عمل واستثمار أم هجرة واندثار؟!
تاريخ النشر : 2014-01-20 12:20

إن ظاهرة انتقال البشر من بلدهم الأصلي للعمل في بلدٍ آخر مستضيف لا يمكن اعتبارها ظاهرة حديثة العهد، بل هي ظاهرة إنسانية قديمة قدم التاريخ وطبيعية أيضاً؛ لكن ما كانت هذه الظاهرة وعلى مرّ التاريخ لتكون طبيعية في فلسطين.

فالوضع في فلسطين مختلف عن جميع بلدان العالم، فطالما ربط كل شيءٍ فيها بالسياسة، حتى السياسة فيها لها معنى آخر مختلف.

في هذه الأيام نرى ازدحاماً في الطوابير لم يسبق له مثيل على أبواب مكاتب العمل، ولماذا؟! من أجل العمل و/أو الاستثمار، وأين؟! في قطر الشقيقة، أو ليس اتجاه أصابع الإتهام المحلية والدولية على حدٍ سواء يشير نحو قطر بأنها إحدى زوايا المثلث الإيراني الإسرائيلي لتعزيز الانقسام الفلسطيني الفلسطيني؟! أليس ذلك جزء من المخطط الصهيوني الذي يرمي إلى تفريغ فلسطين من العقول والكفاءات العالية، وأكثر من ذلك تفريغها من الكادر البشري أيضاً، وكأنه ينقصنا الإندثار؛ ولله الحمد لنا في كل قطرٍ أغنية. أليس هذا نقيضاً لإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين؟! ألم تخصص حكومة نتنياهو مبلغ ثلاث مليارات شيقل سنوياً لتشجيع هجرة العائلات الفلسطينية من الضفة الغربية بواقع مئة ألف شيقل لكل عائلة تحت مسمّى فرص عمل لائقة؟! قد وجدت اسرائيل من يوفر عليها الوقت والمال والجهد.

 " الحياة في فلسطين صعبة وفرص العمل بالخارج رائعة ومتوفرة، بطريقة غير مباشرة تعني أيها الفلسطيني اترك وطنك وارحل بعيداً"

إذا كانت قطر تحب أن تخدم الفلسطينيين لهذه الدرجة؛ فلماذا لا تعمل على الاستثمار داخل فلسطين عن طريق فتح المشاريع الاستثمارية الضخمة التي من شأنها حل مشكلة البطالة والعاطلين عن العمل؟! وهل هذا هو شأننا نحن الفلسطينيين، هل سنبقى و/أو نكون مجرد أيدي عاملة لدى دول أجنبية؟!

والغريب العجاب أن ذلك كلّه ولأول مرة بالتاريخ الإنساني يتم العمل عليه برعاية وطنية!!

فهل هي عمل واستثمار أم هجرة واندثار؟!

تساؤلاتٌ وتساؤلات ربما لن أجد لها إجابة؛ لكن لن نقول شكراً للشقيقة قطر.

يا معشر الفلسطينيين أنتم على أرضٍ مقدسة؛ فلا تتركوها.