سقط برافر، ولم يسقط الإنقسام

تابعنا على:   21:53 2013-12-12

ضياء عبد العزيز

لقد سقط مخطط برافر الصهيوني الهادف إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين في النقب المحتل، سقط بصمود المواطنين هناك ووقفة الشرفاء والأحرار معهم، كل ذلك أدى لتراجع الإحتلال عن تنفيذ هذا المخطط التهجيري العنصري، ولكن السؤال الذي يبقى بالأذهان ماذا فعل المسؤولون حيال هذا الأمر ؟، بالتاكيد لا شيء فهم كانوا كالأنعام بل أضل سبيلاً، كانوا أشبه بأصنام لا تسمع ولا ترى، فسقوط هذا المخطط يؤكد على المرتكز الشعبي والمقاوم في نيل حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبه، ويدحض كل طرق المفاوضات والحلول الأمنية والإقتصادية المرحلية التي يسعى إليها أطراف التفاوض.

ما حصل من سقوط هذا المخطط يؤكد على قوة الخيار الشعبي في فرض نفسه على جميع الأطراف، حتى الإحتلال الإسرائيلي، فإرادة الشعوب سلاح هامٌ يجب أن يستخدم في الإتجاه الصحيح دوماً، ولا بد أن يوجه إلى المصالح العليا لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية التي أصابها الوهن خلال الفترة الأخيرة بسبب كثيرٍ من العوامل، ولعلي أميل إلى "الإنقسام الفلسطيني" الذي أعتبره سبباً رئيسياً لغياب القضية عن سلم أولويات الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي بأكمله.

سقط برافر خلال عامان تقريباً بإرادة هذا الشعب، ولم يسقط الإنقسام الفلسطيني منذ سبعة أعوام وما زال مستمراً.

هل أصبح تعنت الأطراف السياسية يفوق عنجهية الإحتلال في تصرفاته الإرهابية بحق شعب فلسطين، وهل عجزت إرادة شعبنا عن كسر عصا الإنقسام منذ تلك الأعوام الطويلة، كل الملفات تتحرك حتى المفاوضات العبثية مع الإحتلال، إلا ملف الإنقسام أصابه الشلل والجمود.

سلطة رام الله ذهبت لحوار الإحتلال وأهملت حوار شعبها، وسلطة غزة يموت الشعب أمامها يومياً قهراً وفقراً وكأن الأمر لا يعنيها، حقاً لقد وقع أهل غزة ضحية أطماع الأطراف السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أهل غزة هم من أصابهم الحظ الوافر من العذاب والشقاء بسبب هذا الإنقسام الجغرافي والسياسي بين شقي الوطن.

أعتقد أن إرادة الشعب الفلسطيني إن لم تقدر على كسر الإنقسام ستكون علامة فارقة في تاريخة النضالي، هذا الشعب الذي أبدع في تقديم التضحيات وكسر شوكة الإحتلال على مدار سنوات طويلة، قد أصابه العجز أمام مشاكلة الداخلية، لقد عالج شعبنا الفلسطيني كل أزماته الخارجية والدولية ووقف عاجزاً أمام مستقبله الداخلي !.

لا ألوم الشعب فقط، إنني أعلم أن مسؤولية هذه الحالة المخزية تقع على عاتق المسؤولين والأطراف السياسية التي باتت تمارس سياسية الإستغفال لشعبها، تلك قيادة لا تستحق هذا اللقب، فأولى بها أن تترك دفة الحكم وتعطي مجالاُ للأجدر بالقيادة، قيادة في الضفة لا تقدر على حماية مواطنيها من أدني اعتداءات المستوطنين اليومية، وقيادة في غزة لا تستطيع أن توفر أدني مقومات العيش البسيط لمواطنيها، تلك قيادتان قد حقت عليهما صفة الفشل بامتياز.

برأيي أن حل العقدة بيدِ الشعب الفلسطيني، يجب أن تلفظ إرادة الشعب تلك القيادات الضعيفة الواهنة التي أساءت لشعبها وقضيتها كثيراً، كل فرد منا مسؤول عن قول كلمة الحق، الوطني والإسلامي والصحفي والكاتب والعامل، كلٌ يجب أن يعمل بمكانه لفرض إرادة هذا الشعب على تلك القيادة، فإما أن نكون شعباً واحداً بقيادةٍ واحدة، وإما ألا نكونَ جميعاً.

 

 

اخر الأخبار