شمعون بيرس أمير المؤمنين!؟

تابعنا على:   19:06 2013-12-20

محمود فنون

صرح شمعون بيرس معبرا عن موقف اسرائيل بقوله :" نحن لا نحارب العرب بل نريد ان نقاتل من اجل العرب وجميعنا نريد ان نراهم ينجزون مستوى جديدا من العيش نحن لدينا مصلحة اكثر من غيرنا في طمأنة العالم العربي "

وكي نزيل اللبس لا بد أن نزيد الأمر إيضاحا ،لا بد من الإجابة على سؤال مهم: من هم "العرب" الذين يدافع عنهم بيرس ناطقا باسم إسرائيل ؟

"العرب" هم حكام العرب ، هم انظمة الحكم العربية التي جندت نفسها لخدمة الصهيونية والإمبريالية ، هم النظم العربية الرجعية التي تشكل جزءا عضويا في التحالف الإمبريالي الغربي والصهيونية والرجعية العربية والعالمية .

هنا من الطبيعي أن يقول بيرس قولته هذه .

ولكن هذا كان دارجا أصلا . فمن المعلوم أن الملك السعودي وجه رسالة للرئيس الأمريكي عشية حرب 1967 م طالبه فيها بتوجيه إسرائيل لضرب النظام المصر والنظام السوري الوطنيين المعاديين للرجعية العربية وإسرائيل والإمبريالية الغربية ، وقد كشفت هذه الرسالة مع غيرها من الوثائق التي تنشرها أمريكا بعد مضي ثلاثين عاما عليها .إن الوهابية السعودية وأنظمة الخليج والملكيات العربية هي صديقة صدوقة لإسرائيل وتابع ذليل للغرب الإستعماري وتعيش هذه الأنظمة في ظل حماية هذا الحلف ، ولذلك فإن اسرائيل مستعدة للدفاع عن هذه الأنظمة .

الأمر الأكثر أهمية بعد ذلك هو تصريح بيرس والناطقين الصهاينة بهذا التوجه تعبيرا عن تطبيع العلاقة مع هذه النظم التي كانت تدعي كذبا أنها تعادي إسرائيل . هذه التصريحات هي كشف للمستور في ظل ظروف ملائمة لإسرائيل وحلفائها .

يأتي ذلك بعد أن رفعت قيادة منظمة التحرير صفة العدو عن إسرائيل التي تحتل بلادنا كلها وتقضمها استيطانيا دون توقف .

يأتي هذا بعد أن تمكنت النظم العربية من دمج منظمة التحرير الفلسطينية في الرجعية( وبعد ارتداد نظام السادات) في نهاية عام 1973 وفي عام 1974 ، حيث تمكنت من دمج المنظمة في النظام العربي وأخذت المنظمة تتكيف وتتحول إلى نظام عربي رجعي، ثم طردت من لبنان حيث فقدت ما تبقى من الفدائي ،وفي تونس استكملت إعادة تأهيل نفسها بما يرضي العدو الأمريكي والصهيوني ويتوحد حالها كلية مع النظم العربية الرجعية .

لقد استخدم النظام الرجعي العربي المنظمة لتكون فاتحة الطريق لتطبيع علاقاتها بالصهيونية وإسرائيل . وكان قادة المنظمة " جميعهم" مدركون لهذه الحقيقة وكان الرافضون منهم يعبرون عن هذا الفهم وهذه الرؤيا في أدبياتهم وخطابهم السياسي وتصريحاتهم كما في تصوتاتهم في أطر المنظمة . وكانوا جميعهم يدركون أن النظم العربية الرجعية تتآمر على الحركة الفدائية الفلسطينية وما أن مات عبد الناصر حتى أصبحت المؤامرة قيد التنفيذ وأصبحت المنظمة جزا من الركب بل هي مفتاح الهبوط العلني والتطبيع بعد أن كانت المنظمة والفصائل الفلسطينية سيفا على الهبوط وأخذت هذه النظم تمارس الهبوط والتطبيع سرا وعلانية مسلحة بالمتنفذين فيؤ قيادة المنظمة وتركب على ظهورهم وذلك بوصفهم أدوات هذه النظم .

