المطر عادة يكشف فساد المشاريع سواء ان كانت بأرصفة الطرقات ام إمدادات الصرف الصحي، ولكن ان تكتشف فشل ذريع وخطير جدا أقدم علية القائمون علي مشروع المنحة القطرية (قطر الخيرية) والتي تتمثل في إصلاح منازل الصيادين في أول اختبار حقيقي، حيث فوجئ سكان بعض المنازل التي تم إصلاحها وترميمها خلال هطول الأمطار المتوسطة التي هطلت على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، بتسرب المياه من أسطح الباطون و مع لمبات الإضاءة الخاصة، دليل واضح علي فشل جميع مشاريع "قطر الخرية والقائمون عليها".

فضيحة المشروع ، وثقه المواطنون بالمنحة القطرية والقائمون عليها، كشفت سوء التنفيذ والحاجة إلى تحقيق عاجل وفتح ملفات تكشف مسببات الفشل السريع للمنازل والذي كلف خزانة قطر ملايين الدولارات.

كثيرٌ من المواطنين انتقدوا "فضيحة المشاريع القطرية بغزة"، مطالبين الجهات الرقابية بالشروع في التحقيق فيما حدث واتخاذ ما يلزم للتعامل مع الكارثة التي حلت بالمستفيدين من السكان وضمان عدم تكرارها في الأجزاء الأخرى من المشروع والمشاريع بشكلٍ عام ، لكي لا تتكرر هذه الكارثة من جراء فشل المشاريع والفساد الذي يحيط بتلك المشاريع.

يبدو أن المسئولين لا يتعظون من الأخطاء، فدائماً لا تبدأ الحلول إن وجدت طبعاً إلا بعد وقوع الفأس بالرأس فعندما يبدأ هلاك الناس و ممتلكاتهم جراء سوء العمل أو انعدامه التام في أحيان أخرى يتحركون على طريقة الفزعة ليضعوا حلول وقتية مضحكة تثبت أن المواطن لا يعني لهم شيئاً أو يلتزموا الصمت كأن الأمر لا يعنيهم، لذلك أصبح البعض من المواطنين لا يفرح بنزول المطر الذي كان الجميع يفرح بنزوله، والمشاريع التي من المفترض أنها تكون مأمن للمواطن الفقير تبخرت, مشاريع ( قطر الخيرية) في قطاع غزة لن ترى النور لأنها حبر على ورق فقط، ووضع في خريطة سجلاتهم على أنها نفّذت بمعنى أدق أن المشروع وهمي و هذه نتيجة الفساد المستشري و المزمن في النهاية الضحية كالعادة المواطن المغلوب على أمره .