
البحث عن طفل مفقود منذ ستة أيام في غزة

أمد/ غزة- عبدالهادي مسلم : لم يكن يعلم المواطن محمد الصوص أن نجله أحمد الذي لم يتجاوز 12 عاما الذي اصطحبه معه لكي يساعده في جمع ما تبقى من مواد بلاستيكية وخردة حديد من مكب النفايات في منطقة جحر الديك إلى الشمال من مخيم البريج أن يصبح مصيره مجهولا بعد مرور ستة أيام على اختفائه
المواطن الصوص الذي يعاني من غول البطالة منذ سنوات ويعيل أسرة مكونة من عدة أفراد جلهم من الأطفال لم يجد فرصة عمل أو ومصدر رزق إلا في جمع الخردة والبلاستيك في ظل تفاقم الوضع المعيشي في قطاع غزة نتيجة الأغلاق والحصار ومنع دخول المواد الخام وأزمتي الكهرباء والغاز وذلك بهدف توفير أبسط المتطلبات الأساسية لأفراد أسرته ويبعدهم عن مد اليد والعطف وطلب المساعدة من الآخرين
الطفل أحمد الذي كان يرتدي جاكيت أسود مع طاقية و بنطلون رياضي أحمر رافق والده ليلة عصر الخميس الموافق 5-12 لكي يساعده في عملية الجمع والتحميل من مكب النفايات في منطقة حجر الديك كان من المفترض بدلا من أن يعمل في هذه المهنة القاسية أن يتمتع بطفولته البريئة واللعب مع أصدقائه لكن قسوة الحياة وشطف العيش أجبرته على ذلك
الطفل أحمد الذي يتصف ببشرته القمحية وجسمه نحيف كان لا يبعد إلا عدة أمتار عن والده أتناء عملية الجمع وكانت تحيط به عدد من الشاحنات المحملة بالنفايات التي تقوم بكب حمولتها في جزء من الموقع وتتولى الجرافات نقلها إلى موقع أخر قريب وتكدسه على هيئة وشكل تلال عالية حتى لا تأخذ حيزا من المكان المخصص والذي لا يبعد عن الحدود الشرقية مع الاحتلال أكثر من 400 متر
وبالرغم من حذر الوالد ومراقبته لنجله خوفا أن يحدث له مكروها من هذه الشاحنات التي تصل إلى المكب بين الفينة والأخرى إلا أنه وفجأة اختفى كما يقول موضحا أن نجله ليست المرة الأولى التي يرافقه معه في هذا العمل و أنه يعرف المكان جيدا ويأخذ حذره بأستمرار من حركة الشاحنات والجرافات لكن في هذه المرة لم أعرف ماذا حدث له متسائلا "هل الشاحنات دفنته بحمولتها أم الجرافات جرفته ورمته فوق تلة من تلال النفايات المكدسة أم اختطف أم أم--- ؟؟
ويضيف والد الطفل الصوص الذي يوميا ومنذ الصباح يتوجه إلى المكب للبحث عن فلذة كبده أنا في حيرة من أمري هل الأرض شقته وابتلعته !!وبنوع من الألم وتأنيب الضمير على موافقته لطفله أن يرافقه معه قال : اعتقدت في البداية أن الطفل يلعب في المكان أو ذهب لقضاء حاجته وعاد إلى البيت ولكن بدون جدوى وزاد : لقد فتشت في كل مكان من الموقع حتى ساعات متأخرة من الليل بالرغم من الخوف والخطر المسيطر عليه بفعل مراقبة الاحتلال وإطلاقهم الرصاص والقذائف باستمرار فيه ولكن مكانك سر .
ولم يخف المواطن الصوص شعوره بالقلق المتزايد على مصير ابنه لدرجة أنه ونتيجة الحزن المسيطر عليه لا يأكل إلا قليلا موضحا أنه قدم بلاغا لدى الشرطة لتحقق في الحادثة وتكشف لغز اختفائه مشيرا إلى أنه مرت عدة أيام على وقوع الحادثة دون بارقة أمل في العثور عليه
وأشار والد الطفل وعلامات القلق والخوف تبدو على وجه خوفا على مصير نجله إلى أنه أخبر الشرطة انه لحظة تواجده في منطقة مكب النفايات في جحر الديك رأى شابين عمرهما في حدود العشرين عاما يحومان في المنطقة مفترضا أن يكونا قد خطفا الطفل
وانتقد والد الطفل العديد من الجهات التي لم يسمها بسبب تقاعسها في عملية البحث عن ابنه وإرسال جرافات إلى المكان لتساعد في العملية مستثنيا من ذلك وزارة الأشغال التي قامت مشكورة بإرسال جرافة لتبحث في المكان لعلها تعثر على طفلي
وتجد والد الطفل الصوص دائما شارد الذهن يفكر في مصير طفله لكنه في نفس الوقت مؤمن بقضاء الله ويقول في أسوأ الظروف ربما يكون طفلي قد دفن أو اختطف أو قتل فلا بد من أن أعثر على جثته لكي أدفنها وأفتح له بيت عزاء ومن ثم يهدأ بالي !!!
وأكد والد الطفل البسيط الذي بالرغم من صغر سنه إلا أن تقاسيم وجهه و المعاناة التي يعانيها وهموم الحياة توحي أنه رجل كبير السن أنه لا يوجد لديه أعداء أو مشاكل مع أي أحد ا لكل يحبه ويحترمه ويقدره وأنه دائما يبحث عن رزقة عياله لكي يصرف عليهم في هذه الظروف الصعبة
وناشد والد الطفل المختفي كل مواطن لديه معلومات عن الطفل أن يقدمها للشرطة التي طالبها بزيادة البحث والتحري لكشف ملابسات القضية والعثور على الطفل سواء كان ميتا أو حيا داعيا كل من يجد الطفل أن يتصل على رقم الجوال 9636429