لقد تقدم أمام بيرس جيش من المشاة والذين داسوا على الألغام وفتحوا له الطريق ليقوم برسم وتشكيل لوحة التحالفات والتناقضات ممثلا عن إسرائيل بوصفها مركز الثقل الأكثر أهمية في المنطقة. لقد تأسست لتكون قاعدة متقدمة للإمبريالية في المنطقة وتحمي مصالحها ونظمها الموالية . لم يتغير دور إسرائيل ولا مهمتها . وقد قلنا بشكل متكرر أن من يعترف بإسرائيل إنما يعترف بدورها ويعترف لها بحقها في السيطرة على فلسطين واستيطانها وطرد سكانها ... وكما يعترف بوعد بلفور وبصك الإنتداب على فلسطين كما أقرته عصبة الأمم في حينه . وبعد ذلك يكون من واجبه الدفاع عن حقها في كل ممارساتها التي تحمي مثل هذا الإعتراف .

سار أمامه جيش من الدعاة لأمريكا والعقلية الغربية والصهيونية وانحاز لهم فريق من شيوخ السلاطين وعلى رأسهم القرضاوي سيء الصيت والسمعة وخادم الغرب المطيع ، وطابور من المثقفين من اليمين واليسار ينظرون خدمة للعدو ولجيوبهم ...إن الغميضة تكاد تكون شاملة لولا فريق يقبض على الجمر .

من هو بيرس أمير المؤمنين الجديد وحامل راية الدول العربية " الإسلامية "؟:

 . ولد في بولندا في عام 1923. هاجر إلى إسرائيل في عام 1934 حيث درس في المدرسة "جئولاه" في تل أبيب, وفي المدرسة الزراعية في بن شيمن. وفي عام 1940 كان أحد مؤسسي الكيبوتس "ألوموت" وأنتخب لمنصب سكرتير حركة الشباب العامل والمتعلم " أي هو مستوطن قادم من بولندا من الأشكناز.

كان أحد قادة الهاجناة وشارك في ارتكاب عمليت التهجير والقتل والمذابح التي وجهت للفلسطينيين

 هو أبو المفاعل النووي الإسرائيلي بالتعاون مع فرنسا عدوة الأمة العربية

 وهوة كذلك الذي ساهم في تنظيم صفقة تسليح الجيش الإسرائيلي عشية حرب 1967 ، حيث بالسلاح الفرنسي والخبراء العسكريين والأمنيين الفرنسيين هزمت الجيوش العربية وتم احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة .

في فتراته كوزير للدفاع قاد عددا من المذابح مثل عملية قانا " وتمثلت الوحشية الإسرائيلية في أعنف صورها عندما قصفت القوات الإسرائيلية ملجأ للأمم المتحدة بقانا في الجنوب اللبناني يؤوي مدنيين أكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن مما أسفر عن مقتل العشرات.

 "منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2007، قام بيريز بفرض حصار على مليون ونصف مواطن فلسطيني في قطاع غزة، مما جعل المواطنين في غزة يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة، وتستمر معاناتهم هذه حتى يومنا هذا مع استمرار الحصار. وفي نهاية عام 2008 شن الكيان الصهويني بقيادة بيريز حربا شعواء على القطاع راح ضحيتها أكثر من 1412 قتيل، و 5400 جريح وتم تشريد المئات من العائلات، وتدمير عشرات المساجد والمنازل والمنشئات.

وقد شغل مناصب عديدة ابتداء من نائب مدير عام وزارة الدفاع وعدد منىة الوزارات بما فيها رئاسة الحكومة وهو اليوم رئيس الدولة العنصري الغاشمة .

بيرس هذا أعلن أنه لا يعادير" العرب" بل أنه لم يضع" العرب" في خانة الأعداء وتعهد بالدفاع عنهم وساهم ويساهم في إثارة نعرة العداء ضد إيران ويصطف مع تيارات السنة التي تؤجج مثل هذا العداء الطائفي خدمة لذات السياسة .

 

 

 

اخر الأخبار