مصادر خاصة: "لجنة القدس" ستحدد سياسة موحدة لحماية المدينة قبل التوصل الى تسوية تُفرض على الجميع
تاريخ النشر : 2014-01-16 16:25

أمد/ مراكش / رام الله – تغريد سعادة: تبدأ غدا الجمعة اجتماعات الدورة العشرين للجنة القدس، التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس وبحضور الرئيس محمود عباس في مدينة مراكش جنوب المغرب. ويشارك في هذه الدورة التي تستمر ليومين وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة القدس، بالإضافة إلى حضور مبعوثين وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والفاتيكان وجامعة الدول العربية.

ويأتي انعقاد هذه الدورة في ظل عدد من المتغيرات اهمها تصاعد خطر تهويد القدس من قبل سلطات الاحتلال، وفي ظل بدء المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية اميركية.

واكدت مصادر خاصة في لجنة القدس ان هذه الدورة ستكون مناسبة للتنبيه الى مخاطر تطاولات اسرائيلية على القدس من اجل طمس هويتها مضيفة، ان هدف اجتماع اللجنة هي تحديد رؤية اسلامية موحدة ووضع اليات عملية كفيلة للتصدي لمحاولات الاحتلال الاسرائيلي وحماية معالم المدينة المقدسة من خطر تهويدها واتخاذ مواقف صارمة اتجاه الانتهاكات المستمرة للاحتلال والتي تمس حرمة المسحد الاقصى وقدسية المسلمين.

وحسب المصادر فان المغرب سيوضح في الاجتماع ضرورة التحلي باليقظة والحذر اللازمين لتفادي اي تنازلات ممكنة حول هوية القدس الاسلامية والتي تسعى اسرائيل الى ضربها اليوم، مشيرة الى ان سياسة الامر الواقع التي تريد ادارة الاحتلال فرضها عبر مخطط تهويد القدس الشريف قبل التوصل الى اي تسوية مفترضة، تفرض على جميع الدول العربية والاسلامية، تستوجب مزيدا من اليقطة وممارسة مزيد من الضغط للحيولة دون تنفيذ المخطط .

واعتبرت المصادر ان انعقاد الدورة العشرين بالموازاة مع استئناف الجهود الدولية للدفع بمفاوضات السلام في الشرق الاوسط تحت رعاية الولايات المتحدة يحمل في طياته رسالة واضحة الى المجموعة الدولية لكي تتحمل مسؤوليتها، وذلك لحمل اسرائيل على وضع حد لانشطتها الاستيطانية اللامشروعة، والكف عن تماديها في اعمالها الاستفزازية، وحثها على التجاوب الايجابي مع الدينامية الجديدة للمفاوضات الجارية.

ووفقا للمصادر في المغرب فان جدول اعمال الدورة سيتناول المواضيع التي لها صلة بثوابت ومرجعيات الشرعية الدولية المرتبطة بقضية القدس الشريف مع التنديد بالممارسات الاستيطانية الاسرائيلية والانتهاكات التي تقترفها سلطات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.

كما سيتناول الاجتماع مسؤولية المجتمع الدولي في المحافظة على القدس الشريف، فضلا عن المبادرات السياسية والمشروعات الميدانية السوسيو اقتصادية والتربوية للحفاظ على الطابع الخاص للمدينة المقدسة ومساعدة المقدسيين على الصمود.

كما ستبحث اعمال اللجنة ضرورة دعم مبادرات " بيت مال القدس " الذراع التنفيذي لـ "لجنة القدس"، من خلال المشاريع الملموسة، السكنية والصحية والتعليمية والاجتماعية والتي ترمي في الاساس الى تثبيت وجود المقدسيين في ديارهم.

وحسب المصادر فان المغرب سيؤكد في الاجتماعات الى ان مشروع اسرائيل الهادف الى تهويد القدس يضرب بعمق جهود السلام، ويستدعي مقاومته بكل الاشكال، مشيرة الى رسالة العاهل المغربي الملك محمد السادس الاخيرة الى بابا الفاتيكان حول مخاطر الاقرار بمشروع تهويد القدس هو تعبير صريح عن ادانة المغرب واعتراضه الشديد على هذا المشروع الاسرائيلي ويقاومه بشده عبر المبادرات الميدانية لحماية القدس والاستجابة لتطلعات اهلها، وهو اليوم يسير في التوجه ذاته بالتنسيق مع اشقائه في لجنة القدس.

وتأسست لجنة القدس بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة عام 1975م. وقد قرر المؤتمر العاشرالمنعقد بفاس إسناد رئاستها إلى جلالة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني. وقد ترأس اللجنة بعد وفاته الملك محمد السادس.