا المفتاح الحقيقي والرمز الذي يعبر عن عدالة قضيتنا وبرغم المرور والزمان عليها ونحن نقارب القرن وبحق ..! وهنا يطرح ألف سؤال وسؤال ولماذا كل هذا العمر ولم نحقق ما نصبوا اليه ونحن نقاتل ونثور من التاريخ ولم تنقطع أبداً المقاومة بتاريخ ثورتنا من كل بلد إنطلقت منه وتحولت لمكان آخر لتنتقل بزخم حتي وصلت الشرارة من جماهيرنا في قطاع غزة بعد ما حصل من جريمة بحق العمال بداخل الخط الأخضر كما أسموه وهي أرضنا الأساسية ونكررها أكثر لنغرسها بالروح والقلب كما نسعي ولا نكتفي هنا بالتمني فقط بل هي الثورة المتأصلة علي الأرض بروح الشهداء عبر التاريخ وبكل مكان شاهد علينا ويصعب أن نتطرق لكل هذا بمقال واحد وما نقدمه ما هوا إلا إيجاز مبسط من الذاكرة فهناك الكثير من الكتب والمرجعيات التي تحاكي بكل التفاصيل ما حصل من سرد ومعاناة تفوق الوصف وللعلم لا يوجد إنسان فلسطيني لا يحمل هذا النزف بكل القصص والروايات التي شربهاوسمعها بألم من حكايات التشرد والقتل والدمار الملحق بنا حتي هذا الوقت وشاهدناه حقيقة والجميع يذكر الحروب المتراكمة علي الأرض العربية جميعها من كل جريمة طالت ودنست شرف كرامتنا كلما حطت رجل صهيونية بأرضها ونفدت مهمتها بحرفية كما هي العادة لرجال الموساد بقتل قادتنا وبكل تنوع من أبشع الجرائم في هذا القرن وبمشاهدة العالم أجمع ونحن لا نسمع دوماً غير الشجب والإستنكار كما يحدث بكل مرة وحرب غزة الأخيرة كانت الشاهدة الحية علي الإبادة الجماعية كما بدأت من تاريخ نكبتنا لترتبط الأحداث في بعضها البعض بذاكرتنا ليبقي كما هوا السؤال مطروح ولماذا كل هذا الوقت..!؟ وهنا الجرح يفتح وبحق ومن حقنا التساؤل بحرية وشفافية ونحن حملنا من قبل الكثير من الأنظمة و تبعياتها بما حدث ولا نظلمهم بل هم من ظلموا أنفسهم ولم يقفوا وقفة رجل واحد مع الحق ومع أبناء شعبهم العربي كما هوا كان طامح عندما إستنجد بهم فلا خيار كان مطروح علي الطاولة وكان المجتمع الدولي ظالم كعادته ويسن القوانين والقرارات حسب المصالح للدول الكبري وقرار التقسيم كان بمثابة التمهيد فقط لما كان بفكر الصهيونية وحسب وسجل علينا التاريخ بأننا رفضناه لأن الواقع علي الأرض كان محسوم لصالح الكيان وبغياب الوعي والقرار العربي الموحد ..! بل كانت وعود كاذبة خدعتنا جميعاً حتي بدأت تنكشف المؤامرات علينا وها هوا الكيان بدأ بكشف الكثير من الأوراق بعد إن سمحت الرقابة العسكرية لهم بنشر تلك الوثائق وفيها الكثير من اللقاءات السرية التي كانت تحدث بينهم وبين الأعداء ونحن نقبض علي الجمر والبندقية ولانفارقها ونحن نيام من أجل الدفاع عن أنفسنا والعودة للأراضي المقدسة بروح كل عربي شريف وفلسطيني وثائر حر من عالمنا ونذكر هذا حتي لا ننسي الكثير من الشرفاء وقفوا وناضلوا كأي فلسطيني حر وقضيتنا علي ممر العصور تعرضت للنكسات والمحاربة بشتي الطرق ومن نفس العقلية العربية لخدمة الكيان المغتصب وتنفيد الأوامر بالطرد والمعاقبة والحساب لكل من يفكر بالمقاومة حتي وصلنا لمؤتمر مدريد وبعدها أوسلوا وما تلاها وكانت البداية لتحقيق الحلم برغم النقص الكبير من محتواها وبتفريع الجوهر منها وبعدها سادت الكثير من المعارضات بمع وضد ولكن الحالة كانت مجمعة علي أن يبقي الوطن بالروح وطريقنا البوصلة للهدف وهذا ما جعل منظمة التحرير الفلسطينية تحافظ علي نفسها ومؤسساتها دون التفرقة كما يحدث اليوم وبصدق عندما ظهرت الحركات