يختلف الأطفال ما بين بعضهم بعضا، فبعضهم قد يكون شديد النشاط والآخر يمتاز بنوع من الكسل، وقد يرجع هذا الأمر في بعض الأحيان لعوامل وراثية، وبالطبع فإن الأهل في تلك الحالة يفكرون دائما في الطرق التي يمكنهم من خلالها تشجيع الطفل على أن يكون أكثر نشاطا ولكي يتحرك أكثر.

وفي الحقيقة فإنه لا يوجد طفل يولد وهو يمتاز بالكسل، وفق ما ذكر موقع "ياهو مكتوب"، ولكنه قد يصبح كسولا بسبب التجارب التي يمر بها وبسبب البيئة الموجود بداخلها. وفي الوقت الحالي فإن الأطفال والمراهقين يركزون كثيرا على ألعاب الفيديو ويستخدمون هواتفهم المحمولة والذكية كثيرا، ما قد يجعلهم عرضة لزيادة في الوزن.

وفي بعض الأحيان فإن الأم لكي تجعل طفلها سعيدا كما تعتقد فهي تتركه دون تشجيعه على بذل المزيد من المجهود والحركة، مع الوضع في الاعتبار أن هدف الأم يجب أن يكون جعل طفلها يشعر بقيمته وبأهمية العمل الجاد وبذل الجهود المختلفة.

إن الطفل إذا تم تركه فإنه قد يجلس طوال النهار لا يفعل شيئا سوى مشاهدة التلفزيون ولكن هذا الأمر ضار عليهم من الناحية الصحية ومن ناحية تطورهم الفكري. وإذا كنتِ تريدين اكتشاف ما إذا كان طفلكِ يمتاز بالكسل أم لا فعليكِ أن تراقبي سلوكياته داخل المنزل جيدا وهل يقضي جزءا من يومه خارج المنزل لممارسة نشاطات مختلفة، أم أنه يفضل الجلوس داخل المنزل طوال اليوم دون فعل شيء مفيد.

لقد أصبحت ألعاب الفيديو والكمبيوتر المختلفة والمتطورة جزءا من ثقافة الأطفال الصغار ومن هم في سن المراهقة في الوقت الحالي، ولكن في الواقع على الأم أن تحدد أوقاتا معينة لتلك النشاطات حتى يتمكن الطفل مع الوقت من تنمية حسه الابتكاري. يمكنكِ أن تناقشي طفلكِ في الاهتمام ببعض الهوايات المفيدة والرياضات المتنوعة ويمكنكِ مثلا أن تخططي على الأقل لنشاط واحد تشاركين طفلكِ فيه خارج المنزل، مع الوضع في الاعتبار أنه يمكنكِ التفكير في أنشطة تجمع العائلة بأكملها.

قومي بتحديد وقت معين لمشاهدة طفلكِ للتلفزيون مع عدم تركه يشاهد التليفزيون طوال اليوم، وعلى سبيل المثال إذا كان طفلكِ يشاهد برنامجا فعليه ألا يجلس أمام الشاشة أكثر من نصف ساعة، ويمكنكِ مثلا أن تسمحي له بمشاهدة برنامجه المفضل.

قومي بتكليف طفلكِ بالقيام ببعض المهام داخل المنزل فعليه أن يتعلم كيف يعتني بالمنزل بعض الشيء فيمكنكِ مثلا أن تعطي طفلكِ عددا معينا من المهام ليقوم بإنجازها كل يوم، مع الوضع في الاعتبار أن المهمة يجب ألا تكون شديدة الصعوبة وأن يكون من السهل على الطفل إنجازها بعد الانتهاء من واجبه المدرسي مثلا.

وعلى الأم أن تعلم أن قيام الطفل بمهام داخل المنزل أمر سيعلمه المسؤولية والكفاءة والإنجاز. وعندما ينتهي الطفل من مهمته فعليكِ أن تشكريه وتقولي له إنه قد أنجز عملا جيدا وكيف أن مجهوده هذا يساعد العائلة بأكملها وله قيمة كبيرة. ويمكنكِ أن تطلبي من طفلكِ المساعدة في إعداد طعام العشاء وهو أمر ممتع له وفي نفس الوقت سيجعله غير كسول. يجب أن تقولي لطفلك إن مجهوده الشخصي أمر شديد الأهمية وله قيمة حتى لو لم يتم تحقيق الهدف.

كوني قدوة ومثالا حسنا أمام طفلكِ وحاولي أن تبتعدي عن الكسل في حياتكِ اليومية حتى لا تعلميه لطفلك. وعليك أيضا أن تضعي لطفلكِ بعض الحدود والتوقعات حتى يتعلم كيف يتعامل معكِ وعليكِ أن تكوني محددة، ولكن في نفس الوقت مرنة في التعامل مع الطفل مع السماح له باتخاذ بعض القرارات بنفسه.

ويمكنكِ أن تتحدثي مع طفلكِ عن بعض الأمور التى لا تجعله متحمسا. قولي لطفلكِ إنه عليه أن ينتهي من واجبه المدرسي أولا قبل البدء في أي نشاط آخر، ويمكنه أن يأخذ راحة ليستكمل العمل أو الواجب المدرسي.