Valcomna
تاريخ النشر : 2016-05-08 13:31

للوهلة الأولى قد تعتقد أنك وصلت الى نهاية المسلسل البشع الذي بدأ في حياتك منذ بدء الحرب ,وقد تعتقد أيضا أنك ستلتقط أنفاسك وتلقي بجسدك على فراش أكثر دفئا من مكانك الذي سقطت منه رغما عنك ....
جيد أو مقيت لا أدري أن نعلم مسبقا بكذبة عودة الفلسطينيون بعد 15 يوما من مغادرتهم أراضيهم ,هذا ينقذنا من أن نلتفت كثيرا الى الوراء.., بعد أن وصلت بر الأمان (أي بلد اللجوء) ستعرف أنك فقدت في ضجة الحرب قدرتك على التفكير في المستقبل و أنه حان الوقت لتستعيد هذه القدرة وهذا تماما مانسميه الضياع , لا تتهاون به ولا تعتقد أن هذه المرحلة ستزول لوحدها مع الزمن وتذكر لا شيء يكتمل بدونك ....
قد تعتقد أنك وصلت آخر محطات اللجوء و غالبا هذا الشعور لن يسعدك حين تصطدم بالواقع البارد الذي يجعلك تشعر أن حمم الحرب في وطنك أحن من صقيع أوروبا , فتبدأ بمتابعة الأخبار أكثر من السابق , توقف عن ذلك و اكتفي بالموجز و دعك من التفكير في العودة لو بعد حين لكي لا تجمد عقلك فما حاجة الوطن لنا بلا عقول .......
من أين تبدأ تلك أكبر المعضلات , هذا ان قررت أن تبدأ وقبل ذلك يجب أولا أن تتخطى عقدة الشوق فالشوق أخطر عليك من الموت في الغربة و تذكر كلما اشتقت اليهم واخترت أن تجلس طوال النهار في غرفتك أمام صور من تحب لن تبدأ وان لم تبدأ لن تستطيع أن تقف بجانبهم يوما ما ...
جميل أ ن تلتقط بعض الصور و خلفك ثلج مالمو أو برج ايفل أو تمثال الحرية أو طبيعة برلين لكن اعلم أن لا أحد يصدق سعادتك المزيفة التي تظهر مبتذلة أمام العلن على صفحة الفيس بوك الخاصة بك ولا حتى أنت ...
هؤلاء الغرباء الشقر ليسوا أهلك ولن يحاولوا أن يكونوا لكن لا بأس بصحبتهم , قد يكونوا يوما أصدقاء دافئين فلا تتردد في خوض هذه التجربة وان لم يدعونك الى تنظيف الملوخية مع فنجان قهوة صباحا كما كانت تفعل جارتك ام محمد في دمشق ...
لا تطيل انتظار الأشياء كالاقامة و المنزل و الترسيخ و انهاء الترسيخ و البحث عن عمل والبدء بالعمل و العودة الى الوطن , الانتظار لن يسرع بكل هذا بل سيضيع لك الوقت لكي تحيا حتى لو كانت بهجة زيارة جار بابه يقابل بابك قد يؤنسك في غربتك , انتفض و اخرج من ثوب الزمن الذي لا يرحم و اقرأ لعلك تعي ...
لا تنزعج ان لم يصدقوا أقاربك كلامك عن الغربة و دعهم يحلموا بدفء غريب , فالبارحة فقط كذبت كل من أخبرك عن هذه البلاد و سخرت من بوستاتهم الحزينة و ظننت أنهم يبعدون عنهم العين و الحسد .....
Valcomna أي أهلا و سهلا بالسويدي أما بعد : انهض من الواد الذي سقطنا جميعا فيه رغما عنا , انهض و جد سبيلا لتكون بعيدا عن بيروقراطية موروثنا من البؤس و تذكر اذا لم يستطع كل هذا الألم أن يصنعنا من جديد فما حاجتنا للبقاء ...