الحروب: المعلم يستحق أقصى درجات الرعاية والاهتمام
تاريخ النشر : 2016-05-02 23:04

أمد/ رام الله: قالت الفائزة بجائزة "أفضل معلم في العالم" حنان الحروب، إن فعاليات أسبوع العمل العالمي للتعليم، تمثل مدعاة لتضافر كافة الجهود في سبيل تحسين أوضاع المعلمين حول العالم، بما في ذلك فلسطين، التي أشارت إلى أن معلميها يستحقون أقصى درجات الرعاية والاهتمام.

وأوضحت الحروب، في تصريح صحافي، لمناسبة اختتام "أسبوع العمل العالمي للتعليم"، إن المعلم الفلسطيني أثبت على الدوام مهنيته العالية، وانحيازه لقضية شعبه، من هنا كان لا بد أن يتوج هذا الدور المتميز الذي لعبه في الارتقاء بأوضاعه على كافة الصعد.

وأضافت: إن المعلمين في بلادنا، خاصة مع قرب نهاية العام الدراسي، واثر الارهاصات التي مرت بها العملية التعليمية بعد اضراب دام نحو شهر، يمرون بظروف ليست سهلة، بالتالي يجب النظر بإيجابية إليهم واستجابتهم لمبادرة الرئيس محمود عباس راعي التعليم في بلادنا، ما يفرض علينا العمل من أجل اتخاذ مزيد من الخطوات الداعمة لهم سواءا من قبل الرئاسة، أو الحكومة.

وأردفت: العمل في سلك التعليم ليس أمرا سهلا، بل هو أشبه بالنحت في الصخر، لذا يجب على الجميع أن يلتفت إلى حقوق المعلم وتوفير الحد الأدنى من المقومات التي تكفل تعزيز دوره في بناء العقول، وإعداد الأجيال لمواجهة استحقاقات المستقبل بنجاح.

وتابعت: أعتقد أن توابع الظروف العصيبة التي مرت بها العملية التعليمية لا تزال فصولها متواصلة، حيث يتحمل المعلمون وطأة أعباء نفسية ثقيلة، الأمر الذي يستدعي اعتماد استراتيجية وطنية تشكل رافعة لحضور المعلم ونشاطه ودوره المجتمعي والوطني.

وأردفت: يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي متواصل ومفتوح أشبه ما يكون بورشة عمل مستمرة، من أجل البحث ليس في سبل تعزيز الدافعية وحقوق المعلمين فحسب، بل أفضل الآليات للنهوض بالتعليم، ليكون قادرا على الإجابة على تساؤلات العصر، والثورة التقنية المتسارعة.

وأضافت: آمل من الرئيس عباس بصفته الاعتبارية، وفهمه العميق لقداسة مهمة التعليم، أن يبادر إلى خطوات تنعكس إيجابا على التعليم وواقع المعلمين، لا سيما أن حضور فلسطين وقدرتها على تحقيق أهداف التعليم للجميع، التي أقرت خلال "إعلان انشيون" في كوريا، يتوقف على تقديم كافة التسهيلات التي من شأنها دفع مساهمة المعلمين قدما في خدمة العملية التعليمية التعلمية.

وقالت: هناك ربما حالة من التراخي وأحيانا حالة من الإحباط التي تبرز في أوساط العملية التعليمية في هذه الأيام، بالتالي لا بد من استدراك هذا الوضع، ومنع ظهور أي تأثيرات أو مفاعيل سلبية لهذه الحالة على الطلبة وحقهم في التعليم.

وأضافت: يجب أن يكون المعلمون على رأس سلم أولويات القيادة والحكومة، لأنهم بناة صناع الغد، ما يستدعي ابقاء همومهم ومشاغلهم حاضرة في الأذهان دوما، واتخاذ تدابير تقوي وتكرس حضورهم المجتمعي والتنموي.

ولفتت إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي مدعوة لإحداث حراك مجتمعي في سبيل أوسع التفاف حول النظام التعليمي، والعمل على تطويره.

وقالت: إن التعليم في بلادنا يواجه تحديات جمة، الأمر الذي يفرض على الجميع الانشغال دوما والتفكير في آليات وأدوات فاعلة لتنميته.

وأوضحت أن على الوزارة، والأهالي، ومؤسسات المجتمع أن تشكل رافعة وحاضنة للارتقاء بالتعليم، باعتبار أنه أحد الركائز الأساسية لتطور المجتمع.

ورأت أن على القطاع الخاص، أن يزيد مساهمته في خدمة قطاع التعليم، وأن يوسع من المسؤولية المجتمعية في دعمه للتعليم.

وقالت: القطاع الخاص يمكن أن يقدم الكثير لصالح قطاعنا التعليمي، من هنا نتطلع إلى مبادرات منه تسهم في اثراء التعليم من جهة، وتقوية المدارس والمؤسسات التعليمية من جهة ثانية.

وأوضحت أن زيادة الموازنات المخصصة للتعليم، انسجاما مع توجهات وشعار أسبوع العمل العالمي للتعليم، أمر أساسي في الحالة الفلسطينية، باعتبار أن الاستثمار في التعليم، استثمار في مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني.

ولفتت إلى أنها بصدد القيام بجولة عالمية، ستبدأ بزيارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، لمدة ستة أيام، حيث يفترض أن تلتقي شخصيات رفيعة المستوى، قد يكون من ضمنها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.

وبينت أن زيارتها لألمانيا التي ستدوم نحو أسبوع، ستتضمن تنظيم يوم لفلسطين، حيث ستقدم مداخلة أمام 300 شخصية عالمية حول منهجيتها في التعليم، وتقوم على الحد من العنف عن طريق التعلم باللعب.

وأضافت: سيتم خلال الزيارة بحث عدة مسائل، من ضمنها سبل التعاون بين فلسطين وألمانيا في المجال التعليمي، وتعميم منهجيتي في ألمانيا.

وبينت أن الزيارة وتأتي تلبية لدعوة من وزارة التربية والتعليم الألمانية، وتجري بالتنسيق مع مؤسسة "جيمس فاركي" المسؤولة عن الجائزة العالمية، تكتسب أهمية كبيرة لجهة ابراز قدرة فلسطين على المساهمة بفعالية في النهوض بالتعليم عالميا.

وأوضحت أنها ستزور السويد في اطار جولتها العالمية، وذلك تلبية لدعوة من الأمم المتحدة، حيث ستتحدث عن دور منهجيتها في بناء دولة فلسطين العام 2030 في الشق التعليمي.

كما أشارت إلى أنها بصدد زيارة الفاتيكان، بناء على دعوة من البابا فرانسيس الأول، لافتة إلى أنه سيتخلل الزيارة لقاء وزير التعليم الإيطالي.

وقالت: الرسالة التي أحملها في جولتي التي ستقودني إلى زيارة جامعة "هارفرد" خلال أيلول المقبل، للمشاركة في فعاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكذلك إلى العاصمة البريطانية "لندن" خلال تشرين الثاني القادم، هي أن المعلم مهم، وهذا الشعار يجب أن يترجم عندنا أولا عبر مبادرات على أرض الواقع، يلمس عوائدها المعلمون على غير صعيد.

وقالت: كما فازت فلسطين بجائزة أفضل معلم في العالم، أتمنى أن نصبح قدوة في الاحتفاء بمعلمينا، ومنحهم الحيز المطلوب، والأدوات الضروروية، والحوافز التي تنمي دورهم ورسالتهم الوطنية والإنسانية.