عدوان غزة 2008 ذكرى لن نشفى منها

تابعنا على:   16:01 2013-12-27

سحر النحال

في مثل هذا اليوم

صدرت الأوامر بقتل الغزيين بلا أي رحمة دون أن يحرك العرب ساكنا ..

 

العشرات من الطائرات الحربية حلقت في سماء قطاع غزة و انفجارات دوت في كل مكان، دقائق قليلة و إذا بالمشهد يتغير فجأة وسط ذهول الجميع ، شهداء و اصابات في كل مكان و أعمدة دخان و اسعافات و اصوات مناشدات.

في ذلك اليوم كانت الحرب كفيلة بأن بأن تنشر رائحة الموت في المخيمات و المدن.

كانت كل الاصوات تنذر بالموت و الطائرات تعلو الصوت

محترفي القتل لم يفرقوا بين طفل و شيخ بين مسكن ومسجد

فوضى الموت العبثي لاحقتنا على الأرض بلا أي معادلات

كان العالم فقط ينتظر انهيار مبنى بالكامل على رؤوس المدنيين كي يحركوا ساكنا او كي يصبح هناك قرارا رسميا حاسما لتتوقف اسرائيل عن ضرباتها لغزة .

 

كل يوم و عند اقتراب الساعة من العاشرة ليلا كنت اسافر بعيدا اتلحف بغطاء شتوي و ابتعد عن كل النوافذ أخاف ان تتكسر و ينتشر الزجاج و يخدش وجهي الطفولي أنذاك ، كنت اخاف ان تأتي رصاصة من مدفعية قاسية تقتلني ،

و عند الصباح كانت شوارع المدينة تبدو هادئة لا تتسع لأحد فالشوارع امتلئت بأشباح الموت.

تلك الآلام و الجراحات لن تشفى مع الزمن فهي جرحت الوطن و أطالت عمر الشجن .

توالت فصول الموت و انقشع الغبار و تحولت غزة لركام بعد أيام مجنونة و مدينة مفزوعة .

صنع ذلك العدوان لكل بيت غزي مأساة في فقدان ابنه شهيدا او جريحا او مريضا اصابه الفزع لهول المصيبة ، ومنهم من صار يتيما لا تعنيه الحياة ، و هناك من تراكم منزلهم على رؤوسهم فلا تبقى البشر و لا الحجر و لا حتى صور او اطفال يلعبون على شاطئ بحر .

سجل التاريخ ان غزة مكتبة لاعداد الصور و كتابة القصص و صناعة الاخبار لم يدركون أن غزة تستحق الحياة و اطفالها يستحقون العيش بسلام و أمان .

قلبوا معادلة محمود درويش بان على هذه الارض ما يستحق الحياة لتكون على غزة ما يستحق الوفاة

بعد كل ذكرى نخاف أن نذهب لحرب جديدة تقودها إسرائيل و ان اختلفت المسميات سياسيا فالاصلح لنا أن نقول تشن عدوانا جديدا فنحن لم نكن بتلك القوة العسكرية بتلك الطائرات و الدبابات على الحدود و بالجنود الذين هم احترفوا الموت كي تكون غزة شاهدا على بطولاتهم

اخر الأخبار