السيسي وعباس ..قضايا وجب حلها وليس بحثها!
تاريخ النشر : 2016-05-09 10:16

كتب حسن عصفور/ ما أكثر ما يقال عن لقاءات الرئيس محمود عباس ببعض حكام العرب وغير العرب، بأنها "لقاءات هامة وحاسمة"، وبالقطع تبقى دول الجوار، مصر والأردن وزمانا سوريا، أكثر من تنال تلك الصفة، وهي فعلا تستحق لو أنها كانت حقا تبحث الجوهري فيما هو مشترك..

اليوم الاثنين، 9 يونيو (حزيران) 2016 يلتقي الرئيس عباس بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في زمن مركب التعقيد جدا للقضية الفلسطينية من كل جوابنها، أو ما يتعلق بالمباشر منها "مأساة قطاع غزة" السياسية والانسانية، والتي تستحق بحثا جادا وجديا من قبل الرئيس عباس بصفته التمثيلية كرئيس للشعب الفلسطيني، قبل أن يكون رئيس لفصيل يتناكف مع حركة حماس..

وما نشير اليه فيما يخص القضية الفلسطينية، بالتأكيد، ليس وضع "البيض العباسي في السلة الفرنسية"، وكأن مبادرتها باتت هي "الحل والرجاء"، ودون تفاصيل حقيقة تلك المناورة - الأفكار، فأنها لا يجب أن تكون مركز الحركة السياسية، حتى لو أرادت الرسمية الفلسطينية التعامل معها، فلتكن ضمن "رؤية سياسية أشمل" للحل السياسي المستند جوهريا، الى قرار الأمم المتحدة الخاص بدولة فلسطين رقم 19/ 67 لعام 2012..باعتباره مفتاح التوصل الى حل لقضية الصراع مع دولة الكيان..

ولا نضيف علما للرئيس عباس وفريقه الخاص ( خاصة رأسي الحربة عريقات وفرج)، بأن ما تم نشره عن تقرير سياسي شامل منسوب الى "اللجنة الرباعية" يستحق الاهتمام أكثر بكثير في البحث عن وضع "آلية تنفيذية" لتطبيق قرار الاعتراف بدولة فلسطين..

تقرير "الرباعية الدولية"، يمثل نقلة نوعية سياسية في العمل الدولي، تأخر كثيرا ليست تلك القضية، لكنه حضر أخيرا، وهو يستحق أن يصبح جوهر الحركة السياسية الفلسطينية، وليس مناورة فرنسا، دون أن نلغي حق الرئيس عباس وفريقه من الذهاب الى "عاصمة النور" بكل بريقها المميز..

مفترض أن يكون لقاء الرئيس عباس بالرئيس المصري السيسي، محوره المستقبل القادم للقضية بكل مكوناتها، سواء ما له صلة بوضع "آليات العمل المشترك" مع مصر والاردن ودول عربية ذات اثر إقليمي خاص، وحضور سياسي فاعل، أو ما يتعلق بالشان الداخلي، ومظهره الأبرز "النكبة الانقسامية"، بكل ما له  من أثر وتأثير على مسار القضية الوطنية بكل جوانبها..

بحث "النكبة الإنقسامية" هو مفتاح لحل مختلف "العقد السياسية الكامنة"، ولا يعتقدن أحد، أن هناك "حل سياسي ممكن" للقضية الوطنية في ظل وجود الحالة الإنقسامية، مهما نفخ في "سورة الكلام" الإنشائي من عبارات لغوية..

ومن وحي "النكبة الانقسامية" ستفرض مسألة قطاع غزة، حضورها خاصة بعد التطورات الأخيرة الخاصة بها، تطورات سياسية وإنسانية في آن..

ولا نظن أن مصر الشقيقة الكبرى، ستتجاهل مناقشة مخاطر "المشروع التركي - القطري والاسرائيلي" الذي يتم إعداده لـ"خطف قطاع غزة" من فلسطين، مهما حاول البعض الحمساوي الإستهتار بمخاطر هذا "المشروع الإسرائيلي" في الأصل، وأن يستبدلوا المخاطر الحقيقية للمشروع الأردوغاني - النتنياهوي بـ"حسن نوايا" ترمي الى فك الحصار ورفع "المعاناة عن الأهل في غزة"..

هذه مسألة جوهرية في بحث مستقبل قطاع غزة، ويجب أن تكون "بوابة" بحث كل مشاكل القطاع الإنسانية بكل مسؤولية، وبعيدا عن أي مناكفة حزبية - فصائلية، ومنها مسألة إعادة تشغيل معبر رفح ليصبح العمل فيه كما كان يوما، وأن يكون الأساس هو الفتح والإستثناء هو الإغلاق، وليس العكس كما هو اليوم..

وبالتأكيد، هناك الكثير مما يستحقه قطاع غزة من بحث بالبعد الانساني، وعل مشكلة الكهرباء واحدة منها، وخط رفح المصري أحد تلك الجوانب..

وقد يكون مفيد لإزالة "المخاوف الأمنية" للشقيقة الكبرى فيما يتعلق بمعبر رفح والأمن الحدودي، التفكير بتشكيل "لجنة فلسطينية أمنية خاصة"، تشترك فيها القوى الفاعلة في القطاع، وبرئاسة الجهاد الاسلامي، تكون هي المسؤولة عن كل ما له صلة بالمعبر والأمن الحدودي، لجنة يتم التوافق عليها دون المساس بـ"سلطة" أي من طرفي "النكبة الإنقسامية"..

هذا بعض مما يمكن للرئيس عباس تناوله مع الرئيس المصري، فيما يخص الشأن الوطني العام..بأمل أن لا تقفز "قضايا خاصة" لتأكل حصة العام الوطني من "جدول العمل المشترك"..

فلسطين تنتظر وقطاع غزة يأمل ويبتهل نتائج لقاء يستحق وصفه حقا بـ"الحاسم والهام"!

ملاحظة: مجددا عادت قضية اتهام مشاركة حماس في تدريب عناصر إخوانية الى المشهد المصري، بعد نشر تقرير إغتيال الناب العام بركات..هل تبادر حماس لتوضيح المسألة بعيدا عن لغتها المملة!

تنويه خاص: تحتفل البشرية عامة، وشعوب الدول الاشتراكية والمنظومة السوفياتية السابقة اليوم التاسع من مايو (ايار) بذكرى النصر على الفاشية..كان لتلك الشعوب الدور التاريخي لهزيمة الخطر النازي..تحية واجبة فرضا لهم!