صرخة اليرموك
تاريخ النشر : 2014-01-12 20:20

انظر الى اليرموك و اقول ما اشبه اليوم بالامس , فعلى ما يبدو فان الموت لم يشبع بعد من دماء ابناء المخيمات و لم تكتف الانسانية من معاناتنا , ما اشبه اليوم بالامس !! فصفوف الاعداء لم تتغير على الرغم من تغيير وجوههم و اساليبهم و طريقة كلامهم الا انهم نفس اولئك الاعداء الذين اقتلعونا من ديارنا الحبيبة و رمونا في الخيم ,توهموا ان هؤلاء الذين يقفون بالطوابير ليحصلوا على الخبز و الطحين و الارز و الفراش سينسوا الوطن و ستسحقهم المعاناة و سيقتلهم الياس, لكن ابناء فلسطين حملوا الهموم و حملوا الوطن السليب و ايقنوا ان لا كرامة ولا راحة الا بالعودة و بداوا باعادة تنظيم صفوفهم و اخذ المد الثوري يتصاعد كما النار في الهشيم , لم ينسى هؤلاء تراب وطنهم و لم يشكوا بعدالة قضيتهم على الرغم من صعوبة اوضاعهم و تشتتهم في اصقاع الارض ,و من طوابير الاغاثة الى طوابير الفدائيين و من مخيمات البؤس و الجوع و التهميش و القهر الى مخيمات العزة و الكرامة و الامل ,شعر عندها اعداءنا من الاعراب و الاغراب بالرعب و بدؤوا باستهداف الفلسطيني اينما حل و شرعوا يدمرون المخيمات و يعيدون الكرة مرة اخرى !! الا ما اشبه اليوم بالامس الا ان صرخات اطفال الوحدات و الحسين و تل الزعتر و جسر الباشا و صبرا و شاتيلا و الضبية و نهر البارد هي نفسها صرخات اليرموك اليوم.

الوحيد المتغير اليوم اننا اليوم لم نعد موحدين كما في الماضي و الهجمة اليوم اشد بكثر من هجمات الماضي , و الاعداء في كل مكان و ما ادعى ان نتذكر قول المتنبي :

و سوى الروم خلف ظهرك روم فعلى اي جانبيك تميل

اتوجه الى كل القادة و اقول لهم ان يستمعوا الى صوت الضمير الوطني و الى صرخة اليرموك و صوت الوحدة و الا يلتفتوا الى مصالحهم الخاصة ان كل يوم يمر في ظل الانقسام هو يوم عزاء في اليرموك و غزة و الضفة , ان المسؤولية الكبرى تقع اليوم عليكم فلتتحملوا عبء مسؤوليتكم و الا فان التاريخ سيكتبكم في صفحة المتخاذلين و لن ترحمكم ذاكرة الوطن, ان هذه الدول الاقليمية التي تتلاعب بنا هي نفسها التي تقتلنا اليوم فالى متى ستبقون كالدمى بايدي من يشرد المشردين و يذبح المستضعفين .

