المحكمة الايطالية العليا.... علي منهاج الخليفة عمر
تاريخ النشر : 2016-05-05 11:44

قضت المحكمة القضائية العليا في إيطاليا، بعدم تجريم الجائعين والمشردين، الذين سرقوا أطعمة مواد غذائية، وألغت الأحكام الصادرة بحقهم. وأشارت المحكمة القضائية العليا، في قرارها، إلى أن أوسترياكوف مواطن ايطالي من أصل أوكراني و المتهم (بسرقة جبن ونقانق بقيمة 4.50 دولار من متجر)تحرك من منطلق الحاجة الغذائية، مضيفة "لا يعتبر سرقة كميات قليلة من الطعام، للقضاء على الحاجة إلى الغذاء الأساسي، جريمة"، وألغت قرار المحكمة السابق؛ وهذا الحكم قضي به الخليفة عمر بن الخطاب في عام المجاعة منذ ما يربو علي أربعة عشر قرنا بان من سرق لسد جوعه اُسقط عنه القصاص ؛ حيثيات الحكمين وما بينهما من بون زماني ومكاني شاسع ، أن النفس البشرية إذا ما أشرفت علي الهلاك وأمتدت يدها إلي النزر اليسير ليقتات به الجسد المنهك جوعاً وحرماناً فلا عقوبة ...أما روح وفلسفة الحكمين هنا فهي صرخة للمجتمع إلا يترك محروماً او جائعاً أو عارياً فمهمة المجتمع توفير مستلزمات النفس البشرية لتحيا حياة كريمة ؛ فلا يسمح للمجتمع إن يبيت أحدهما و قد أتخمت معدته بما لذ وطاب من مأكل ومشرب وجاره يتلوي جوعاً من شدة الألم أو يتساقط أطفاله أرضاً من شدة الجوع فالعدالة أن يتشارك المجتمع بثرواته وأمواله فلا تكون حكراً علي أشخاص بعينهم .

ونستحضر هذا الموقف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يودع أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة، فقال له: ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟! قال: أقطع يده. قال عمر رضي الله عنه: إذاً، فإن جاءني جائع أو عاطل، فسوف يقطع عمر يدك. إنّ الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضينهم شكرها. يا هذا إن الله قد خلق الأيدي لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.والخليفة العادل يقرر هنا أحقية المواطن بالعمل بدلا من إهمال الشباب وجعلهم في مواجهة المجهول ومهب الرياح ،وقد ذهب ابعد من ذلك الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري حيث أطلق مقولته المشهورة عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج للطريق شاهرً سيفه .

ونتذكر كيف قام بيرلسكوني رئيس الوزراء الايطالي الأسبق واحد أثريائها وقد حكمت محكمة إيطالية في ميلانو عليه بأن يقضي عقوبته في خدمة المجتمع برعاية المسنين اللذين يعانوا من الخرف والنسيان لمدة عام بعد ا ن أُدين بتهمة التهرب الضريبي وحتي أنه صرح بنيته الاستمرار في هذا العمل المجتمعي خلال أوقات فراغه بعد انتهاء فترة محكوميته .وذلك في أخر يوم من محكوميته ، ومرة أخري رأينا برلسكوني ممسكاً بعصا مكنسة يدوية و ينظف احدي شوارع روما وهو بلباس عمال النظافة يقضي عقوبة العمل الاجتماعي كعامل نظافة لمدة سنة بسبب فساده ،

انه مبدأ العدل قولا وفعلا وليس شعارا نعلقه فوق مكاتبنا المذهبة أو أقوالاً مرسلة في الهواء نتلوها لدغدغة مشاعر الجماهير بالحشودات والمهرجانات والاحتفالات .

وحتي في دولة الاحتلال ففي سجونها يقبع ألان رئيس أسبق ( موشي كاتساف رئيس دولة اسرائيل السابق من عام 2000الي عام 2006) ورئيس وزراء اسبق ( أيهود أولمرت من عام 2006 الي عام 2009 ) وعدة وزراء سابقين بتهم مختلفة ؛ فلا احد فوق القانون لديهم ؛ والعدالة تطارد كل مشتبه مهما كان مركزه أو موقعه وهذا سبب انتصارهم علينا إلي الان فقديما قال السلف " اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً " .