رجلٌ قابل للحب( هند جودة)

تابعنا على:   03:15 2015-05-29

(1)

 

يتثاءب في كسل

يمرر أصابعه في شعره

ويحكّ خده بإخلاص لعادته تلك التي بلا معنى!

يقوم إلى الماء متثاقلا"

يتخلص من بقايا النوم

ويقابل ذاته في المرآة

 

وجهٌ قابلٌ للقسمة

يفضل البقاء أمرداً

جاهز ٌللشمس التي بدأت تشتعل

يعرف كيف تكون رائحة الصباح في أول الصيف!

 

ينهي تصفيف شعره

يضع حاجزا من العطر الكثيف بينه والعالم

يحاصر قدميه بحذائه اللامع

ويمتع اﻷرض

والسلالم بخطواته الخفيفة

 

رجلٌ بلا اسم

تعرف اﻷرض رائحته

وتحفظ اﻷشجار تسلق طفولته البعيدة

لم يكن يؤذي الورد والعصافير ولا دجاج الحظائر

أو القطط المشردة!

 

كان يتحسّسُ لون البحر

ويعد ّنوارسه

ما فاض من غيمه

وما غاب من مراكبه

كمختص يراقب لوظيفة غامضة!

 

لم يكن يمل قذف الحصى والأصداف في الماء المتقلب

وكانت أعماقه تهتز في نشوة لا تنطفيء كلما عاش لحظاته مشدوداً إلى طائرةٍ ورقية حملت ألوان علم البلاد في كل صيف بعيد !

 

رجل يقترب من حدود البلاغة ولا يطؤها

يتبعه ظله دون قصد

وكذلك عيون النساء

رجلٌ قابل للحب !

اخر الأخبار