معركة "أحد" في الضفة الغربية

تابعنا على:   13:17 2015-10-27

جهاد محمود ابو شنب

بعيداً عن التشبيه والمقارنة الروحانية والدينية والزمانية والمكانية لمعركة "أحد" ، أننا نتحدث عن الأسباب والنتائج والآلية .

ان التشابه بين معركة "أحد" وما يدور في الضفة الغربية من حراك شعبي ، يكمن في أهم نقطة في الحالتين وهو الختام والنتيجة ، لربما كان سبب هزيمة المسلمين آنذاك تكتيكياً نزلوهم من الجبل واستعجال النهاية لحصد الغنائم وحدث وما حدث ، والسبب الديني عدم استجابتهم لقرار قائد المعركة الرسول "محمد" صلي الله عليه وسلم" المسير بأمر من الله .

أما معركتنا الحالية ، وان كانت يمثلها الحس الديني والروحاني ، فالشاب الذي يطعن فتصيب طعنته ويحميه الرب وملائكة تقاتل سراً فيظهر ان المستوطن يقتل المستوطن باشتباه أنه فلسطيني .

ولكن تكتيكياً والذي يتحكم في المعركة القائد "أبو مازن" المسير من خلال خبرته وحنكته السياسية والتي ليست بالهينة ، ولكن استعجاله النتائج وحصد ما يمكن حصده أمام عدو لا يقبل بالهزيمة أو التنازل ومجتمع دولي يساعده على ذلك .

يكون قد أهلك المرحلة بالوعود التي ليس لها أساس سياسي والتجارب عديدة ، هذه الفترة التي سيرتاح فيها العدو ، ستكون لخلق بديل فوري عنك يا سيدي الرئيس ، أنهم يحضرون لك الكفن ، سيعرضون عليك الكثير مما يغر النظر ، أحذر سيدي الرئيس أنك في خطر ، لم أكتب عنك يوماً مدحاً أو تمجيد ، ولم أقتنع بشعرك الأبيض يوم ، ولكن الان الوطن أكبر من معادلات فارغة وصراع أجيال سيؤذي وطننا .

سيدي الرئيس ، كن شهيد انتفاضة ولا تكون شهيد سرير ، كن كما يجب أن تكون لا كما يريدون لك أن تكون ، روسيا وفرنسا ومصر وعمان لن يكونوا درعاً لك ، لو كانوا هكذا لأنقذوا "أبو عمار" ، هم سموم لمؤامرة ضدك وضد فلسطين ، أرفض وكلنا لك درع ، أرفض العودة لخيار سقط قبل ان يرفع ، مات قبل أن يولد ، "اوسلو" الجديدة ستكون مرحلة تعيدنا ألف عام للخلف ، وتجعلك تختم حياتك بلعنة لن يغفرها لك أحد .

لم ننتفض لكي تكون النتائج هكذا ، قلنا سابقاً ، نريد استثمار سياسي حكيم وليس استثمار مالي متعجل ، القضية حلم كبير كان في عقول الشباب المنتفضين وفي عقول الشهداء منهم ، فلا تجعل دمائنا أرخص مما يجب أن تكون .

اخر الأخبار