الإسلامية ورفضت الدخول تحت مظلة المنظمة بنفس تركيبتها وكانت المطالب دوماً أكبر ويصعب تحقيق ذلك في ظل الخلافات الكبيرة حتي داخل الإطار الأساسي وبتعديل بعض المواد في المنهج والدستور لتأتي الإنتفاضة الثانية علي الأرض وتقلب كل الموازين علي عقب ومن جديد حتي دخلت أكبر الفصائل المعارضة وهي حركة حماس وخاضت الإنتخابات ومعها فصائل اليسار والحركة الوحيدة التي رفضت الخوض هي حركة الجهاد الإسلامي فقط وفازت بالأغلبية الكبري والساحقة حركة حماس ولم يرق ذلك للكثير لكن الديمقراطية نجحت وثبتنا التجربة الفلسطينية الأولي بالعالم العربي وهذه التجربة كانت بمثابة الفخر للجميع بالفرز و النزاهة وكان مهرجان جديد علي عالمنا العربي بذلك الوقت ولم تنجح التجربة طويلاً حتي بدأ الإنقسام البغيض علي الأرض وبتمزيق جناحي الوطن ليحكم علي طرف علي هواه وبالطبع حركة فتح بقيت في الضفة الغربية وحركة حماس حكمت غزة وما ذالت تتحكم بكل صغيرة وكبيرة وبالرغم من حكومة التوافق المعلن عنها ولكنها لا تسيطر ولا تحكم بالحقيقة في غزة وجميعنا ندرك ذلك وحتي اليوم غارقين بوهم الفصائل الكبري وبكل محاصصة وتقسيم كل إتفاق بينهم وهم غير المتفقين أبداً وما ذالت الجولات بينهم متعددة وبكل مكان من بقاع الأرض لنصل الي حل يوحد شعبنا بالحفاظ علي الثوابت والحق المقدس بروحنا بعد الضحايا والأرواح التي رحلت نتيجة هذا الوضع المؤسف منذ سنوات بالتفرد بالحكم وبعدم الإنتخابات من جديد لتعيش غزة أصعب الظروف من ظل الحصار والحروب المتراكمة وراء بعض وها نحن وبهذا الشهر نشاهد ما لم نشاهده من قبل كإنقطاع الكهرباء بشكل مستمر ولا تصل إلا بضع ساعات فقط حتي حرق الأطفال من خلال الشموع ولم تكن الحادثة الأولي كما حدث معاالأطفال الثلاثة رهف ويسراوناصر محمد الهندي بل حصدت الكثير من الأرواح وحسب الأرقام النهائية وصلت لتسعة وعشرون من الأطفال وحسب مركز الميزان الذي يوثق ذلك بإستمرار ونحن نبقي كمانحن نشاهد ونغضب ونكتب ونفرغ ما بوسعنا ولا يتغير أي شيئ فينا غير العذاب والألم المتزايد مما وصلنا إليه علي يد من يحكمنا ويتحكم بمصيرنا طالما الفرقة تسود وكما رعاها صهيون من البداية بعبارة فرق تسد ونحن نجسدها بغبائنا وللحقيقة الجميع يعلم بأن دون الوحدة لن يكون لنا طريق معبد للحرية ولتحرير كامل ترابنا المقدس حتي نرجع الحق لصاحبه ولم يعد الأمر علي ذلك فقط فهناك الكثير من الأمور التي ممكن أن نتطرق اليها وبالأرقام وكم حصدت من الأرواح بكل مأساة مكررة منذ سنوات حتي أصبح الإنسان أرخص مما يتصور أي عقل ..!؟بتصورهم أن المشكلة حلت بالشقة والمال كما قدم للبعض من عائلة الهندي والسؤال الذي بقي محير هل هذا من يمنع تكرار الجريمة من جديد بحق أطفالنا وبحق العمال العاطلين الذين قاموا بحرق أنفسهم بشكل كبير وملفت من الجنون وكأننا نعيش في وسط النار وبحق وكثيراً من أسموا غزة بجهنم من كثر الحرائق للبشر التي لا توصف أبداً مهما كتبنا وعبرنا عنها لكنها الحقيقة المؤسفة ولا بد من طرقها لنغير هذا الحال فلا يجوز أن نبقي شهود زور علي كل ما يحدث دون أن نقدم شهادتنا وبحق وكتبنا من قبل وطالبنا الجميع بتحمل المسؤوليات لشعبنا طالما تدعون بأنكم القادة والمتحكمين بكل الأوراق بوجه شعبنا وليس بوجه العدو فلا حل إلا بالإنتخابات والوحدة لنكسر العصي من جديد بتوحدنا وترابطنا علي رسم الطريق لخارطتنا كما كانت وستبقي وهذه غمامة سوداء