دراسة علمية ترصد واقع وافاق تكنولوجيا المعلومات في فلسطين
تاريخ النشر : 2016-05-09 22:21

أمد/ غزة: منحت عمادة الدراسات العليا بجامعة الأزهر بغزة درجة الماجستير للباحث منذر اكرم حسن فروانة، الطالب في ماجستير الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بالجامعة عن رسالته الموسومة " قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني الواقع والافاق".

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور نسيم أبو جامع مشرفا ورئيسا والدكتور محمود صبرة مناقشا داخليا والدكتور عبد الحكيم الطلاع مناقشا خارجيا.

وتناولت الدراسة الدور الاساسي للمعلوماتية والاتصالات في تطوير الشعوب ورفع المستوي العلمي والمعرفي  والاقتصادي ، وكيفية تحسين الحياة لكافة دول العالم .

واكدت الدراسة انه وبالرغم من إن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لازال تحت سيطرة الاحتلال وممارسة الضغوطات عليه إلا أن هذا القطاع له دور مميز وفريد من نوعه ، وأصبح استخدام وسائل الاتصال وخدمات المعلوماتية عصب فلسطين ووسيلة أساسية من وسائل الاتصال والتعامل في الحياة اليومية في فلسطين .

وهدفت الدراسة إلى معرفة أثر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني خلال الفترة (2014-2000)، وذلك من خلال المنهج الوصفي التحليلي واستخدام المنهج القياسي وذلك لتوضيح العلاقات بين المتغيرات المستقلة هي ( الهاتف الثابت ،الهاتف النقال، مستخدمي الانترنت، عدد العاملين، الاستهلاك الوسيط ،الإنتاج، تعويضات العاملين). والمتغير التابع المتمثل في النمو الاقتصادي والذي يقاس من خلال الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني .

وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة طردية بين المتغيرات الخاصة بعدد الهواتف النقالة والاستهلاك الوسيط وكانت مساهمة هذه المتغيرات معنوية ومتسقة مع النظرية الاقتصادية، أما بخصوص باقي المتغير فاتضح بعدم معنوية باقي المتغيرات والسبب في ذلك يرجع إلى قصر السلسلة المستخدمة في النموذج ولحداثة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

واستنادا إلي نتائج الدراسة اوصى الباحث بالتركيز على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إذ يعتبر هذا القطاع من القطاعات المهمة والفاعلة في الاقتصاد الفلسطيني و خصوصا أن الحالة الفلسطينية تعيش تحت الاحتلال، فيجب الاهتمام بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتباره الاقتصاد الوحيد الأقدر على التغلب على الظروف الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها الاقتصاد الفلسطيني ، مع التأكيد على دور المؤسسات العلمية والبحثية في خلق اقتصاد فلسطيني متطور وقادر على النهوض ومواكبة التطورات العالمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات .

وتوصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج المهمة وهي:

- من خلال النتائج المقدرة سابقا يتضح من الدراسة ان تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات عبر زيادة الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع ويساهم بشكل لابأس به في تحقيق زيادة مطردة في الناتج المحلي الإجمالي .

- أما فيما يتعلق بعدم معنوية المتغيرات المدرجة في النموذج الأول وخاصة فيما يتعلق بعدد مشتركي الهاتف الثابت وبعدد مشتركي الانترنت المتاحة، يرى الباحث أن عدم الاستغلال الرشيد لخطوط الهاتف وخدمة الانترنت المتاحة بحيث نرى أن معظم مستخدمي خدمة الانترنت في الترفيه وقضاء أوقات الفراغ مما ينعكس سلبا على إنتاجية الفرد في هذا القطاع ، أصبح خط الهاتف مرتبط بخدمة الانترنت مما يجعل الأثر مشترك .

- بالرغم من الأثر الايجابي لمتغيرات قطاع تكنولوجيا المعلومات على الناتج المحلي الإجمالي إلا أن نسبة مساهمة القطاع محدودة في الناتج المحلي الإجمالي ولا ترتقي إلى مستوى مساهمة هذا القطاع في الدول الأخرى .

- هناك تطور ملحوظ في متغيرات قطاع تكنولوجيا المعلومات ،حيث نشاهد تطور مستخدمي الانترنت والهاتف النقال وعدد العاملين والمؤسسات العاملة في هذا القطاع على الرغم من حداثة هذه الخدمات في المجتمع الفلسطيني.

- هناك تأخر ملحوظ في بعض الخدمات التي يجب أخذها بعين الاعتبار مثل خدمة التسويق الالكتروني التي تعتبر ألان ضرورية في ظل ما نعيشه من تقدم ملحوظ وما ستضيفه هذه الخدمة وخدمات أخري متطورة  إلى الناتج المحلي الإجمالي.

- لقد حققت فلسطين مرتبة متقدمة نسبياً على مستوى المهارات والقوي البشرية حيث حصدت 7.59نقطة من أصل 10نقاط على مستوى العالم في عام 2013 وجاء ترتيبها 65بين دول العالم، وهذا يعكس ما يتميز به المجتمع الفلسطيني من ارتفاع نسب التعليم والتأهيل والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة

واوصت الدراسة بالتالي:

- الاستفادة من الدعم المقدم للسلطة الفلسطينية وتوجيه في اتجاه دعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وخصوصا في مجال تطوير البنية التحتية لهذا القطاع، بالتعاون مع جميع الأطراف المتمثلة في السلطة الفلسطينية والقطاع الخاص والمجتمع المدني .

- العمل على تنظيم ومراجعة البيئة التشريعية والقانونية التي تخدم بيئة عمل قطاع الاتصالات الفلسطينية.

- تفعيل هيئة قطاع الاتصالات ودمج السياسات التي تشجع من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن خطة للإصلاح والتنمية الوطنية الفلسطينية.

- نشر ثقافة استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين الأفراد والأسر في المجتمع والمؤسسات الاقتصادية. من خلال عمل ندوات تثقيفية لمدي أهمية استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات ومدى تأثيرها على القطاعات الاقتصادية الأخرى.

- الاهتمام بوضع سياسات للبحث العلمي من خلال تطوير هذا القطاع ومدى مساهمته في خدمة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

- العمل على رفع سرعة الانترنت للمستخدمين مع الحفاظ على خفض الأسعار من اجل انتشار خدمة الانترنت والوصول لجميع أفراد المجتمع.

- الاستمرار في تطوير البنية التحتية لاقتصاد المعلومات والتي تتمثل بشبكات الاتصالات والتي تقوم عليها كافة الأنشطة الاقتصادية كوسيلة لتحقيق التوسع والانتشار الجغرافي في مختلف القطاعات الخدمية والصناعية.

- يجب أزاله رسوم اشتراك الهاتف الثابت من اجل استخدام ووصول الهاتف الثابت إلى اكبر عدد ممكن من الأفراد ، مع العلم بان عدد اشتراكات الهاتف الثابت قد انخفضت في فلسطين.

- زيادة الخبرة في مجال التصدير وتسويق المنتجات للخارج والقدرة على جلب مستثمرين .

- الاهتمام بقطاع الأعمال والعمل على استخدام التكنولوجيا في المعاملات التجارية.