
سابقة ديبوماسية..فورين بوليسى: واشنطن تضطر على سحب قرار تعيين "فورد" فى القاهرة.. بعد رفض الحكومة المصرية له

أمد/ واشنطن: كشفت مجلة فورين بوليسى، عن قرار الإدارة الأمريكية بالتراجع عن اختيار روبرت فورد، سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة فى القاهرة، بدلا من السفيرة السابقة آن باترسون، التى غادرت منصبها عقب ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بنظام الإخوان المسلمين.
وأوضحت المجلة الأمريكية، على موقعها الإلكترونى، الثلاثاء، وفقًا لمصادر مطلعة، أن قرار إرسال "فورد"، السفير الحالى فى سوريا إلى القاهرة، تم سحبه بعد أن أعرب بعض ممثلى الحكومة المصرية عن رفضهم تقلده للمنصب، بسبب إعلان فورد رغبته فى التفاوض مع المتشددين الإسلاميين فى سوريا.
وكان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، قد اختار فورد، هذا الصيف، ليحل بدلا من باترسون فى السفارة الأمريكية فى القاهرة، وأعرب البيت الأبيض عن آمله ترشيح السفير الأمريكى، الذى يتحدث العربية، للمنصب، مع مطلع العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مقربين، أن الإدارة الأمريكية قررت إبقاء "فورد" فى منصبه بسوريا، كوسيط مبدئى لجماعات المعارضة المنقسمة، مع النظر فى اختيار جديد لتولى المنصب الرفيع فى القاهرة، موضحة أن مجلس الشيوخ خارج الانعقاد فى الوقت الحالى وغارق فى الجمود الحزبى، مما سيؤخر اختيار سفير جديد، إذ قد يستغرق الأمر شهورا.
وتشير فورين بوليسى، إلى أن مسئولى إدارة أوباما أكدوا أن "فورد" يواجه بعض المعارضة فى القاهرة، غير أن السبب الرئيسى فى عدم إرساله لمصر، هو دوره الأكثر أهمية فى سوريا، وقد قضى السفير الأمريكى، الأشهر القليلة الماضية، فى جولات مكوكية بين واشنطن، وجينيف، وأسطنبول، فى إطار محاولة إقناع قادة المعارضة للمشاركة فى محادثات السلام، المقرر عقدها نهاية يناير 2014.
ورفضت المتحدثة باسم السفارة المصرية فى الولايات المتحدة، التعليق على الأمر قائلة أن فورد لم يجر ترشيحه رسميا كسفير فى القاهرة، غير أن المجلة تقول إن التراجع عن تعيين "فورد" يظهر الصعوبات التى يواجهها البيت الأبيض فى ظل التدهور الذى أصاب علاقاته بمصر، فى أعقاب الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين من السلطة.
وتفيد فورين بوليسى، بأن السفيرة السابقة "آن باترسون" غادرت القاهرة تحت غيوم لأن العديد من المصريين، بما فى ذلك كبار جنرالات الجيش، شعروا بقربها الوثيق من جماعة الإخوان المسلمين.
وتضيف، أنه فيما كان من المفترض أن يقوم "روبرت فورد" بإصلاح العلاقات وبناء أخرى أوثق مع القادة الجدد فى مصر، فإن سعى السفير الأمريكى للوصول إلى بعض المتمردين الإسلاميين فى سوريا، أثار ناقوس الخطر فى القاهرة، وقلص فرصته فى تولى المنصب فى مصر.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن بعض القادة المصريين، شعروا بالقلق حيال دور فورد فى سوريا، واحتمال القيام بالدور نفسه فى مصر، حيث يقيم علاقات مع الإسلاميين، لذا فإنهم حثوا بهدوء الإدارة الأمريكية على التوصل إلى مرشح مختلف يتولى المنصب.
وتتابع المجلة، أن المصريين يعتقدون أن إدارة الرئيس باراك أوباما، سريعًا ما تخلت عن حليف واشنطن القديم حسنى مبارك، فيما سعى أوباما للتحالف بقوة مع محمد مرسى وجماعة الإخوان.
ونقلت عن دبلوماسى عربى قوله: "هذا الرجل على استعداد للجلوس على الطاولة مع المتشددين الإسلاميين فى سوريا، الذين هم أسوأ من الإخوان المسلمين، لذا فإنه من المحير أن يعتقد البيت الأبيض، أنه هو الشخص المناسب للذهاب إلى مصر".
وتخلص المجلة بالقول، أن مع ذلك، ترفض الجماعات الإسلامية المتشددة فى سوريا، لقاء فورد، مما يعنى، أن الدبلوماسى الأمريكى قد خسر وظيفة الأحلام فى مصر بسبب المخاوف من علاقة لم تتحقق بعد.