وطالت فوق ما نتصور ويجب أن ترحل عنا لتشرق شمس حريتنا وكثير من الأوراق بيدنا لو أحسنا طريقة عرضها للعالم بالحكم وحالة الإشتباك الدائم مع العدو دون تقديم أي مبرر له من الدعاية كما يقدمها للغرب وأمام المجالس الدولية وهنا يبرز موضوع الصواريخ التي بيد المقاومة ويجب أن تكون كسلاح إستراتيجي ورادع فقط ووقت الحاجة بعد فرض المعادلة الجديدة علي المحتل وكما حصل من قبل في لبنان وعلي يد حزب الله فأمامنا الكثير من تجارب العالم لنختار منها الأفضل من كل تاريخ الثورات العالمية التي رفضت الإستعمار والإحتلال للأرض وبرأس واحدة ننفذ وليس كما يحصل والكل يريد سحق الآخر دون الحق ولا الإعتراف وهنا العنصرية القاتلة التي تدمر أكثر مما تعطي ولا تجعلنا نتقدم ولو بمتر واحد أمام عدونا وندرك جيداً بأن الوضع مختلف عندنا ولكل جبهة خصوصيتها وهذا ما نؤكد عليه دون التخلي عن حقوقنا ولا نمنح الهدن المجانية ليتفرد الكيان بملاعبتنا وكل طرف علي حدي يتسارع لإتفاق وعبر الوساطات دون تقديم حلول ولا مبادرات حقيقية بل كلهالإلهائنا واللعب علي أعصابنا وشاهدنا ألف مبادرة ومبادرة ونعلم بالحقيقة أن الكيان لا يرغب بأي تغيير علي الأرض بل العكس هوا الصحيح وهوا يفرض التغير الديمغرافي من وراء إنقسامنا داخل دويلات صغيرة ومجزأة كما حصل عليها بالإتفاقيات السابقة ونعود ونكرر لجميع أطياف شعبنا بكل مكان بأن الأمل حاضر ولا شيئ إسمه مستحيل في قاموسنا كما يتصور البعض ويروج وسأذكر هنا حقيقة صغيرة بعد ما سُدت كل الطرق والسبل أمام قضيتنا وثورتنا وتصور المحتل بأنه إنتهي منا وشتتنا بكل مكان وأبعدنا عن الطوق الحقيقي من دول المنطقة كان الرد من الداخل ولم يتصور أبداً في مخططاته الإستراتيجية أن هناك من يقوم بالثورة من الحجر وهذا ما أربك العدو والجنرالات الصهيونية بوقت هبة الجماهير بكل مكان من الأراضي المحتلة والقدس العربية وبعد ذلك إستوعب المؤرخون الصهاينة بأن هناك الخطر الحقيقي والقنبلة الدميغرافية بوسط قلبهم كماأسموه وهي العرب المتبقين بأرضهم ولم يرحلوا عنها وبقيوا متشبتين بالجذور وشعروا بالخطأ الكبير والفادح بعدم طردهم كما طردوا جميع شعبنا لأنهم أدركوا بأن بقائهم هوا الشاهد الحقيقي أمام العالم علي جرم المحتل والكيان بأنه أعلن دولته علي أراضي مغتصبة وبدأ بتجميع وإستقطاب كل من له أصول يهودية ولو من طرف بعيد من الأجداد لهم في أوروبا ودول الإتحاد السوفيتي السابق وحتي إفريقيا وامريكا والهند ..حتي لا يبقي العدد الصغير أمام التكاثر الفلسطيني بشكل متسارع سواء بالداخل أو الخارج ونؤكد علي ذلك مراراً لأنه يصب بملصحتنا العامة من أجل تحقيق الأهداف السامية بتحرير كامل ترابنا ..ومن هذا المنطلق نبث الروح والأمل دوماً فلا أحد كان متخيل بالفعل أن تقوم لنا سلطة وجيش علي الأرض وبعدها الأمر تطور وكل عام يتطور بما تطوره فصائل المقاومة وبحق فهنا لا خلاف معهم وندعمهم بشرط أن يكون ذلك بمصلحة الشعب والوطن ولا يحسب ويأخد علي فصيل معين يريد السيطرة لوحده ودون الآخر من المشاركة بنفس الوتيرة بتفعيل كل ما يملك من أدوات لمقارعة المحتل بكل جولة قادمة علينا كما حدث بالأيام الأخيرة وبما أسموه إنهاء الأنفاق الذي أذاقت العدو وضربته بمقتل وبحسب التحليل العسكري لما حصل بالحرب الأخيرة وما ذال العدو يخفي الوثائق والتقارير خشية ظهورها للعلن أمام الرأي العام الصهيوني ويجب ألا نغفل علي هذه