لاجئون سوريون لتسليط الضوء على الانتفاضة الفلسطينية!

تابعنا على:   18:14 2015-10-23

نافذ علون

ونرجو ان لا تحسبوا اننا نهزأ باللاجئين السوريون ولا بأحوالهم، حتى وان كانوا في زمن غير بعيد قد هزؤا وأهانوا عشرات بل مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيون على الاراضي السورية ووقفوا موقف المتفرج والجيش السوري يحاصر مخيمات الفلسطينيين ويقصفها وكأنها ثكنات عسكرية إسرائيلية صهيونية ولا يسكن هذه المخيمات الفلسطينية البائسة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، الشعب الفلسطيني لا يحسّن الشماتة ولا التشفي بمصائب الآخرين، نحن في هذا المقام نطالب الجهات الفلسطينية المعنية بالقيام بالدور والواجب المفروض عليها بفتح الاراضي الفلسطينية للاجئين السوريين للدخول والعيش على الاراضي الفلسطينية وربما المشاركة في الانتفاضة الفلسطينية الفاترة المفعول عربياً وعالمياً، وربما بمشاركة اللاجئين السوريون في هذه الانتفاضة الدائرة رحاها دون اي جدوى ملحوظةيتم تسليط الضوء اللازم على هذه الانتفاضة ولأن جسد اللاجئ السوري عندما يسقط قتيلاً على ارض فلسطين سيكون له وقع و دوي قد كان للجسد الفلسطيني مثل هذا الوقع وهذا الدوي في زمن ما. نحن بحاجة الى اجساد ودماء جديدة غير فلسطينية ان تسقط على تراب فلسطين وتعيد الى القضية الفلسطينية الزخم والاهتمام الفعّال والمتجاوب معه من العالمين العربي والأوربي. نحن بحاجة الى آخر موضة وأحدث صرعة في عالم المئاسي، فإذا كانت المأساة السورية هي محط أنظار العالم وتعاطفه وإعلامه فإذاً يجب علينا ان نستقطب الاجساد السورية لكي تموت على ارض فلسطين وتسلط الضوء معها من خلال الضجة الإعلامية الضخمة والتي ستملاء صحف العالم ومواقعه الإعلامية بعبارات كعبارات (سقوط عدد من اللاجئين السوريون في مواجهات مع قوات جيش الدفاع الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة). عناوين رئيسية كهذه ستهز كيان العالم والتعقيبات من تحت تلك العناوين والتي ستكتب (لم يكتفي العالم بمشاهدة الآلاف من اللاجئين السوريون يعانون مأساة هرّبهم من الموت الذي يطاردهم في بلادهم بل ذهبوا ليموتوه طواعية بمشاركتهم في انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة). ستخرج مقالات وتحليلات وجمهرة إعلامية وتسليط للأضواء على القضية الفلسطينية لم تكن لتحلم به القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني التعيس، وكما تقوم دول الخليج باستقدام عمالة اجنبية فان على الفلسطينيين استقدام شهداء اجانب وعرب ليموتوا على الاراضي الفلسطينية لكي تحيا القضية الفلسطينية من جديد، وربما بسقوط هذه الدماء الغير فلسطينية على ارض فلسطين يقوم العالم بحل هذه القضية الفلسطينية.

لم يعد مهماً كم من الفلسطينيين يموت على ارض فلسطين، لقد أصبح المهم من هو هذا الذي يموت على ارض فلسطين من غير الفلسطينيين. لقد سلط موت راشيل كوري الفتاة الامريكية والتي دهستها احدى قطع جيش الدفاع الإسرائيلية، سلط موت راشيل كوري الضوء على القضية الفلسطينية قرابة الخمسمائة يوم من الحديث المتواصل عن هذا الحدث وعن القضية الفلسطينية والتي بسببها وعلى ارضيها قُتِلت راشيل كوري، ولو قارنا هذا بالأربع وستون يوماً الذي حصلت علية عملية الرصاص الممطر التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة وراح ضحية تلك العملية ما يزيد عن الألف قتيل وقرابة الخمسة آلاف جريح نجد ونكتشف ان موت غير الفلسطينيين على ارض فلسطين يسلط الضوء على القضية الفلسطينية بقوة وفاعلية ويجذب التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية ما لا يستطيع جلبه واكتسابه موت الآلاف من الفلسطينيين.

لوس انجلوس

اخر الأخبار