هل تخجل قيادتنا ؟

تابعنا على:   16:54 2013-12-12

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

سؤال يطرحه الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني نتيجة للحالة الهلامية التي يعيشها شعبنا في كل مواقع تواجده سواء كان في الوطن او خارج الوطن ,نعم هناك تفاوت في المصائب والهموم والكوارث والموت ولكن في النهاية حالة ضبابية يعجز الشعب وتفهمها وعلى القدرة على تحديد أهدافه ,فهل هذا مطلوب في هذه المرحلة ؟

 هل مطلوب من شعبنا اليوم تغير اولوياته واستراجياته من أولويات وطنية عامة وشامله تخص الشعب والامة الى اولويات حياتية يومية؟

 وما المطلوب الوصول اليه ؟وما حجم التفريط الذي يريده من يدفع شعبنا الى هذا النفق؟

 وهل كل من هم في موقع القيادة لهذا الشعب لهم أدوار مرسومة وكلن يمارس الدور المطلوب منه بالشكل المقبول حزبيا الى حد يظهر في النهاية ان جميع هؤلاء قادة عظام والشعب وحاجاته هو من دفعهم الى هذا الفعل الشيطاني من أجل مصالح الشعب !

لماذا حالة الانسياب لكل تلك الهموم لتقع على رؤوس المواطنين دون أن يجدوا ألا التضامن اللفظي مع الشعب ,فلا يجب أن نؤمن بأن هؤلاء القادة يعيشون ما يعيش الشعب من هموم .؟

 لماذا كل هذا التركيز على غزة ,والعمل المتواصل من أجل تركيع شعبها ,ولا بل العمل من قبل البعض على سلخها من المشروع الوطني ,من خلال ايجاد أدارة لها تكون قابلة بان تحفظ أمن المحتل مقابل المعيشة اليومية للمواطن والحفاظ على مصالح مجموعة معينة ,والاكتفاء بالشعارات الرنانة وكأن قضيتنا تكمن في الماء والكهرباء والغاز والرواتب والرتب والانفاق والسلب والنهب .

لقد أشبعت غزة غزلا من قبل القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس عباس بأن غزة جزءا من المشروع الوطني لان غزة حقا بدأ منها المشروع الوطني فهي منها كانت السلطة الوطنية ومنها انطلقت الانتفاضتين المباركتين ومنها كانت الطلقة الاولى وفيها عش الدبابير الذي ينغص على الاستعمار حياته وتتحطم على صخرة غزة كل المشاريع الهادفة الى أضاعت القضية ومحوها من الخارطة الدولية.

أن ما أقدمت عليه أخيرا حكومة الحمد الله من تقليص رواتب موظفين السلطة القاطنين في غزة له أجراء لا يبعد كثيرا عن تلك المشاريع المشبوهة ,وأتباع هذا الاجراء بتلك التسريبات التي تنشرها بعض الصحف الاوربية حول عملية تقليص وقطع رواتب موظفين غزة يصب في نفس الاهداف ,كما أن قطع خطوط الكهرباء القادمة من مصر هو لا يبعد كثيرا عن هذا المنهج ,وكذألك الامتناع عن استيراد السولار الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء والتضيق على الناس في كل مناحي حياتهم لا يبعد عن هذه المخططات قيد أنملة .

أن من يعتقد من قبل القيادة الفلسطينية بغض النظر عن موقع تواجدها بأن المطلوب منه هو سرد المبررات للحالة التي نعيشها دون الاتيان بالحلول الشفافية يكفي فهذا عاجز وواهم بأن تلك البضاعة يشتري منها شعبنا ,

فنحن لم ننتخب أحدا من هؤلاء لكي يرسم نفسه على جماهيرنا ولكي يعطينا وصفات شعبية لصبر والثبات ويكون هو يحيا عيشة كلها ثبات ونبات ,فمن يريد أن يبيع شعبنا الزهد يجب أن يكون هو الزاهد الاول ,كما علمنا الخليفة العادل حينما وضع حجرين على بنطه قبل ان يطلب من الجماهير وضع حجر واحد .

أن شعبنا لا يرفض الصبر والصمود ولا يرفض استراتيجيات مقاومه ولا اقتصاد مقاوم ولا حياة مقاومة ,بل يرفض الخضوع والخنوع والاستسلام ,يرفض التفريط بالقواسم المشتركة التي تم التوافق عليها في القاهرة ,كما يرفض أن تكون له دولة على أقل من حدود 67م وعاصمتها القدس خالية من الاستيطان والاحتلال ,والتوافق على حل قضية اللاجئين وفق القرارات الدولية ,جدون هذا المجمع عليه وطنيا يرفض شعبنا ولا يساوم على هذا بأي حال من الاحوال ولا يقبل أن تكون قيادة الشعب الفلسطيني هي الاداة التي تلوي ذاع شعبنا من خلال التضييق عليه .

لذا السؤال اليوم وبعد كل تلك الظروف التي يعيشها شعبنا وخاصة في غزة والضفة ومخيمات اللجوء في سوريا ولبنان ,ما المانع من قيام الرئيس عباس بخطوة جريئة وقوية من خلال القدوم الى غزة ,هو وحكومته الشرعية والتوافق مع الاستاذ اسماعيل هنية على ادارة وطنية تتشكل من قبل مجموعة من الشخصيات الوطنية الفاعلة من أجل مواجهة كل الاخطار التي تحيط بالقضية والشعب .

فلا يمكن أن يكون هناك اتفاقات مع إسرائيل بمعزل عن غزة وبمعزل عن حركة حماس التي هي جزءا أصيلا من نسيج المجتمع الفلسطيني .

وهنا لا أعتقد كمواطن أعيش في غزة بأن حكومة غزة وقيادة حماس في غزة اليوم في وارد الحديث عن الكماليات الوطنية ,لان الظروف التي وصلت أليها غزة لا تعطي مجالا كثيرا للمناورة ,كما انها يجب ان لا توهم البعض بأن ساعة رفع الراية البيضاء قد اقتربت ,ولكن بكل تأكيد تعطي اشارات بأن ساعة الانفجار قد تقترب وبكل تأكيد لن يكون الانفجار ألا في وجه المحتل وكل من ترى الجماهير الفلسطينية بأنه بات أداة من ادوات الاستعمار ,من خلال الاكتفاء بالشعارات والبيانات والتصريحات ,

فهل تخجل القيادات الفلسطينية وتتحرك قبل فوات الاوان ؟؟؟

 

اخر الأخبار