التصعيد المغلف بالخطر
تاريخ النشر : 2016-05-04 23:54

ما تشهده الحدود مع قطاع غزة هو احتكاك أو تصعيد مُحاط بالخطر ، ذلك الخطر المجهول الذي لا ندرك مدى حجمه و ما هو شكله .

فما يجري الآن هو مجرد تصعيد محدود ، قد يستمر لعدة ساعات أو بضع أيام ، و لكن الخطر يكمن في امتداد هذا التصعيد . يمكن التنبؤ بحجم هذا التصعيد من خلال ما هي الأهداف التي ستُصاب في هذه الحالة ، فإن بقي الحال على ما هو عليه من بضع قذائف من هنا و بضع قذائف من هناك فإننا يمكن أن نقول أن ما يجري هو زوبعة في فنجان ، و لكن إن امتد هذا الحال و طال أهدافا أو شخصيات معينة فإن هذا الحال سيذهب في طريق آخر ، و أعتقد أنَّ إسرائيل لا تحتمل حماقة جديدة لتقوم بها الآن ، و كيف لا وهي ما زالت تعاني من حماقاتها السابقة ، و إخفاقاتها .

إسرائيل تدرك تماما أن لها جنوداً مفقودين في غزة ، و أنَّ غزة هي ليست جنة الأرض ، و ليست مكانا جميلا لتنزه قادتها و آلياتها العسكرية .

هذا عدا عن صورة الحكومة الإسرائيلية السوداء أمام شعبها ، جراء عجزها عن إيقاف انتفاضة القدس ، فهي تحسب ألف حساب كيف ستكون صورتها إن ارتكبت حماقة في هذا الوقت ، فستصبح صورتها أمام الشعب و المستوطنين كعجوز هزيلة لا تستطيع تحريك يدها أو نطق كلمة أمام مستوطنين أغرتهم بالأمن و الأمان ليهاجروا إلى فلسطين التي وجدوا فيها كل أنواع المقاومة التي ضربت المنظومة الأمنية الإسرائيلية ، فأصبح هذا الأمن مجرد وهم ليس إلا .

إنَّ ما يجري الآن هو رسائل بين الساسة ، كل رسالة تحمل مضموناً عميقاً ، و اللبيب من الإشارة يفهم مضمون الرسالة جيداً .

غزة تمتلك قوة الردع ، و الرد ، و البدء ، و الانتهاء لكنها أيضاً سئمت مما هي عليه منذ تسع سنوات ، فهي لا تريد أن تودع مزيداً من أطفالها أو رجالها أو نسائها ، فكل ما تريده غزة أن تكون كباقي دول العالم ، لا حصار و حرب و لا دمار .

في النهاية إن النار تحت الرماد تُحرق ، و إنَّ الغضب كبير ، و إنَّ السيطرة على الأمور في بدايتها يكون أسهل و أفضل ، و إنَّ الحرب الماضية على غزة ما زالت آثارها ظاهرة للجميع .