التواصل مع المجتمع الاسرائيلي هل هو اولوية فلسطينية

تابعنا على:   18:21 2015-05-31

نضال عامر

 ان ما تحقق كنتيجة لفعل ومثابرة لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي بقيادة رئيسها العنيد عضو مركزية فتح محمد المدني ، انجاز يستحق الاشادة ، رغم العديد من المعوقات الموضوعية ، التي تشكل عوامل شد خلفية ومعاكسة لارادة ورغبة القيادة الفلسطينية في هذا الاطار ، نعم هذا الانجاز غير مرئي ، لكنه محسوس من خلال الغضب الاسرائيلي الرسمي ، وامتعاضه الشديد امام عجزه عن وقفه .

ولا يخفى على احد ان السلطات الاسرائيلية التي ترقب هذا العمل وتتوجس خيفة من اثاره السياسية ، ترى فيها محاولة انزال خلفية للعمل خلف الخطوط ، ولا تركن لنية القيادة الفلسطينية ، التي تأمل في دعم وتوسيع مؤيدي السلام في المجتمع الاسرائيلي وصولا الى تحقيق الحل المطلوب والمعلن رسميا من قبل الكل الفلسطيني بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل الارض المحتلة عام 1967 .

وفي هذا الاطار تحاول السلطات الاسرائيلية التشويش على عمل لجنة التواصل بالدفع ببعض اللقاءات ونشاطات بوسائلها المختلفة علها تحرفها عن برنامجها الاساس الى مسارات اخرى تخدم اجندتهم و تهدر الوقت والجهد لفريق التواصل اضافة الى محاولة استقراء ما بين السطور في عمل اللجنة ومحاولة التصيد لخطا هنا او هناك لاظهار لجنة التواصل وكانها لجنة ليست ذات صلة ، ان لم تكن معادية ، وليس خافيا ان اجواء اليمين المسيطر على المجتمع الاسرائيلي وتلكؤ اليسار وجبنه وتقوقعه خلف المد العاطفي للمجتمع الاسرائيلي المستسلم تماما لاكاذيب وغوغائية اليمين الاسرائيلي القائم على التخويف والترهيب من كل ماهو

 فلسطيني على مختلف المستويات .

وامام وعي ويقظة فريق لجنة التواصل وقيادتها التي لم تخطيء الهدف منذ انطلاقها استطاعت افشال جميع هذه المحاولات .

لجنة التواصل مبادرة فلسطينية تعبر عن توجهات القيادة الفلسطينية وتحظى باهتمام ورعاية الرئيس محمود عباس ابومازن بشكل خاص ، تشكل مبادرة جريئة ومحاولة تطمين سياسية هامة لكل فئات المجتمع الاسرائيلي بخطابها الواضح والصريح بان تعالوا نصنع السلام وتعالوا نعيش على هذه الارض معا ونتشارك في كل مناحي الحياة متطلعين بامل للمستقبل، حيث يعيش اطفالنا واطفالكم بسلام وطمأنينة وننهي العداء والضغينة ، بل اكثر من ذلك سنبني لكم جسرا مع العالم العربي والاسلامي لتكونوا جزءا من فسيفساء الشرق ، بكل تجلياته ، فقط المطلوب ان اعيدوا الاعتبار

 لمبادرة السلام العربية واخرجوها من الثلاجة التي وضعها فيها نتنياهو ومن لف لفه من مهووسي اليمين .

كما لا يخفى على احد ان هناك قوى شد عكسية في الاوساط الفلسطنية تشكك ولا ترغب لهذا المشروع بالنجاح وهذا شيء مبرر ومفهوم في ظل ممارسات الاحتلال وتطرف المجتمع الاسرائيلي المعبر عنه بصندوق الانتخابات ، معللين عدم جدوى هذا العمل وعبثيته امام الواقع المعاش على الارض خاصة الهجوم الاستيطاني الذي التهم الاراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية العتيدة وسيطرة قيادات المستوطنين على مفاصل الحكومة الاسرائيلية وتحكمهم بتوجهاتها فيما يتعلق بالعلاقة مع الفلسطينين رسميا وشعبيا .

لجنة التواصل قامت وتقوم بجهد كبير ومهم للتاثير على الساحة الاسرائيلية وما يشجع على صواب توجهها عاملين الاول هو وجود عدد غير قليل من النخب الاسرائيلية من مثقفين واكاديميين وخبراء اقتصاديين وعسكريين واعلاميين وقادة الحراك الاجتماعي والشبابي ومتدينين وتوقهم لانجاح مشروع السلام القائم على اساس حل الدولتين ، مدركين ان هذا المشروع يخدم المجتمع الاسرائيلي ومستقبل اسرائيل تماما كما يخدم الفلسطينيين ويحقق طموحكم بالحرية والاستقلال . رغم تبعثر هذه القوى وعدم فعاليتها امام المد اليميني .

والعامل الثاني هو اخلاص وجدية الرئيس ابومازن في توجهاته السلمية وتمسكه بكل ادوات العمل في هذا الاتجاه وفي مقدمتها لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي وفريقها الذي يضم نخبة من الشخصيات الوطنية التي تؤمن بمشروع السلام وحتمية نجاحه رغم كل الظروف .

اخر الأخبار