• الخميس 18 ابريل 2024
  • السنة السابعة عشر
  • En
تنويه أمد
يوم 17 أبريل 2007، انطلق "أمد للإعلام"، كضوء جديد نحو رسالة جديدة، موقع حمل منذ الانطلاقة شعار "الاختلاف حق" و"العداء مرفوض"، كان له ثمن كبير..لن ينكسر فـ"أمد للإعلام" وجد ليبقى وينتصر برسالته .

تحالف المصالح.. لا تناقض المسارات..

تابعنا على:   10:07 2013-12-16

يوسف الكويليت

أمريكا عريقة في مصافحة ومصالحة الأعداء، فمن الفريق لكرة الطاولة الذي زار أمريكا بدأت زيارة كيسنجر للصين بما سمي بدبلوماسية «البونج بونج» وقد جلس مندوبها مع الوفد الفيتنامي لإنهاء الحرب وقبلت بالحوار مع طالبان أفغانستان، وسلمت أن الحلول مع إيران ليست بالتهديد بالحرب بل المفاوضات، والتي أثارت حفيظة المتشددين الإيرانيين، وفي الجانب الآخر غلاة أمريكا من الصقور، بينما الدول العربية استنكرت ولكنها رضيت ببعض التطمينات، ولن نفاجأ أن يتم تبادل السفراء بين طهران وتل أبيب في أي لحظة بناء على وساطة أمريكية..

صافح الرئيس أوباما رئيس الجمهورية الكوبية (راؤول كاسترو) ونفس الشيء أثار فضول واستنكار فئات أمريكية، ويبدو أن أوباما قرأ من خلال الفترتين الأولى والثانية لرئاسته أن العداوات التي صنعتها مراحل الحرب الباردة، والقطب الواحد، والقوى المتمردة، لا تحل بالقوة العسكرية لأن النتائج جاءت مكلفة ومعاكسة، بل ضاعفت الخسائر المادية والبشرية ووضعت بلده في موقع العدو المكروه من العالم..

الأسلوب الدبلوماسي، بوجود القوة العسكرية والاقتصادية، مطلوب خاصة في مرحلة نشوء قوى كبرى جديدة تدخل حلبة الصراعات بتوجهات وفلسفات مختلفة، ولذلك فالحوار المسنود بالقوة قد يكون الوسيلة للدولة الكبرى، ولذلك سنرى سياسة أخرى مع أوباما الذي يعتبره الكثير من الاستراتيجيين يؤسس لمدرسة جديدة مختلفة عن فكرة القوة القاهرة، للقوة المدعومة بفكر جديد يراعي في كل الأحوال المصلحة العليا للدولة التي بدأت تشعر أنها ليست المهيمن المطلق على العالم بوجود ظروف داخلية خانقة وتبدو للحلفاء والأنصار بحيث لم تعد الطاعة للولي القوي قائمة، وهنا كان لابد من تغيير هيكل السياسة كلها والإبقاء على الدائرة المتحالفة معها بمعنى أن تتحول كتلة دول أمريكا الشمالية مع أوروبا ودول «آسيان» قوة طوق على الصين أولاً، ثم التحكم بمسار الاقتصادات العالمية الأخرى وحتى بروز هذه الأهداف، فإن أوروبا وأمريكا الواقعتين تحت ضغط مالي واقتصادي، قد لا يتناسب وحالة الاقتصاد الآسيوي الذي يتطلع أن يكون الوريث القادم لاحتكارات القرون الماضية، وحتى خلق حصار حول الصين تجاوزته الظروف بأن أصبحت خارج أسوارها القديمة بانفجار صادراتها واستثماراتها لكل بقاع العالم، ثم إن معظم الدول الملاصقة لها تنتمي لجذورها وتاريخها، وليس من مصلحتها أن تتحول إلى حليف خارج دائرة جغرافيتها..

قطعاً هناك عدة دول مهمة في آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية والكواكب الأخرى، ترى في أمريكا سوقها وحصيلة بناء اقتصادها، لكن الظروف بدأت تتغير، حيث إن وجود كوريا الشمالية المدعومة من الصين وبلا تحفظ في خاصرة معظم دول جنوب شرق آسيا صارت وسيلة الدعم لسياسات الصين وما تجريه من مساومات، ثم إن روسيا التي ظلت خارج هذه التحالفات تتطلع إلى ثرواتها دول آسيا كلها وحتى أوروبا، مما يعني دخول لاعب آخر نسخ جلد الشيوعية إلى الرأسمالية، ولا يمكن وضع بلد بحجم وقوة روسيا العسكرية وبنيتها العلمية وثرواتها البكر، خارج لعبة الكبار..

عموماً من ينتظر من أمريكا أنها الحليف ومركز الثقل في أمنه واستقراره، يجب أن يعرف أن البوصلة بدأت تتجه إلى آفاق أخرى، وأن الدبلوماسية المرنة والخشنة، هما وسيلة التعاطي والتعامل، طالما الأكتاف بدأت تتزاحم على مراكز القوة الشاغرة..

 عن صحيفة "الرياض" السعودية

اخر الأخبار