انجازات شركة الكهرباء والحكومة

تابعنا على:   13:18 2013-12-29

احمد النجار

يقولون : أن التيار الكهربائي سوف ينقطع في المستعمرات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة احتراماً للتقاليد والأعراف السائدة عندنا . . شاءت الأقدار أن يتحول الهاتف النقال (الكشاف) بفضل شركة الإطفاء والحكومة في غزة من وسيلة للإتصال إلى وسيلة للإضاءة, وربما سيأتي اليوم الذي نسمع فيه بنداءات تنطلق من مكبرات الصوت تقول: حان الآن موعد إطفاء الكهرباء حسب التوقيت الشرعي لمدينة غزة وعلى هذا المنوال تفتحت قريحة الناس, وسخروا من زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي الى 16 ساعة يومياً بمجموعة من التعليقات الطريفة, التي تحصي فوائد الانقطاع والإطفاء المبرمج, قال لي أحدهم ذات يوم: أن انقطاع التيار يعزز صلة الرحم بين الأحباب والأصحاب, ويجمع العائلة في مكان واحد حول شمعة واحدة .!! (الشمعة الواحدة تسببت بقتل أكثر من أسرة في غزة وأكثر من طفل). النكتة عندما يقولون أن شركة الإطفاء قالت: أنها سوف تقطع التيار الكهربائي عن منازل المتخلفين عن تسديد القوائم والفواتير القديمة المترتبة عليهم . . ألا ترون أن المسؤولين يتحدثون معنا وكأننا جئنا من كوكب آخر (المريخ), أو كأننا هبطنا على سطح فلسطين قبل بضعة أيام, ولم نكن نعلم أن الكهرباء هجرتنا وتمردت علينا, ولم نعد نراها إلا سويعات تأتي وتذهب, ثم تأتي لتغيب, ثم تختفي وتتلاشى في عز الشتاء والبرد القارص. انجازات شركة الكهرباء والحكومة:

1*كثرة حوادث الوفاة بسبب انفجار المولدات أو حرائق الشموع تزيد من فرص "أبو فلفل" في الحصول على غداء مجاني في بيت عزاء مفتوح.

2*أصبحنا نعرف التوقيت دون النظر للساعة، فإذا انقطعت الكهرباء صباحاً نعرف أن الساعة am 8، وإذا عاد التيار في المساء نعرف أن الساعة هيpm8 .

لكن ماذا لو سألت المواطن الغزي في فترة الانقطاع "كيف حالك"؟؟

 سيجيب بلا تردد بأنه " طافي "، وهذا يعني أنه من المفضل أن تبتعد عنه في هذه الأثناء وإلا قتلك بأسنانه ..! وحين تأتي الكهرباء تشعر بالفرق الكبير وبأنه أصبح "منوّر".

أجمل اللحظات هي الدقائق الأخيرة التي تسبق موعد رجوع الكهرباء فالكل ينظر إلى ساعته ويقول " عندها أجت الكهرب " وعندما تأتي الكهرباء كل شخص يذهب في طريقه ويتم تأجيل أي موضوع حيوي يتحدث عن إنقاذ الكوكب إلى الشفت الثاني في قطع الكهرباء، فعلى الجميع أن يستغل الكهرباء جيداً حين تأتي كما تعلم وليس من المحبذ إضاعة دقيقة واحدة في التفكير عن إنقاذ العالم ..!

طبعاً، هناك نوع من الخوازيق وهذا الخازوق هو ألا تأتي الكهرباء في موعدها!!!!، فغالباً ما تتأخر نصف ساعة أو ساعة وأحياناً تأخذها الحماسة فتغفو لمدة أربعة ساعات أخرى، تكون الناس في هذه الساعات قد تحولت إلى كائنات فضائية يتطاير الشرر من عيونها، ينعتون

 الأوغاد بأبشع الصفات، وكلهم يرغبون في ممارسة علم التشريح في من تسبب في زيادة عدد ساعات القطع .. ومن المفضل في هذه الحالة أن تبتعد عن الحيّ القاطعة عنه الكهرباء، فمن الممكن أن تشعر بالنيران تلفح وجهك من فرط الغضب البادي على الوجوه، ومن الأولى لك أن تهرب كأن الجحيم يطاردك.

اخر الأخبار