وائل سفينة بلا ملاح
تاريخ النشر : 2016-05-01 15:51

صرخة فى وادى قد يحملها الصدى , الى ضفاف الضمير , تعالت صيحاتهم , يتحرك سريعا

برق الذكريات , فلا وقت للندم , وائل انت حقيقتنا , ووجع روحنا , تلاعب بثناياك

لون الماء وزرقة البحر , يوم شرعت نافذتك الغربية , وقذفت برأسك عبر فتحته , كى لا

تعود رائحة سيجارتك لصالون البيت , تأملت هدوء البحر , ونقطة التقاء السماء ,

ذهبت بفكرتك الى الشاطئ الاخر , تبحث عن حياة , عن مجد عن انسان يسكن فيك ,

تترنح سفينة الحلم , تراقصها الامواج كفراشة تحوم حول مصباح , لتلقى مصيرها ,

تتدافع الناس , يدب الهلع , وائل لا يكترث , لا يبدى ندما ولا هلعا , يرجع خطوة

للخلف فى صفحة الذاكرة , لا خيار تركوه لك , هناك موت , وهنا موت , لا فرق بين

زمان وزمان ولا مكان ومكان , الموت يلغى الازمنة والامكنة , فجأة على شاشة النظر

تقف أم وائل ,,, يتسمر فى المكان يصغى لصوت القلب , قلت لك رجوتك توسلت لك

بضعفى , بدمعة من نار يا ولدى , انت حلمى وطموحى وكيانى وحياتى , لا يا بنى لا تمضى

لحطام مجد وشهرة , لا تسافر يا وائل , قرار الاب , لكن هل يعاند القدر وهل يخاف

من غدر ونوء البحر , وائل حكايتنا ورحلتنا , يكتم غيظه ولا يبوح بسره , يبدو دمثا

لطيفا عطوفا , لكن فى داخله يسكن بركان غضب , يتصفح اوراقه هذه بطاقة هوية وهذه

شهادة جامعية , وهذا جواز سفر ,

وائل لا يؤمن بتأشيرة الدخول ولا يكترث بصالات المطار , يتعمد ان يتجاهل الحدود ,

يمتلك فضيلة الجسد فى العمل الحركة الانطلاق الى جانب فضيلة الروح فى ضمير حى وقلب

سليم ,

ذهب كبطل مأساوى يغلب مصلحة المجموع على مصلحته , لا يريد ان يكون عالة حتى على

ابيه , ولا يقبل ان يتمنن عليه احد حتى امه , هكذا رجولته , قال يوما : جاء دورى

فى العطاء والعمل وتحقيق الحلم , حاربوه فى حلمه , كباقى رفاقه من جيله واقرانه

وائل فارس اراد ان يركب ويخوض عباب البحر على فرس حلمه واخلاقه وعفويته وبساطته

. صرخت امه يا وائل البحر يركبه الملاح والسفينة , حذار يا ولدى , دعوه

اتركوه فجمال الحكاية و صوابية الغاية دفعته حركته هذا قرار التحدى ,,

اما حياة واما حياة , ما اروعك يا وائل وانت كعبير ورد لا يستأذن الدخول , يمتطى

النسائم ويسلم على الاحبة والاصدقاء يسلم على وطن يسكن قلبه ,

يا ابن الربيع الخامس والعشرين باقية ايامك انا على يقين , انت حى فينا وبيننا

هكذا قالت الحياة ,

اراد الحاكم الاعور لك شيئا اخر , ما انحيت ولا تظللت , بل ارتقيت الى سفوح افرست

فى قمة مجدك وطهرك الملائكى ,

لن نبكيك , انت من يبكينا ويبكينا , لك دمعة ساخنة لن يطفئها بحر ايونان ولا

امواج الاسكندرية ... وائل يا سفينة بلا ملاح مضيت ومضى معك كل جمال وحياة ..

سلام عليك فى بحر سلام عليك فى بر سلام عليك فى لقاء سلام عليك فى سماء ....

وائل كما الشمس تمضى لتعود اكثر بهاءا واشراقا وجمالا ..

قال مظفلر وطن هذا ام منفى ؟؟!!

اقول وطنى قلبى , ينبض حبا ودفئا وحياة , لكنه لا يبالى بالمحبين مؤقتا , نحن

على موعد مع الشمس ورحلة سفينة الى وطن مستقل وحر الى ان يظهر البحار

تنويه ,, هذه حكاية وطن يرويها وائل وشاح فى بر وجو وبحر وسماء الى أن يعود