جغرافيا ناقصة (سليم النفار)

تابعنا على:   15:39 2015-10-30

وبعد اتساع الزمان الأليمْ ...

كيف يا دربُ نُصغي :

                 لخطوٍ بلا خطل ٍ

وهلْ في النهر مُتسع ٌ

  لشطف الرؤى ,

                      أو لتطهير حلم ٍ قديمْ ؟

لا تحبلُ الأيامُ غيبا ً,

                   من غمام ٍ لا يمرُّ

فلا تُصغي يا أرضُ

لقول ٍ لا يرى , فوضى الفصولِ

أنا وارث ٌ خيبة الماضي

                       وخيبات ٍ تُقيمْ ,

لكنّها حصتي في انغلاق الرؤى ...

       والسُّدى , ليس من غاية ٍ لي ْ

أرى وقتا ً يشيخ ُ الآن

وخاصرة ُ الهوى في المرايا تنحني ,

لا جدول ٌيأتي

ولا بحرٌ يحاولُ همتي ...

يا راية الأرض التي ,

عشتها في دمي :

لا , لن يغيبَ الصبحُ عن لغتي

فلا تُعطي الغريب مطالعا ً ,

في سُنّة ٍ كانتْ أنا

وأنا الغريب الآن عن أضلع ٍ ,

في أضلعي ... لكن ْ :

أنا علمُها في سطوح المرايا

وفي جوفها ,

في برها أو بحرها...

في عمق ما قد ترى ,

أو لا ترى , حيثما شاءت ْ :

أنا علمها المكتمل ْ ...

في نسبة الأشياء والأسماء ْ

ولكن ْ :

دائما ً خارج ٌ عن تفاصيلها ,

  عن سرِّ معنايْ

أنا علمها داخل الوصفْ

بكلّ اللغات ِ المُتاحة ْ

هنا من : هيرودوتس الى كارل ريتر

ألمْ يُكملوا الدرس ْ ؟

أنا شاهدُ المعرفة ْ ,

روحها... أفلاكها

حيثما لاحتْ نجاة ْ ,

لا تسفكوا وقتي مزيداً

فانّ الأرض ناقصة ٌ سوايْ ...,

لا حلم لي ,

غير ما حفظت خُطايْ

لا برّ لي ,

غير ما قالت الأشجار عن جدي

وما دوّن الأمسُ من رؤايْ

ولكن ّ بيتي هاهنا , لا أراهُ ,

دائما ً... راحل ٌ في غير ما يسعى

فهلْ ضاقتْ حدودٌ في خطاه ؟

أنا لستُ موسى , كي أشقّ البحارْ ,

لستُ عيسى أو محمد...

كي أرى ما لا تراهُ القفارْ

أنا طفل حارتنا

يفتشُ عن تفاصيل الصغار:

في وردة ٍ ذبُلتْ

وعن كرة ٍ

وعن بنت ٍ

تجيء الآن من وسط الغبار

أنا وجعٌ

أنا برد ٌ

أنا لهب ٌ

أنا روح معناي التي لا تغيبُ

فيا أيها الولدُ ,

الذي يُصغي لهبة روحه :

وسِّعْ مداك َ

فلا خير في شيءٍ هنا ,

                            غير ما ابتدعت ْ رؤاك َ

هنا أنت المجال ُ

                          وأنت الرؤى , أنت الخيال ُ

فكم ْ في القدس قد قالوا

                         وكم صالوا

وأزمان ٌ تباعدنا

                    وتُدنينا النصال ُ

فيا أفلاذ رؤيانا

 

هنا هيا انزلوا ,

كي نرى ما لا يراه الطغاة ْ ,

قبلهمْ حاولوا ,

لن يأخذوا غير ما أخذ الغزاة ْ

فيا نار ثوريْ

لكي تحلو الحياة ْ

 

اخر الأخبار