هموم طلبة قطاع غزة بين تداعيات الانهيار العام وحال الجامعات
تاريخ النشر : 2014-01-13 13:00

لم تنحصر مشاكل الطلاب عند الحال العام الصعب الذي يعيشه ابناء شعبنا في قطاع غزة، بل امتد إلى هموم الجامعات وما تعانيه من مشاكل تنعكس على الحياة اليومية للطلاب، وعلى إمكانية ان ينهوا تحصيلهم الجامعي بصورة طبيعية خالية من المنغصات والعقد، وتمكنهم من الحصول على شهادتهم الجامعية بعيدا عن ما تراكم عليهم من اقساط جامعية لم يتمكنوا من دفعها .

محمد طالب جامعي أنهى دراسته الجامعية تخصص كمبيوتر يقول " كانت الجامعة تقدم لي منحة دراسية فصلية بسبب حالنا الاقتصادي الصعب،بعدما أنهيت دراستي الجامعية، وذهبت لاستلم شهادتي الجامعية، واذ بإدارة الجامعة اتخذت قرار بتحصيل هذه المنح الدراسية باثر رجعي، مما افقدني إمكانية الحصول على شهادتى على أمل البحث عن فرصة عمل تساعدني وأسرتي في مواجهة صعوبة أوضاعنا الاقتصادية. وحتى الآن لم أتمكن من الحصول على شهادتي وقد مضى عام على تخرجي، فقد حاولت ان اعمل من اجل توفير المبلغ المطلوب الذي تبلغ قيمته 700 دينار، لكني لم أتمكن ذلك بسبب البطالة العالية في قطاع غزة " .

الطالبة ريما تشير إلى ما واجهته هي وزميلاتها خلال فترة معينة من ملاحقة بسبب ملابسها التي تعتبرها عادية، لكنها ليست وفق مزاج البعض، وتشير إلى انه ورغم تراجع الحملة التي قامت بها إدارة الجامعة، إلا أن الحالة العامة في الجامعة تشكل ضغطا نفسيا عليها وباقي زميلاتها، وهي تشعر بأنها مراقبة ومنبوذة من قبل المنتمين لتيارات دينية معينة، بحجة أنهم يرفضون التبرج، وتضيف ريما بأنها تأتي إلى الجامعة لكي تتعلم، وليس من اجل أن يفرض عليها البعض نموذجا محددا من القناعات والأفكار .

وعن مستوى بعض الجامعات الأكاديمي يقول الطالب حسن " هناك جامعات همها فقط جمع الاموال بغض النظر عن مستوى تحصيل الطالب للمواد الأكاديمية، وبعضها يميز بين طالب وطالب ارتباطا بعلاقة الطالب بالمدرس، وأحيانا يلعب الانتماء السياسي دورا في ذلك، ويشير أيضا إلى أن الحالة التي تعانيها بعض الجامعات من مناكفات سياسية، او منع بعضها لحرية العمل النقابي يجد تأثيره في مستوى تفاعل الطلبة مع حقوقهم، ويبقيهم مستسلمين إلى سياسة إدارة الجامعة والى قراراتها التي تكون تعسفية في بعض الأحيان .

وقد وجدت الأوضاع الصعبة التي يعانيها قطاع غزة طريقها إلى تفاصيل الحياة اليومية للطلاب مما زاد أعبائهم، وضاعف من الضغوط النفسية عليهم، مما اثر على مستوى تحصيلهم الأكاديمي، كما تسبب ذلك في تراجع الدافعية والحماس لمواصلة دراستهم، لقناعتهم بان لا مستقبل لهم في وظيفة تساعدهم على بناء مستقبلهم وتساعدهم وباقي أسرهم في تحسين أوضاعهم المعيشية .

عن ذلك يقول الطالب سامي " لقد أثرت الأوضاع الصعبة في قطاع غزة بنسبة مئة بالمئة على حياة الطلاب، من حيث القدرة على مواصلة تسديد الأقساط الدراسية، ومن القدرة على الالتزام بساعات الدوام، حيث يعاني الكثيرين من عدم القدرة على توفير اجرة المواصلات اليومية بخاصة اذا ما كان الطالب يحتاج للسفر من الجنوب إلى غزة" مشيرا إلى أن أزمة المواصلات وعدم توفر الوقود ساهم في زيادة الصعوبات التي يواجهها الطلاب بالتوجه الى جامعاتهم ومعاهدهم .

الطالبة فاطمة رأت أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة، أوجدت عقد يعانيها جيل الشباب بصورة عامة ومن بينهم الطلبة، هذا عدى عن ما أصابهم من أمراض اجتماعية ساهمت في انهيار الكثير من القيم، ومما كان يُعتبر في المجتمع خط احمر، مشيرة إلى ان حالة الانقسام أرخت بظلالها السلبية على حياة الطلبة ومستوى العلاقات بينهم، موضحة بان الفرز السياسي الحاد اوجد حالة من العداء المتبادل، وما زاد من حدة ذلك التمييز الذي يمارسه البعض تجاه الطلبة، في ان يمنح البعض المساعدات بينما تحجب عن الآخرين، بسبب الانتماء السياسي والفصائلي .

الطلبة يجمعون بكافة اختلافاتهم السياسية بان هناك العشرات من المصاعب والاخلالات التي تعانيها الجامعات، وهذا يختلف من جامعة لأخرى، الأمر الذي يحتاج لوضع خطة وطنية شاملة للنهوض بواقع الجامعات نحو تحقيق إستراتيجية لرفع المستوى الاكاديمى وتوفير كل المقومات التي تستنهض همة الطالب من اجل تحصيل أفضل كل في مجاله، كما أكدوا على أهمية أن تتحمل القيادة الفلسطينية على المستويين الرسمي والشعبي مسئوليتها في معالجة الوضع المأزوم على المستوى الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة، وفي مقدمة ذلك إنهاء حالة الانقسام الشاذة، وأبعاد حالة المناكفات السياسية عن أجواء الجامعات، والرقي بالأوضاع المعيشية لكافة فئات الشعب وبخاصة الفقيرة، وتعزيز الوعي الوطني والانتماء لفلسطين قبل أي من الانتماءات الأخرى.