الفنان الفلسطيني هاني خوري يدخل موسوعة "غينيس" برسم لوحة من الخبز المحمص
تاريخ النشر : 2016-01-31 17:17

أمد/الناصرة: هاني خوري فنان من قرية عيلبون قضاء الناصرة، لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره لكن دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية وينتظر تحقيق رقم قياسي جديد.

وتمكن الرسام الشاب هاني من دخول الموسوعة بلوحة فريدة مساحتها 174 مترا مربعا وثّق فيها الأديب الفلسطيني الراحل طه محمد علي وهي مصنوعة من الخبز اليابس وترمز للفقر والجوع في أيامنا. واللوحة العملاقة تم إنجازها بعد تجميع كمية كبيرة من خبز الفضلات بيوم واحد من مخلفات المطاعم والبيوت وتم تغيير لون بعضها بحرقها (تحميصها).

وهاني هو  المبادر لكنه ليس وحيدا، فقد شاركه مئات الشباب اختار رسم صورة الأديب الفلسطيني الراحل طه محمد علي ابن قرية صفورية المدمرة قضاء الناصرة والذي عرف بتواضعه وبساطته.

ويوضح خوري أن اللوحة مستوحاة من أوجاع الفقراء والجوعى في سوريا وغيرها في المرحلة الراهنة. وبالأمس تلقى خوري إشعارا رسميا من موسوعة الأرقام القياسية العالمية أبلغته فيها اعتماد لوحته في الموسوعة. ويبدي هاني فرحه بهذا العمل وباعتراف الموسوعة به ويقول إنه سعيد بمساهمته بإثارة الوعي للفقر ومعاناة الجوع وبقيم التعاون والإنتاج الخلاق الذي قام به ومجموعة كبيرة من أترابه الشباب.

وخلال مشاركتهم بجمع الخبز المنتهية صلاحيته بالتجوال بين البلدات الفلسطينية في الداخل المحتل قام هاني وحوالي 1500 من شركائه في أعمال تطوعية. وتكررت الأعمال التطوعية كتنظيف الشوارع، والمقابر، والمساجد، والكنائس، والمستشفيات، ودور الأيتام وتلوين الجدران العامة في مبادرات فنية أخرى. وليس هذا فحسب فهاني فنان وطموح إذ يشارف هو ومئات الشباب الفلسطينيين على جمع 48 ألف قنينة بلاستيكية لبناء شجرة عملاقة في إطار مشروع تربوي توعوي يرمز لحيوية الحفاظ على البيئة وحتى الآن تم جمع نحو 37 ألف قنينة.

كذلك أنجز عملا فنيا آخرا قوامه رسم وجه الملكة الأردنية رانية على أوراق عادية تمتد على مساحة 167 مترا مربعا تم تدويرها ضمن مبادرة ترمز أيضا للحاجة بالبيئة الخضراء وللحد من قطع الأشجار. وينتظر هاني خوري جواب موسوعة الأرقام القياسية العالمية راجيا أن يتم اعتمادها رقما قياسيا جديدا لكنه يبدي سعادته بإنجاز هذا العمل بعدما حقق مفعوله المراد من ناحية التوعية.

وتحاشى المشاركون في المبادرات الاعتماد على أي جهة بتمويل فعالياتهم ملتزمين بالعمل العصامي من خلال بيع قمصان كتبت عليها شعارات تربوية. من هذا الشعارات «لك كل شيء في هذا العالم فقم» أو «على هذه الأرض ما يستحق التحدي» أو خريطة فلسطين تحمل بصمات أهلها.

واللافت بهذه المبادرات أنها تشمل شبابا فلسطينيين من الداخل والضفة وقطاع غزة تحدوا الإغلاقات والجدران بالتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي وقامت كل مجموعة بالمشروع ذاته كل في موقعها.

وتندرج هذه اللوحة ضمن مبادرة أوسع أطلقها هاني خوري قبل نحو ثلاث سنوات تحت عنوان «بصمة» للتأكيد على الوجود الفلسطيني في البلاد وعلى الهوية الوطنية الجامعة للفلسطينيين في طرفي الخط الأخضر فوق الحدود والسدود. ويوضح خوري إنه طاف البلاد بطولها وعرضها لكن أكثر محطة تركت أثرها الأعمق عليه كانت في قرية العراقيب التي هدمتها إسرائيل للمرة السابعة والتسعين.

ويتابع «وصلنا للعراقيب في النقب ووقع خمسون من أهلها ببصماتهم على خريطة الوطن دلالة على تصميمهم بالبقاء في ديارهم وثباتهم على حقهم بأرضهم». ويبدي هاني سعادته بأن المبادرات كشفت عن طاقات هائلة كما وكيفا لدى الشباب الفلسطينيين لا تستغل بأحيان كثيرة ولذا فهو عاتب على الأحزاب المحلية التي لا تستغل هذه الطاقات وتوظيفها بعمل ثقافي وسياسي وطني جامع.

لكن خوري متفائل ويبدي رضاه عن الفعاليات التي ما زالت باقية بنفوس الشباب ووعيهم وفي علاقاتهم اليومية على طرفي الخط الأخضر فوق كل الحدود والسدود وبالنسبة له لا فرق بين الأرض الفلسطينية هنا أو هناك فهذه احتلت عام 48 وتلك عام 1967.