البحث عن حل وسط

تابعنا على:   01:42 2015-10-25

عمر حلمي الغول

بداية اود التأكيد، على اني لست ضليعا في قوانين الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، ولا ادعي معرفة قوانين الفيفا. لكن ما اعلمه جيدا، ان الرياضة لا تخرج عن لعبة السياسة، ووجهة النظر القائلة، باستقلالية الرياضة عن السياسة، هي وجهة نظر غير دقيقة بالمعنى الكلي للكلمة. وخصوصيتها ومنظومتها القانونية، لا تسقط عنها ترابطها مع السياسة. فالرياضة جزء لا يتجزء من كفاح الشعب الفلسطيني لتأكيد حقوقه الوطنية.

ارتباطا بما تقدم، وبالتوقف امام ما يجري من تجاذب بين اقطاب الرياضة الفلسطينيين  والسعوديين حول إجراء المباراة بين فريقي البلدين الشقيقين على الارض الفلسطينية وفقا لانظمة واليات عمل الاتحاد الرياضي الدولي "الفيفا". حيث يرفض  الفريق السعودي  القدوم  للارض الفلسطينية، إنطلاقا من التزامه بسياسة القيادة السعودية الرسمية، ورفضا للمرور من المعابر، التي يسيطر عليها الاسرائيليون. وفي الوقت نفسه، يُّصر رئيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني لكرة القدم، على اللعب على الارض الفلسطينية، لما لذلك من اهمية في تعزيز السيادة الفلسطينية، وتطبيقا لانظمة الفيفا. وحرصا على تطبيق السياسة الرسمية الوطنية، التي تنادي بدعوة الاشقاء العرب وابناء الشعوب الاسلامية وكل محب للسلام بزيارة الارض الفلسطينية وخاصة القدس العاصمة ومسجدها الاقصى، لما لذلك من أثر في دعم صمود المقدسيين.

ادى هذا التباين في المواقف لخلق ازمة سياسية، وليس رياضية فقط بين البلدين، مع ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن، ترفض الدخول في اي ازمة من اي نوع مع العربية السعودية. وقد اوفد وزير الخارجية مع بعض ممثلي الاتحاد الرياضي للمملكة لترطيب الاجواء، والتأكيد للملك سلمان بن عبد العزيز، بقبول القيادة حل وسط، يتمثل باجراء المباراة في اي مكان آخر. لان القيادة حريصة على افضل العلاقات مع المملكة السعودية. لكن ما زاد الوضع تعقيدا، المؤتمر الصحفي، الذي عقد يوم الخميس في مدينة بلاتيني الرياضية في البيرة، حيث تم التأكيد على إجراء المباراة في ملعب الشهيد فيصل الحسيني، وبالتالي إدارة ظهر لقرار الرئاسة، الذي تبلغ للمملكة. فانعكس الموقف الجديد في توليد ازمة داخلية، لا بد من إيجاد حل لها، لابقاء الموقف الفلسطيني موحدا في لحظة الحراك الشعبي المتصاعد امام التحديات الاسرائيلية المهددة للكفاح البطولي للشعب الفلسطيني، وللحاجة الماسة لدعم الاشقاء والاصدقاء. الامر الذي يملي الوصول لحل وسط، يقوم على الاتي: اولا ازالة اي مظهر من مظاهر التباين داخل اوساط القيادة الفلسطينية؛ ثانيا التعامل بايجابية مع الرغبة السعودية، بغض النظر عن اية معلومات عن العلاقات العربية الاسرائيلية، لحماية وحدة الموقف المشترك الفلسطيني السعودي؛ ثالثا بقدر ما يفترض التمسك بالسياسة الداعية لزيارة الاشقاء العرب وابناء الشعوب الاسلامية وانصار السلام للارض الفلسطينية، بمقدار ما يفترض ان نقبل مواقف الاشقاء والاصدقاء، الذين يرفضوا التطبيع مع إسرائيل، والاستفادة من هذا الموقف؛ رابعا إيجاد مكان محايد لاجراء المباراة، حرصا على ازالة اي آثار للازمة، التي نشأت في اعقاب التجاذب؛ خامسا إلتزام العربية السعودية بتقديم مجموعة من المساعدات لاتحاد الكرة الفلسطيني، منها: بناء ملاعب ودعم الاندية وتنسيق المواقف في الفيفا وغيرها من المنابر الرياضية، وما تراه القيادة الرياضية مناسبا. 

الحل المقترح لا ينتقص من قيمة احد، وفيه إرتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية والقومية، وتجاوز لكل المنغصات والارباكات الناشئة عن الازمة الرياضية. فهل يتم طي صفحة الازمة، وتحشيد الجهود لمواجهة حكومة قطعان المستعمرين الاسرائيلية المتطرفة.

[email protected]

[email protected]

اخر الأخبار