حُروفٌ على خطّ الرماد!( صقر أبوعيدة)

تابعنا على:   22:59 2013-12-21

هرباً من التّهميشِ أملأُ جعبتي حباً يظللُ غربتي

أمشي أقاومُ عتمةَ الترقيعِ في قمصانِ أحلامي وثوبِ جميلتي

وأنا المجاورُ نارَهم، منها سأوقدُ شمعتي

مستنفراً أروي غصونَ قصائدي جمراً يدثرُ همَّتي

حتى إذا انطفأتْ مصابيحُ الكلامِ وأظلمتْ

راودتُها كي أحرثَ الأشجانَ في أغنيّتي

كلُّ الثمارِ تهيجُ تحتَ الشمسِ إنْ رأتِ الحنينْ

إلا غصونَ حكايتي

حطَّ الخريفُ يديهِ في قلبِ الحروفِ وسَوّرَهْ

وقد انتظرتُ بياضَها بين السطورِ ..

وسوّلتْ نفسي إليَّ حصارَها، حتى انزويتُ بلهفتي

وكأنّما نقمتْ عليّ خواطري

والدربُ يبلعُ مُنيَتي

وتساءلَ القلمُ المعبأُ بالبلادْ

لِمَ أحرفي رَسمتْ على الخطّ المعفرِ بالرماد..

كلامَ غيظٍ لا يحيدْ?

وترى الحمامَ على غصونِ هديلهِ لبسَ السوادْ

وخيولَ شعري ترفضُ المرعى إذا خبثَ الحصادْ

وتجيءُ ساهيةَ الفؤادِ وجفنُها ألفَ الرقادْ

في صمتِها غضبُ المنافي والتشردِ والسهادْ

وأجيبُها، علّي أخلّصُ قصتي من بين أضراسِ الخصامْ

ألبستُها جلبابَ أمّ تشتهي عطرَ السلامْ

وأنا المغيّبُ في خيامٍ تشتكي هُزُوَ الرياحْ

من يمنعُ الأهواءَ حين تدوسُ يوماَ حيلتي؟

فالشعرُ أمسى يرتمي بين التسكعِ وانضواءٍ وارتخاءْ

بللتُه بالتينِ والزيتونِ إذ مُنعَ النّدى

ولعلّهُ يسمو على الوجعِ المغلفِ بالسرابِ وبالصدى

وليخلعَ الأقفالَ عن ضوءِ القصيدةِ للمَدى

اخر الأخبار