صدور " عطش البنفسج "..ديوان شعري ألكتروني للفنان/ عبد الهادي شلا
تاريخ النشر : 2014-01-16 20:46

 أمد/ غزة : عن مركز الصداقة الثقافي بمدينة غزة صدر الديوان الشعري الألكتروني الأول " عطش البنفسج " من 68 صفحة

ويحتوي الديوان على 36 قصيدة متنوعة العناوين ما بين العاطفي والوطني وما بين الحنين والاشتياق .

و في مقدمة الديوان التي كتبها شجاع الصفدي، جاء:

حين وصلتني مجموعة عطش البنفسج من الفنان و الشاعر " عبد الهادي شلا " كنت أتأهب لنقاش حاد وطويل كما تعوّدت مع قصائده حين يرسلها لي وتفتح باب التأويلات على مصراعيه أمامي دائما رغم مباشرتها المدهشة ، وحين بدأت بقراءة النصوص انتابتني حالة من الصمت الطويل، لم أقل له رأيي كما انتظر ولم أكتب شيئا عن المجموعة وإنما عدت لأقرأ النصوص بنهم مجددا لأكوّن الخارطة التي أراد الشاعر أن يمضي القارئ من خلالها ، وبدلا من أن أستولي على النصوص وأبدأ بتفصيلها ومجادلة صديقي الفنان والشاعر حولها استولت النصوص على تفكيري وجعلتني أتوغل في رحلة طويلة ممتدة عبر من خلالها الشاعر دهرا بأكمله ، إذ نقل بحنكة تجربة الاغتراب والحب والوطن واللوعة وخليط غريب جدا من المعايشات الملتبسة في مشوار العمر الذي انقضى من حياة الشاعر.

هكذا للوهلة الأولى بدا لي "عطش البنفسج" خلاصة من رحيق البنفسج الذي امتصه الشاعر من كل زهرة في حياته ومن كل شوكةٍ أيضا ، قدم لنا بستانا غامضا اختلط فيه ورد البهجة بشوك الغربة واللوعة على وطن أصبح أبناؤه مشتتين منقسمين تكاد البلدان تضيق بهم كما ضاقت بهم بلادهم ، كان في عطش البنفسج كل التناقضات ، كل الحكمة ، كل لوحات الفنان والتي انعكست على النصوص حتى بات كل نص منها يشكل توأما سياميا مع لوحة من لوحاته عبر الرحلة الفنية العريقة ، هكذا لم ينسلخ شلا الفنان عن شلا الشاعر ، ففي كل نص كانت هنالك لوحة طاغية، كما أن في كل لوحة يرسمها دائما كان هنالك مضمونا يشكل نصّا فنيا ذا حرفية ومهنية عالية لتوصيل الفكرة والرسالة بأمانة لكل متعطش للفن والأدب.

هذه المجموعة الشعرية والتي تشكل باكورة أعمال الفنان الشاعر " عبد الهادي شلا " تعتبر نموذجا لدمج اللوحة الفنية مع النص الشعري ، وما بين نصوص "العرّاف" و"أعلنت عليك ضعفي" و "دعني أنام" و"الساعة ستون عاما وأربعة" ، تجد مزيجا بين الحب والحسرة والحرقة على نكبة وطنٍ غاب في دهاليز المساومات والمتاجرة ، كان عطش البنفسج ليس مجرد مجموعة شعرية بقدر ما هو روح إنسان تم توثيقها على الورق كنوع من التدوين لعمرٍ انقضى وكان جلّه غير المشتهى .

وحتى لا تفسد وليمة الشاعر والفنان الراقية أترك القارئ مع تلك الوليمة الشعرية الجميلة " عطش البنفسج " والتي أثق أنها ستكون طليعة لأعمال أخرى تكرّس مزج الريشة بالقلم لتكون اللوحة قصيدة والعكس أيضا .