"الخليج": إسرائيل تعمدت إعطاء الضوء الأخضر للحديث عن مفاعل ديمونا النووي
تاريخ النشر : 2016-04-30 16:38

أمد/ دبي: لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية، الى انه "لم يكن صدفة أن تتحدث إسرائيل علانية، وللمرة الأولى عن "البقرة المقدسة" أو أن تسمح لأحد بالاقتراب من السر النووي الذي كان محظوراً على العالم الحديث عنه أو سؤالها عنه".
واضافت:"فجأة، خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية والسياسيون ومعهم خبراء نوويون عن صمت مديد، وبدأ الحديث عن مفاعل ديمونا النووي المتهالك الذي تجاوز عمره الافتراضي، بعدما أدى دوره في تصنيع ترسانة نووية تقدر بـ 200 قنبلة نووية كما تُجمع معظم أجهزة الاستخبارات العالمية ومراكز الأبحاث المعنية بالتسلح النووي".
واشارت الى ان "النقاش داخل إسرائيل خرج إلى العلن لأول مرة خلال الشهر الحالي خلال منتدى للشؤون النووية عقد في تل أبيب، وأميط فيه اللثام عن وجود 1537 عيباً في جسم ونواة المفاعل الذي بني في أواسط الخمسينات وتحول الآن إلى قنبلة موقوتة تهدد المنطقة بأكملها إذا لم يتم إغلاقه بشكل عاجل، حتى إن نواباً في الكنيست دعوا إلى عقد جلسة عاجلة للبحث في مصير المفاعل، وهي المرة الأولى في تاريخ اسرائيل التي يناقش فيها شأن نووي في الكنيست، إذ كان محظوراً مناقشة هذا الأمر تحت أي ظرف كان، باعتباره سر أسرار اسرائيل".
ورأت ان "ليس في الأمر ما يدعو للاستهجان، إذ إن إسرائيل تعمدت إعطاء الضوء الأخضر للحديث عن مفاعل ديمونا النووي لاستخدامه في عملية ابتزاز للدول الغربية".
واشارت الى انه "من خلال تتبع ردود الفعل داخل إسرائيل وما يمكن استنتاجه من كلام قيل بهذا الخصوص، فإن المفاعل المذكور فقد قيمته كمنتج لمادتي البلوتونيوم واليورانيوم اللتين تستخدمان في الأسلحة النووية، والأهم أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى أسلحة نووية، فلديها من مخزون القنابل ما يكفي لتدمير المنطقة، لذلك قررت التخلص من المفاعل".
ولفتت الى إن "إثارة مسألة تقادم المفاعل والعيوب في جسمه وفي نواته، وبالتالي المخاطر الناجمة عن انهياره هدفها لفت أنظار الدول الغربية ووكالة الطاقة الذرية الدولية التي كان محظوراً عليها الاقتراب من المفاعل أو الحديث عنه، إلى الأمر، وفتح نقاش مع الحكومة الإسرائيلية  للبحث في إمكانية التخلص من المفاعل بقصد تحميل هذه الجهات كلفة إغلاقه واستبداله بمفاعل آخر يعمل بالمياه الثقيلة للأغراض السلمية، وبالتالي وضعه تحت الرقابة الدولية كي تبدو أنها تلتزم بشروط وكالة الطاقة والقرارات الدولية ذات الصلة، ولكن من دون الاقتراب من ترسانتها النووية الغامضة".
ورأت انه "يبدو واضحاً أن هناك رائحة كريهة من وراء الحديث عن مخاطر مفاعل ديمونا الآن"، متسائلة:"لكن أليس غريباً هذا الصمت العربي وكأن صدى ما يتردد داخل اسرائيل لم يصل إلى الأسماع بعد رغم أن المفاعل المذكور هو في الواقع في أحضان العرب؟".