ماذا نقول في الذكرى الـ49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية؟

تابعنا على:   12:53 2014-01-01

فادي محمود صبري صيدم

قبل 49 عام من اليوم وتحديداً في 1/1/1965م وأثناء انشغال العالم في احتفالات أعياد رأس السنة الميلادية آنا ذاك ومن وسط الركام والظلام الواقع على أكتاف الشعب الفلسطيني وقف المارد الفتحاوي وظهر للعالم اجمع والمتمثل بمجموعة من فدائي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قوات العاصفة ونفذوا عملية عيلبون موجهين رسالة للعالم بأسره بأن يستيقظ من ثباته العميق ويرى أن هناك شعب يستحق الحياة وصاحب أعدل قضية في الوجود ألا وهو الشعب الفلسطيني المناضل .

ففتح وبكل فخر واعتزاز لكل فلسطيني كان وكيفما كان و أينما كان هي مفجرة الثورة الفلسطينية وهي الحركة الأوسع جماهيرياً في الساحة الفلسطينية والأقدم بالنضال ففتح أول الرصاص وأول الحجارة فهي حركة تحرر وطني فلسطيني نقية الانتماء والوفاء لفلسطين والحقيقة التي يذكرها التاريخ أنها صاحبت الفضل في تكريس وتجسيد الهوية الفلسطينية فحولت الشعب الفلسطيني من شعب مجهول الهوية إلى شعب معترف به في مشارق الأرض ومغاربها هذا ما صنعته فتح .

ومن هنا أقول لجميع الأحبة من الإخوة والأخوات واخص بالذكر الذين يتهمون فتح بتنازلها عن خيار الكفاح المسلح فلنحصي سوياً عدد الشهداء والجرحى والأسرى خلف قضبان الاحتلال من الفلسطينيون فستشير نتائج إحصائياتكم بأن فتح في المقدمة و إذا ما نظرتم نظرة شاملة لحركات التحرر في العالم اجمع ستجدون بصمات لفتح بها وإن كان نظركم ضعيف فسألوا هؤلاء الأحرار والشرفاء سيقولون لكم أن فتح مرت من هنا بكوفيتها الموشحة على أكتاف زعيمها ورمزها الشهيد أبو عمار ومعه إخوانه في النضال والتأسيس أمثال أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان وسعد صايل و أبوعلي إياد وأبو صبري صيدم وأبو جهاد الوزير وعبد الفتاح حمود وأبو إياد وأبو الهول وماجد أبو شرار وأبو السعيد وأبو المنذر وفيصل الحسيني وصخر حبش وهاني الحسن هؤلاء الشهداء رحمة الله عليهم أجمعين القيادات التاريخية و المؤسسيين الأوائل أعضاء اللجنة المركزية لفتح يعقدون اجتماعهم في باطن الأرض الآن الذين عشقوا الموت لأجلها لأجل الوطن الحبيب فلسطين ونالوا ما تمنوا ففتح قدمت قياداتها شهداء قبل أن يتقدم كوادرها للشهادة ولا يعني اليوم انتقال فتح إلى الكفاح السياسي أنها أسقطت بندقية الثأر الفتحاوي من يدها على الإطلاق كما يروج البعض هنا وهناك فما هذا إلا لغرض التشويه فقط وليعلم الجميع أن الانتقال اليوم لدائرة الكفاح السياسي ما هو إلا تكتيك في العمل الكفاحي المقاوم لكي يتناغم مع المرحلة الحالية و الأمس كان خير دليل لما شاهدناه من انتصار سياسي حققته القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عباس رفيق درب المؤسسيين الأوائل لفتح من إطلاق سراح دفعة من أسرى الحرية والبالغ عددها26 أسير من الذين كان من الخيال الحديث عنهم فإن انتصاراتنا السياسية على إسرائيل اليوم وفي ظل الانشغال العربي بما يسمى " بالربيع العربي " يؤكد أننا نناضل ونكافح بمفردنا على ارض الواقع مع إسرائيل أفلا نستيقظ من حالة التشرذم والانقسام لما سبق ؟

 فمن الواجب علينا كفلسطينيين احترام دماء شهدائنا وقياداتنا أمثال عرفات و الياسين و الشقاقي وأبو علي مصطفى والحكيم جورج حبش وغيرهم من القيادات الأخرى من جميع التنظيمات الفلسطينية ولنسير قدماً بشكل جاد وعاجل في تحقيق المصالحة الفلسطينية دون تردد فنحن شعب السلام و أرضنا ارض السلام فلماذا لا نوفر السلام فيما بيننا؟! وكيف لنا أن نوجه رسالتنا المعبئة بالسلام للعالم اجمع ونحن لا نطبقه فيما بيننا!! فالكل الفلسطيني مطالب اليوم وعلى رأسنا الرئيس محمود عباس أبو مازن و أ.خالد مشعل وجميع قيادات الفصائل والحركات الفلسطينية الوقوف أمام مسؤولياتهم وتحقيق الوحدة بمعناها الحقيقي وكفاكم إدارة لهذا الانقسام فليس لنا إلا بعضنا البعض ولا يجب الاعتماد على الغير فهيا بنا نحيي ذكرى انطلاقتنا الـ49 جميعاً لأنها ذكرى وطنية فلسطينية لكل فلسطيني كان كبيراً أم صغيراً فتحاوياً وحمساوياً وجهادياً وجبهاوياً لأحياء هذه الذكرى الوطنية و لنعلن التطبيق الفوري والغير مشروط من أي كان للمصالحة ولنصنع قدرنا بأيدينا بعد رعاية الخالق لعامنا الجديد وليكن عام الـ2014م عام الوحدة وعام النصر و الحرية .

عاش الشعب الفلسطيني حراً أبياً راياته عاليه خفاقة فوق ارض فلسطين وسماء فلسطين بعاصمتها القدس الشريف مسرى رسولنا الكريم محمد أفضل الصلوات والتسليم عليه.

اخر الأخبار