الموت الرحيم في مخيم اليرموك
تاريخ النشر : 2014-01-04 00:52

في موجة البرد الأخيرة حيث كانت الأشد بقسوتها و الأبرد بثلوجها التي غمرت المنطقة قد كتبت مقالا بعنوان فكر بغيرك و لو للحظة حيث رأيت أمام أعيني بينما أنا أجلس أمام المدفئة و أبحث على كل وسائل الراحة و الدفئ لأبنائي مشهد إخواننا الفلسطينيين في مخيمات النزوح و هم لا يجدون ملجأً يحتمون به من هذا البرد القارس و رأيت الآباء يقفون عاجزين عن انقاذ أبنائهم و يتمنون لو أن حياتهم تكون ثمناً لكي يدفؤون أبناءئهم لقدموها رخيصة لهم و لكن و بعد انقشاع البرد و ذاب الثلج عن هموم شعبنا الفلسطيني وجدت مصيبةً اكبر و اعظم و هي تتلخص بكلمتين ( مخيم اليرموك ) هذا المخيم الذي يعاني ويلات الجوع و العطش حتى وصل الحال بهم الى الموت الذي لا يرحم بسبب الجوع و أين في بلاد ما يسمى بالمسلمين و العرب و لكني لا ألوم الموت على هذا أليس هذا لأن هذه الأمة التي تدعي انها خير الامم تنفق مليارات الدولارات على تفهاتهم و سقطاتهم لكي يفتخروا امام العالم بها و شعبنا يذبحه الموت جوعاً في مخيم اليرموك أليس من العار عليهم أن ينفقوا المليارات في سبيل تدمير الوطن العربي و بث الفتنة فيه و تعزيز روح الكراهية و الطائفية بين شعوبه و تناسوا ان هذه الشعوب لها حقاً بالحياة و التي اصبحت اليوم صعبة المنال اذاً كيف لي أن ألوم الموت و الذي قد يكون جاء رحمةً لهؤلاء بعد ان وجد أن أمتهم نسيتهم و تركتهم فريسة الجوع فاتخذ الموت قراره بأن يكون رحيماً بهم و يخلصهم من عذاباتهم لذا يجب علينا جميعاً و بوجه التحديد نحن الفلسطينيين أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة و لو حتى بالدعاء و الكلمة ان نقف جميعا وقفة رجل واحد لانقاذ اهلنا و شعبنا في مخيم اليرموك و انا حددت الفلسطينيين بالذات لاننا تعودنا ان نكون بمفردنا نقف وحيدين في وجه الطوفان و اعتدنا من امتنا ان تكون في غياهب النسيان ... اهلنا و شعبنا في اليرموك لكم الله .