غزة في كفن الموت سيدي الرئيس
تاريخ النشر : 2016-05-09 15:21

يا الله وطني سليب وسالبه يبني مجده التليد,فوق مسطحات دماء أطفال الصغار.....

فإن أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ورجالنا في غزة موشحه بالسواد الداكن, ومتخمة بالجراح الغائرة, ومذبوحة من الوريد إلى الوريد,ومخضبة بالدماء النازفة, وتئن من وجع آلامها,ومن مصاب الجلل الذي أصابها,والذي تهتز له السماوات والأرض, وتبكي لمصابهم ملائكة الرحمن وتصلي عليهم الأنبياء,فاليوم نحن في أمس الحاجة والاحتياج لكم,فعيوننا التائه تنظر بعيون القائد الذي يقود وطنه, ويحمل دائماً في قلبه أمال وهموم الوطن والمواطن وقضايا أبناء شعبه,بعد أن طاردهم الموت والدمار المزلزل,والذي اخذ منهم أعز فلذات أكبادهم وشردهم من بيوتهم.......

سيدي الرئيس//

يا حامل لواء المسيرة بعد استشهاد شمس الشهداء أخي ومعلمي وقائدي الشهيد أبو عمار,فيا من سار منكم على خطى العظماء من بعدهم’فلن يثنينا الموت عن درب الشهداء في مقارعة الاحتلال ومن لف لفيفهم,وفضح تجار الوطن ومصاصين دماء أطفالنا وقتلة أبناء شعبنا,ستعلو رايات الوطن خفاقة في عناء السماء,فغزة اليوم تستحلفكم بدماء الشهداء’وأنين الجرحى وعذبات الأسرى وآهات الثكالى الأوفياء,أن تصغوا إلى صرخات الموت فينا,علَ الموت إذا أحس فيكم يحيينا,فكفى أسعفوا من تبقى منا من ينتظر الموت تحت ركام المباني وما بين إنقاذ الحطام,إن كان فيكم لنا ما يعنيكم من الوقت.....

فنحن شهداءٌ وضحايا,فمن المسئول عن خطايانا في غزة’أيها العابرون فوق أجساد الشهداء’انتبهوا!!!لا تحركوا جراح أجساد موتانا,فغزة لم تعد كمدن الأحياء تؤوينا,فكلنا أموات وما عادت توقظنا دقات عقارب الساعات,,سيدي في غزة شخوص بلهاء كأشباه الرجال لا أجد في عيونهم دموعاً تنهمر نحو أطفالنا الصغار,وإن كان لهم دموعاً فدموع التماسيح أرحم لأطفالنا ألف مرة من دموعهم’فيا من لا أجد في قلبهم الرحمة والشفقة لأطفالنا وأمهاتنا وشيوخنا وشبابنا وإن كان لهم قلوب،فقلوبهم ماتت ورحلت منذ أن قتلوا أعز الناس على قلوبنا.....

اعلموا نحن في غزة شواهد الموت ماثلة في مقبرة الأموات,وغزة حولوها إلى مدينة الأشباح,لا يغريكم من فيها,فهم أجساداً بلا أرواح,فإذا مررتم في شوارع غزة وأزقتها,ستجدوا من كان فيها من أهلها أصبحوا سياح,جيوبهم فارغة وبطونهم خاوية وعقولهم سارحة,يبيعون ويشترون اللغو والثرثرة فيما بينهم,ما قيل في هذا المساء ستجده يقال في هذا الصباح,هكذا هو حالنا فكثير الكلام عندهم محظور لنا,وأتفه الكلام منهم لنا مباح,فإذا أردتم أن تعرفوا لغة ساكنيها,فأسالوا أكوام الحجارة فكل حجرٌ شاهدٌ فيها،سينطق نحن ضحايا عقول الصغار,حذارٍ قف وانتبه!!ولا تقترب من برك الدماء’فإن فيها مشاهد من صور الشهداء,إذا أمعنت النظر حتى تعرف من فيها،ستقرأ عليك قصائد العزاء,فاسمع أنت يا من تجلب السلم والحرب,ويا من تقلِب الحظ والبخت بين كفيك,وتبرهن أن خلاص الحياة والموت بين يديك.....

فلكَ الله يا قاتل أبناء شعبي

والله من وراء القصد...