القضية الفلسطينية من الثورة الى حلم الدولة
تاريخ النشر : 2016-05-01 10:37

في ظل التحولات السياسية التي تعيشها المنطقة العربية، تاتي القضية الفلسطينية بمثابة الحاضرة العائبة على الساحة العربية والدولية. نظرا لانشغال دول المنطقة وانظمتها بشؤونهم الداخلية،وظهور تحالفات دولية جديدة.مما مكن اسرائيل من قيادة بعض هذه التحالفات وتوجيهها بعيدا عن القضية الفلسطينية التي كانت القضية المركزية للعرب والمسلمين ، بل تمكنت اسرائيل من اطباق الخناق على الشعب الفلسطيني عبر سياسات القتل والاعتقال والتعذيب والسلب وانتهاك ابسط حقوق الانسان في ظل صمت دولي عريب. فاصبح الدور العربي دورا مترديا ومخزيا في كثير من الاحداث السياسية الفلسطينية ، من حصار غزة الى التوسع الاستيطاني الى تدنيس الاقصى المبارك ، مما جعل المرحلة الفلسطينية الحالية من اصعب المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وبالتزامن مع تلك الظروف ، نرى القيادة الفلسطينية ما زالت غير مدركة للمسارات المستقبلية للقضية الفلسطينية وفشلها الذريع في قيادة المرحلة الانتقالية نحو الدولة غير مستفيدة من انجازات الثورة عبر عدة عقود مضت من النضال الوطني الفلسطين ، ولم تكن قادرة على صياغة برنامج  سياسي وطني جديد شامل واضح الرؤية والمعالم والأدوات ،رافق ذلك عدم القدرة على التوفيق بين مؤسسات الثورة ومؤسسات السلطة المستحدثة مما ادى الى بروز كثير من التناقضات والتخبطات في القرارات السيادية .نتج عن ذلك حالة جمود سياسي واقتصادي واجتماعي هي اشبه بحالة الاعياء التام . ومما فاقم هذه الحالة هو الاستمرار بسياسة التفرد بالقرار السياسي ، والغاء حق الاخر في المشاركة السياسية مما زاد التشوه البنيوي للمؤسسات الوطنية، وكان من اهم نتائجها مزيدا من الانقسام والتشرذم الداخلي للبنى الوطنية والاجتماعية ، والتدعور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والحاق الضرر البالغ بمصالح الشعب الحياتية اليومية سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة.

اما ان الاوان لوجود قيادة تحمل مشروع وطني شامل ضمن برنامج سياسي واضح الرؤية والمعالم؟! .اليس من حق الشعب الفلسطيني ان يرى منجزات وطنية حقيقية على ارض الواقع؟! .

ومن باب حسن النية، نقول ان القيادة ربما اخطات في تقديراتها لمتطلبات المرحلة ، ولعل الخلط بين القيادة والادارة للمؤسسات كان السبب في ذلك، رغم ان القيادة والادارة كل له مفهومه.

وبعيدا عن التكهنات ما زال الامل معقودا على قيادة فلسطينية قادرة على تخطي المرحلة بكل معوقاتها ، قيادة قادرة على اعادة الاعتبار للذات الفلسطينية وبمشاركة حقيقية لكل الفصائل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، مع تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في صنع القرار السياسي.

نحن بحاجة الى قيادة تمثل العقل الجمعي للشعب بعيدا عن الافات المعجونة برواسب ومخلفات وعوادم زمنية تاريخية كي مستطيع النظر الى الواقع بصورة صافية.