"الوطن" السعودية: الولايات المتحدة الأميركية لا تريد الاعتراف بأخطائها
تاريخ النشر : 2013-10-12 12:44

أمد/ الرياض: أشارت صحيفة "الوطن " السعودية إلى انه "من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية تكابر ولا تريد الاعتراف بأخطائها السياسية تجاه الأوضاع في مصر واصطفافها غير المتزن إلى جانب الطرف الذي يسعى لمصالحه ومصالحها، التي كانت متوقعة بناء على وجوده في سدة الحكم، غير أن تحرك الجيش أربك حساباتها فأسقط بيدها ولم تعد تعرف التصرف بما يقتضيه المنطق وتقتضيه مصلحة الشعب المصري، بدلاً عن تمسكها بالطرف الذي راهنت عليه، لكن رهانها كان خاسراً بجميع المقاييس".
واعتبرت ان "قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس إن "خفض المساعدات للقاهرة لا يعني التخلي عن مصر" هو تهرب من الاعتراف بما تمارسه الولايات المتحدة من ضغط على الحكومة المصرية، وأن يضيف أن بلاده تدرس استئناف المساعدات لمصر بناءً على أداء الحكومة فإنه بذلك ترك مستقبل الدعم والعلاقات عائماً، فمسألة أداء الحكومة أمر نسبي، والأداء الذي لا يعجب الولايات المتحدة قد يرضي العرب الذين دعموا الحكومة الجديدة في مصر".
وأضافت: "أما قوله بأن الولايات المتحدة تريد للحكومة المصرية النجاح، لكنها تريد أيضاً حكومة يشعر الأميركيون بالارتياح لدعمها، فلا يتجاوز كونه مناورة لفظية تصب مثل سابقتها في تعويم الفكرة وإرجاعها لموضوع "النسبية"، فـ"حكومة يرتاح الأميركيون لدعمها" عبارة فضفاضة تتبع لمستوى الارتياح وتتعلق بمزاجية الأشخاص الذين يرتاحون أو لا يرتاحون".
ورأت الصحيفة انه "من الأفضل أن تعترف الولايات المتحدة بالحقائق، فالتراجع عن الخطأ ليس عاراً، وعنف المنتمين إلى جماعة الإخوان الذي يمارسونه على أبناء الشعب المصري وتخريبهم للممتلكات الحكومية والخاصة سوف يكون مبرراً للولايات المتحدة عند دعمها للحكومة المصرية الحالية، أما الإصرار على الخطأ فهو ليس مجدياً في ظل التطورات والمتغيرات التي باتت واضحة للعيان، إذ لا عودة للإخوان إلى الحكم، والشعب المصري الذي هب لتفويض الجيش لإسقاطهم لن يتراجع عن تفويضه، فمعادلة الأمس لم تعد صالحة اليوم. وإذا كانت السياسة الأميركية بعيدة النظر، فإنها لا بد أن تعرف أن دعم الحكومة يعني دعم الشعب، وهو ما عملت به السعودية ودول أخرى انطلاقاً من قناعات راسخة بأن المستقبل يجب أن يصنع للشعب ولا مكان فيه لتسلط فئة بعينها على مصر، وهذا ما لم يدركه الساسة الأميركيون أو لا يريدون الاعتراف به لغاية اليوم".