الطـفـلـة حــلا قـتـلـت لأنـهـا فلـسطـيـنـيـة فـقـط

تابعنا على:   17:41 2013-12-26

أمد / غزة - تقرير يوسف حماد : على غير العادة بالعويل والصراخ والنحيب تستقبل عائلة الطفلة الفلسطينية "حلا" القادمين، وصوت نحيبهم يصل الى غيرنا بالعلى ليبكي ابنتهم التي قصفت بالقذائف الحديدية الاسرائيلية التي لا تحمل في صدر صاحبها أي نقاط او احرف من الانسانية.

المكان قرب الحدود الاسرائيلية شرق قطاع غزة، المنطقة مخيم المغازي وسط القطاع، المستهدف منزل عائلة ابو سبيخة (البحيري)، النتيجة استشهاد الطفلة حلا (3 سنوات) واصابة والدتها وشقيقيها ، بعدها بقليل المكان فارغ ، لان صاحب القذيفة علم شنيع فلعته، فاختبئ مسودا وهو كظيم.

والد الطفلة حلا لم يطق ماء الحزن فانفجر كالصغار باكيا وهو يحمل فلذة كبده يسوقها الى حيث تخلد بلا رجعة، فعند الصدمة الاولى لا يعرف الانسان الصبر، فيجد الدموع طريقا للتعبير عن ما في قلبه، وأكف ترفع الى السماء.. تشكو لله عز وجل ضعف الحيلة.

حلا زهرة ذهبت الى صدر الارض، تطير في قلب السماء، قتلت بقذيفة مدفعية اسرائيلية، لو كانت ترى او تعلم هدفها لابتعدت عنها وندمت على صنيعها، ولكن مطلقها يلقيها ويعلم انها ستقتل اطفال..

 "قدر الله وما شاء الله"، وبالتحميد والتمجيد والشكر لله، تحدث والدها وهو يشيعها الى مثواها الاخير بمخيم المغازي، فقال ، "لقد خرجت مني روح حياتي(..)ذهبت الى جنة ربها تحمل معها آمال وأماني خضبت بدمها البريئ".

واضاف والدها الذي بالكاد حدثناه لوهلة من الوقت لصدمة الحادث "ذنبها فقط انها فلسطينية لأب فلسطيني، ولأم فلسطينية وجدوا في غزة".

والد حلا المدرج بالدموع في عقده الثالث ولكنه بدى في عمر الـ60 بفعل المأساة التي اصابت عائلته، وقال "انا افوض امري الى الله ولا حول ولا قوة الا بالله". قالها ثم بكى فغادرنا مثقلين بحزن ودموع متحجرة في القلوب لوضع العائلة الذي يدمي الحجارة.

ام حلا لا تخرج ولا تتكلم ولكنها حاضرة بصورتها الصامتة رغم جراحها الجسدية والروحية التي منيت بها مع طفلتها، فلم تعد قادرة على النطق.

وقال أحد اقرباء حلا " هذه الفاجعة تثبت ان إسرائيل تقتل بلا رحمة ولا تعرف من تضرب ولا استطيع الا ان اقول حسبينا الله ونعم الوكيل".

وأضاف " نحن صابرين دوما والحمدلله ، هناك 4 اصابات امها في المشفى وشقيقها ايضا، حال هذه العائلة لا يسر احد".

وعن قول جيش الاحتلال الاسرائيلي بانه استهدف نقاط "ارهابية" قال ابو حازم " انا لا ارى ارهاب هنا ارى طفلة بعمر الزهور ازهقت روحها ببساطة وبقذيفة اطول منها فأي ارهاب هذا الذي يقوله الجيش الاسرائيلي (..) ارى ان الإرهاب يخرج من القنابل والقذائف الاسرائيلية التي لا تفرق بين الحجارة والأطفال".

الطفلة حلا ابو سبيخة قضت واصيب والدتها وشقيقيها ، بعد قصف منزلهم بقذائف مدفعية شرق مخيم المغازي، في موجة التصعيد التي شهدها قطاع غزة امس الثلاثاء، الجيش الاسرائيلي عبر عن حزنه واسفه لإصابة مدنيين ابرياء في هذا القصف بيد انه حمل حماس المسؤولية، بعد مقتل عاملي اسرائيلي برصاص قناص فلسطيني شرق غزة.

 

 

اخر الأخبار