يا شباب فلسطين في كل مكان ,تحت الاحتلال و في الشتات و المنافي انتم ايضا مسؤولون عن كل تاخير فلا ينفع انتظار ان يتحرك المسؤولون و علينا اجبارهم بان يتحركوا و ان يكونوا على مستوى الاحداث ,و علينا نحن اولا كشباب ان نضطلع بالمسؤولية في اعادة ترتيب بيتنا الداخلي الفلسطيني و الا ننساق وراء الدعوات الرافضة لكل شيء و الهادمة لتاريخ و نضال شعبنا ,لقد ضحى اجدادنا و استمر اباؤونا و علينا الاستمرار على نهجهم في اكمال مسيرة العودة ,و كل الدعوات التي تصب في غير هذا المسار هي دعوات ساذجة و اقل ما يمكن وصفها بالمشبوهة ,السؤال هو في مصلحة من يصب ان يسقط و يهدم كل ما بناه اجيال من المناضلين بدمائهم؟؟؟؟ ,اوليس الاولى بنا ان نخجل من انفسنا و من تقاعسنا ؟؟ان من يدعو الى اسقاط المنظمة كممثل شرعي و وحيد لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده مستغلا الظروف المزرية التي يمر بها شعبنا هو كمن يدس السموم في الدسم.و اذا كان اصحاب هذه الدعوات غيورين على الوطن فهلموا بنا نوحد الجهود و نعيد بناء المنظمة لتستعيد دورها الحقيقي ,الدور الذي لطالما لعبته على مدى عقود من الزمن .ان الاخطاء المتراكمة الواحدة تلو الاخرى لقيادات المنظمة و الظروف الصعبة في ظل الهجمة الصهيونية بالتحالف مع الرجعيات العربية تعمي بصرنا و تغلق عقولنا و تجعلنا نتخذ قرارات مشوشة و منفعلة و غير واقعية .النداء لكم يا شباب فلسطين بان تكونوا على قدر من الوعي في تشكيل موجة جديدة من الثوريين يعيدوا للقضية و لفلسطين وجهها المشرق و يبعد عنها كل الرماديين الذين تاجروا بشعبنا و حولونا من فدائيين الى منتفعين .نحن قادرين على ابراز قادة شباب جدد اوفياء لدماء الشهداء و الام الجرحى و اهات الاسرى.

لن اوجه اي نداء اخر الى اي احد اخر فالشعوب العربية و حكامها لازالوا يناضلون من اجل ركوب قطار القرن العاشر قبل الميلاد و لا يمكننا ان نحملهم ما ليس لهم طاقة به.

لا يمكننا اليوم التغاضي عن المجزرة البشعة التي ترتكب بحق ابناء شعبنا الفلسطيني اللاجئين في سوريا و في القلب منهم ابناء اليرموك , هذا المخيم الذي لطالما ضحى بخيرة شيبه و شبانه على طريق العودة و الحرية ,هذا المخيم الذي يحتضن رفاة القادة الذين يصرخون من قبورهم ان هبوا فلا طابت الحياة و اليرموك يتاوه و يستنجد .اعلنت الدولة الصهيونية موت المجرم شارون ,ذاك الذي توعد في احد الايام مخيم اليرموك بالدمار , مرت الايام و هاهو اليرموك يشهد الدمار صباح مساء لكن ابناؤه صامدون على الرغم من ثخن الجراح و يقولون اليوم ان بوصلتنا لم تزل نحو فلسطين , ايها الجزار ,على ابواب اليرموك المحاصر بالموت من كل جانب ستسقط كل مشاريعك الجبانة و لن ينسى اليرموك ابناؤه الذين يسقطون على ايدي القريب و الغريب و لن ينسى ان العودة هي الحل الوحيد على الرغم من بعد الطريق و اتساع المنافي .

اليكم ايها القتلة المجرمون اقول ارحلوا و دعونا ......

ايها الممانعون ,كيف لكم ان تكونوا كذلك و اليرموك يصرخ و يان تحت حصاركم .....

ايها المتاسلمون ,كيف لكم ان تكونوا كذلك و اليرموك مدمر بفلسفتكم التي يرفضها نبي الرحمة......

ارفعوا ايديكم عنا و دعونا دعونا

سياتي اليوم الذي نطوي فيه هذه الصفحة الاليمة من تاريخنا و سيكتب التاريخ في صفحاته اسماء كل المتخاذلين و المتامرين و اولئك الذين يرقصون على انين اطفالنا و نسائنا و شيوخنا و سيكبر الاطفال يوما و يعيدون لليرموك مجده و سيبنون وطنا طالما بذلنا كل شيء من اجله .

 

يرموك لن ننساك يرموك لن ننساك

و صرخاتك سيسمعها الشرفاء من ابناء الشعب فلا تحزن.