مخطط الإخوان!

تابعنا على:   09:29 2013-12-08

محمد سلماوي

إذا صح تقرير الطب الشرعى بأن الخرطوش عيار 4 مللى، الذى استشهد طالب الهندسة محمد رضا بثلاث طلقات منه، فإن ذلك يحمل معانى غاية فى الخطورة ينبغى أن نتنبه إليها، وهو أن هناك طرفاً ثالثاً ارتكب هذه الجريمة الشنعاء بغرض الإيقاع بين الطلبة وقوات الأمن، كى تتحول المواجهة الحالية من مواجهة بين الدولة والإخوان إلى مواجهة للدولة مع شباب مصر وطلبتها.
ولما كان الطرف الثالث، طوال السنوات الثلاث الماضية، قد انكشف أمره من موقعة الجمل إلى أحداث الاتحادية فإن أصابع الاتهام تشير مباشرة إلى تنظيم الإخوان، صاحب المصلحة الأولى فى كسر الحصار المفروض الآن على جماعته، باعتبارها الطرف الوحيد رافض الاعتراف بالإرادة الجماهيرية التى تجلت يوم 30 يونيو، ومن ثم الطرف الوحيد المعارض للوضع القائم الذى نتج عن أحداث ذلك اليوم.
إن العمل على افتعال مواجهة بين طلبة الجامعة والدولة إنما يضم لصفوف الإخوان طرفاً مهماً لا يمكن أن يدخل فى مواجهة مع الدولة دون أن يلقى بظلال من الشك على شرعية الدولة ذاتها، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون أى دولة شرعية فى حالة تناقض مع شباب البلاد من طلبة الجامعات.
إن مقتل أحد الطلبة أمام زملائه داخل أسوار كلية الهندسة لابد أن يثير حميتهم، إن كانوا بشراً، ولابد أن يجعلهم على استعداد للانصياع وراء كل دعاوى الثأر لروحه الطاهرة، سواء اتخذ ذلك شكل الإضراب العام أو قطع الطريق أمام الجامعة أو غير ذلك، وهذا يحول انتباه قوات الأمن والرأى العام من مواجهة مظاهرات الإخوان، التى لا تلقى قبولاً جماهيرياً، والتصدى لأعمالهم الإرهابية، إلى مواجهة خطيرة بين هذه القوات وطلبة الجامعة الثائرين لمقتل زميل لهم غدراً وعدوانا، وخطورة هذه المواجهة هى أنها لن تنحصر فى الطلبة وحدهم، وإنما ستمتد حتماً لتشمل قطاعات أخرى من المجتمع لن تقبل بمثل هذه المواجهة من الطلبة الذين هم أبناؤها.
إن الحكومة بحاجة ماسة إلى مراجعة دقيقة للنفس، لتحديد ما إذا كان لها دور فى هذا المخطط دون أن تدرى، فلا يكفى على الإطلاق أن تقول الداخلية إنها لا تستخدم نوعية الخرطوش الذى استشهد به محمد رضا، وإنما عليها أن تكشف لنا عمن يستخدمونه، وتشرح لنا كيف اندس هؤلاء فى المظاهرات فى غيبة من أجهزة الأمن التى تتحمل المسؤولية فى هذا الموضوع، وتلك كلها معلومات كان ينبغى أن تكون حاضرة فى اليوم التالى مباشرة للواقعة، ولا تنتظر تحقيقات روتينية تستغرق أسابيع طوالاً، ولا تكون لها أى فائدة بعد نجاح المخطط وإحداث الوقيعة.
عن المصري اليوم

اخر الأخبار