
شعارهم بلا حياء: «الدين لله والوطن للركوب»!
طارق الغزالي حرب
شعارهم بلا حياء: «الدين لله والوطن للركوب»!
لايختلف اثنان من أغلبية الشعب المصرى على أن ثورة 25 يناير الشعبية العظيمة التى قامت من أجل مطالب عادلة حُرمت منها على مدى عقود وهى لقمة العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية، قد تم اختطافها بعد أن ركبت جماعة الإخوان المتأسلمين المُتآمرة المشهد وانحرفت بالثورة إلى تحقيق هدف واحد هو تمكين الجماعة والفصائل المرتبطة بها من حكم مصر، تنفيذا لمخطط تنظيم دولى مشبوه، والسير به فى طريق مظلم يقوده إلى التبعية والانقسام. لم يستسلم الشعب المُعلم وطليعته الثورية الشابة لهذا الاختطاف وركوب الثورة، فقام قومته التاريخية يوم 30 يونيو فى موجة ثورية عاتية يستعيد بها ثورته من هذه العصابة التى لا تعرف للوطن حرماً ولا حُرمة.
ظن نفر من الأغبياء من حواريى وخدم نظام مبارك المستبد الفاسد الذى قامت ثورة يناير تنادى بسقوطه، أنه بمقدورهم استغلال ما حدث لاسترداد مكانهم ومكانتهم، باستخدام نفس أساليب عصابة الإخوان، بركوب موجة 30 يونيو الثورية ومحاولة فصلها عن الثورة الأم التى أطاحت بهم وباستغلال مشاركتهم بشكل ما فى الموجة الثورية التى أطاحت بالإخوان الذين كانوا قد شاركوا أيضاً بشكل ما فى ثورة يناير، وكأن لسان حالهم أثناء مشاركتهم ملايين الشعب المصرى الذين هبوا ضد النظام المُتمسح بالدين يقول «الدين لله والوطن لمن يستطيع ركوبه»!
لا يا سادة.. يجب أن يكون واضحاً للجميع أن أهم نتائج ثورة يناير العظيمة هو أن الشعب المصرى قد تغير بدرجة كبيرة من ناحية الوعى السياسى وأنه لن يسمح تحت أى ظرف وبأى تكلفة أن يعود مطية لأى حاكم ديكتاتور أو حزب فاسد أو جماعة فاشية. لقد حملت الأخبار فى الأيام الأخيرة تأسيس جبهات وأحزاب وحركات تحت أسماء متنوعه، كان القاسم المُشترك بينها جميعاً أنها تضم رموزا من الزمن الذى ولى سواء كانوا فى حكوماته أو حزبه، تاريخها ليس فوق مستوى الشبهات، وتحركها المصالح الشخصية وحب الذات، وتحظى بكراهية شعبية عفوية وازدراء ولعنات..
وبعض منها كان جزءاً من هذا النظام وإن كان يمثل دور المعارضة أمام الشعب الطيب حسن النية.. إحدى هذه الجبهات أعلن صراحة أنه يضم من بين مؤسسيه 25 وزيرا ومحافظا سابقين من عهد الفساد والاستبداد.. وحزب آخر ظهر على الساحة يتزعمه لواء متقاعد فى منتصف الثمانينيات من العمر، منحه الرئيس الإخوانى رتبة الفريق نظرا لما كان معروفا عنه من ميول إخوانية ووضعه الزعيم جمال عبدالناصر فى السجن بعد هزيمة 1967!
وما يثير الشبهات أكثر أن يحتفى رئيس تحرير الصحيفة القومية الأولى بهذه الكيانات ويكتب العناوين البارزة عنها ويدبج المقالات ويعقد الندوات! إننى أتوجه بسؤال محدد لحكومة ما بعد 30 يونيو والمفترض فيها أنها أول حكومة منذ ثورة يناير هى الأقرب لفكر هذه الثورة وأهدافها، وأخص بالذكر هنا المستشار المحترم وزير العدالة الانتقالية:
لماذا لا يصدر قانونا يمنع الإعلان العشوائى عن جبهات وأحزاب تضم رموز العهد الذى قام الشعب بالثورة عليه إلا بعد تقديم ما يفيد ولاءها للثورة وانفصالها عن العهد الذى نشأ فيه وترعرع قادتها ويحدد أهدافها بوضوح وليس بعناوين براقة يُحشر فيما اسم مصر الذى يتاجر به الجميع! ولماذا لا يُطالب المؤسسين بنشر سيرتهم الذاتية وذمتهم المالية، ومن هم الداعمون والممولون لأنشطتهم بشفافية ووضوح، حتى نقضى على القيل والقال، وحتى لا تنتشر الشائعات مثل أن الذى تحمل تكاليف حفل تدشين جبهة «مصر بلدى» فى أحد الفنادق الكبرى هو المتهم المسجون على ذمة العديد من القضايا أحمد عز! انتبهوا أيها السادة، فلن يكون البديل لمرسى وعشيرته هو نظام مبارك وعصابته.. الشعب قد عرف طريقه.
عن المصري اليوم