صحيفة عبرية: على اسرائيل الا تستجيب للتهدئة مع حماس مع وجود الأنفاق والقذائف الصاروخية
تاريخ النشر : 2016-05-10 13:30

أمد/ تل أبيب: قال كبير المحللين السياسيين الإسرائيليين في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية  دان مرغليت، إن القذائف الصاروخية من قطاع غزة والأنفاق يجب ألا تدفع إسرائيل لقبول رسائل التهدئة من حركة "حماس"، وهو ما قامت به الحكومة الإسرائيلية، حتى لو تمثل الثمن بحرب تتلوها حرب، وتسبب في استدراج الجانبين لمواجهات عسكرية لا يريدانها، محذرا من أي تقدير موقف إسرائيلي خاطئ تجاه حماس في غزة.

وأشار مرغليت - وهو مقدم برامج تلفزيونية سياسية إسرائيلية - إلى أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي على حدود غزة لاكتشاف الأنفاق كان مؤذيا لحماس لكنه هادئا، مما اضطرها لإطلاق بعض القذائف الصاروخية لمحاولة وقف عمليات الجيش الحدودية، لأن الحركة تعلم جيدا أن مواصلة إسرائيل العثور على أنفاقها سيجعلها من دون وسائل قتالية، وهو الأمر الكفيل بإشعال جبهة القتال مجددا.

وختم بالقول إن عمل إسرائيل ضد الأنفاق يتزامن مع الجدوى التي تظهرها القبة الحديدية ضد الصواريخ، مما يبقي الحركة فاقدة لأي عنصر قوة في المواجهة القادمة، وفي حال شعرت حماس نفسها بأنها تذهب إلى موجة قتالية جديدة مع إسرائيل، فإن لسان حال الأخيرة سيكون "أهلا وسهلا".

أما أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب المستشرق الإسرائيلي آيال زيسر، فقال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن حماس تجد نفسها تذهب إلى مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل بسبب الضائقة الصعبة التي تعيشها، رغم أن وقف إطلاق النار يعتبر فرصة جيدة لها لترميم قدراتها العسكرية، ولحاجة مليوني فلسطيني يعيشون في غزة إلى مزيد من الهدوء، ويتوقعون من قيادة الحركة أن تحافظ على هذا الهدوء.

وأضاف أن حماس تحاول اليوم وضع قواعد جديدة للعبة أمام إسرائيل على النموذج اللبناني، بموجبها يحظر على إسرائيل تجاوز الخط الحدودي مع غزة، والعمل من داخله، حتى لو رأى الجيش الإسرائيلي مسلحين من حماس، أو عمالا يقومون بحفر الأنفاق داخل الأراضي الإسرائيلية.

لكن إسرائيل أعلنت للحركة على الملأ أنها تمتلك حرية العمل والتحرك على الحدود، وسوف تقوم بالرد ليس على كل عملية فلسطينية ضدها فقط، وإنما تجاه أي استعداد أو تحضير لعملية، وهو ما يمنع حماس من تنفيذ خطتها باستدراج إسرائيل إلى حرب استنزاف على طول الحدود يدفع ثمنها المستوطنون الإسرائيليون في منطقة غلاف غزة.

وختم بالقول إن حماس تجد نفسها في ضائقة اقتصادية خانقة في ظل الإغلاق الذي تفرضه مصر على غزة، وهذا وضع غير مستقر يستجلب حوادث إطلاق نار وتصعيد عسكري، وهنا قد تكون حماس مطمئنة إلى أن إسرائيل لا تنوي إسقاطها من الحكم، مما يدفعها لمزيد من الاستفزاز للجيش الإسرائيلي، لكن الحركة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تضع في اعتبارها أنه إذا وصلت إسرائيل لقناعة مفادها أن حماس لا تحافظ على الهدوء على طول الحدود، فلن تجد إسرائيل نفسها مضطرة للإبقاء على الحركة مسيطرة على غزة، وقد تفضل إسقاطها، ودخول مجموعات أكثر تطرفا محلها.

من جهته، وصف الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في موقع "نيوز ون الإخباري" يوني بن مناحيم، التهدئة القائمة في غزة بأنها هشة ومؤقتة، رغم إعلانات إسرائيل وحماس أنهما لا تريدان التصعيد.

فالحركة ترى في استمرار بحث الجيش الإسرائيلي عن أنفاقها وعدم تزويد غزة بمواد البناء والإسمنت، خطرا على موقعها العسكري، وقد تجد ذلك سببا في إشعال موجة جديدة من المواجهة العسكرية، مع العلم أن التدهور الأمني بين إسرائيل وحماس على حدود غزة قد يكون سريعا، وينتهي بمواجهة عسكرية كما حصل في الجرف الصامد قبل عامين.

وذكر الكاتب -الذي عمل سابقا ضابطا في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- ثلاثة سيناريوهات قد تحصل قريبا، يتمثل أولها بأن تقوم حماس بإخراج آلاف الفلسطينيين من غزة باتجاه الحدود مع إسرائيل احتجاجا على استمرار الحصار، وهناك سيناريو آخر يتمثل في استئناف "العمليات الانتحارية" داخل إسرائيل، والسيناريو الثالث يتمثل في إطلاق مكثف للقذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في الجنوب لكسر الأمر الواقع القائم على الحدود، بحيث يشكل ضغطا على إسرائيل للعودة للمفاوضات مع الحركة بشأن رفع الحصار عن غزة.