يوم في ضيافة الأمن الوطني الفلسطيني .. تضحية ... شجاعة ... عطاء

تابعنا على:   12:57 2015-05-25

حسني شيلو

الأمن الوطني بيتكم ،وهذا الجيش جيشكم ، وطننا واحد،ونحن شركاء ، وفلسطين لا أحد يزاود عليها ، بهذه الكلمات عبر الأمن الوطني الفلسطيني ، مصنع الرجال حماة الديار عن حبهم لابناء شعبهم من مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية ، أثناء استقبالهم لمخيم التعايش .

لم استطع مغادرة معسكر النويعمة رغم أنني لست مشاركا في مخيم التعايش ولكن ذهبت لاعطاء محاضرة في الاعلام لا تتجاوز مدتها الساعة ، الذي نظمته جبهة النضال لكادرها ، وحمل اسم القائد المؤسس د. سمير غوشة ، بل دفعني جمال واناقة وانضباط والتزام المدربين والمشرفين والمتعايشين أن امضي يوما كاملا  بل دفعتني الغيرة ، أن اطلب لباس الأمن الوطني واكون بين رفاقي جنديا أتلقى التعليمات الصارمة من المدرب شعلة معسكر النويعمة محمد جرادات، ورفيقه الخلوق سالم وثالثهم الهدار، بين صيحات هذا الثلاثي  "على التبديل اشد على التبديل أحسن" و "طوح طوح فش تروح " ، " وراحات واستعد واسترح " بصوت العسكري القوي الذي تشعر معه بحب الوطن وقابلية التضحية بالروح لأجل فلسطين ، بالبدلة العسكرية شعور اخر يدفعك نحو التفكير بقدسية هذه المؤسسة الامنية التي بنيت بتضحيات الشهداء واهات الاسرى ، امضيت يومي كاملا فقد كان اجمل الايام .

ما أن انتهت محاضرة الاعلام التي قدمتها للرفيقات والرفاق ، وفي دقائق معدودة كانوا خارج القاعة ، منتظمين وفي شمس أريحا الحارقة في طوابير ، مستعدين لعمل أخر ، وضعوا دفاترهم واقلامهم جانبا ، وبدأت مسيرة التدريب المشحونة بالتعب والصبر والمجهود البدني والنفسي و بحب الوطن الذي دفعهم نحو الإصرار على مواصلة التدريب، استعدادا لجولة ميدانية ، ركبوا سيارات الأمن الوطني متجهين نحو تدريب اخر ، كان قويا يحتاج إلى قلوب شجاعة وارادة وعزيمة ، فحط بهم الرحال في وحدة تدريب الكلاب وهنا تشعر بالفخر والاعتزاز بسبب مهارة أفراد هذه الوحدة بالتعامل مع الكلاب وحساسيتها الشديدة وتنفيذ المهام المطلوبة منها، فاستعدوا لخوض التجربة وتمت بنجاح .

استعد البواسل مرة أخرى وبصف عسكري يليق بهيبة البدلة والعلم الفلسطيني الذي يتوسطها نحو مخاطرة أخرى كانت لتعليمهم كيف يحرص رجل الأمن الوطني الذي ربما يقف بالساعات في مهمته على مداخل المدن للحرص على سلامة الزائرين وحسن استقبالهم ، فتم توزيعهم على مجموعات ثلاثة شباب وصبية ، تلك التجربة التي دلت على حرص رجل الأمن على المعاملة الطيبة والكلمة الجميلة والابتسامة اللطيفة في وجه كل فلسطيني .

عندنا مرة أخرى الى البيت الفلسطيني معكسر النويعمة ، ليأخذ الأبطال استراحة قصيرة ، وليتناولوا  وجبة العشاء ، وهذه حكاية اخرى ، تعلمك معنى الحرص على الوقت والانضباط ، ويتناول الجميع وعلى طاولة واحدة طعامهم ، وكلا يحمل وجبته وبعد الانتهاء يعيدها إلى المكان المخصص ، انها تجربة تعلمك الاعتماد على النفس وتقدير الوقت والانضباط .

بعد أن تناولوا العشاء استعد المشاركون إلى جولة ميدانية أخرى تسمى "المسير الليلي" ، حيث تم تجهيزهم باللباس الخاص، والذي امتد لساعتين بمسافة 5 كيلو متر، تخلله ما تسمى الكمائن ، في هذه التجربة تقدر عاليا معنى أن تكون جنديا في الأمن الوطني الفلسطيني ، وتعلمك اهمية اليقظة والحذر وروح المبادرة والفطنة والذكاء ، فهي مناورة لتتعلم كيف تستطيع التعامل مع عدو محتمل في أية لحظة ، ابدع جرادات في خططه لكي يلفت نظر المجندين  ولقياس مدى صحوتهم ، بحركات كانت كفيلة بأن تظهر لباقته ومدى قوة تدريبه وحسه الامني العالي ، نجح البعض في كشفها بينما لم يدركها اخرون ، بذلك المسير اختتمت يومي في ضيافة الأمن الوطني الفلسطيني ، مدركا مقدرا مثمنا جهود كل جندي وضباط في تلك المؤسسة الفلسطينة بامتياز .

قد حاول البعض من دعاة الانقسام والمرتزقة  الذين يحملون اجندات مسمومة في تشويه صورة رجل الأمن الفلسطيني والمؤسسة الأمنية ككل ، بأقوال كشف مسار وبوصلة الامن الوطني عجزها بل وكذبها ، هناك في تلك المؤسسة رجال صادقون وعلى العهد باقون ، لم ولن يهابوا ولن يتنازلوا عن قسمهم بفلسطين ارضا وشعبا ، لمن يريد أن يتعلم الرجولة فليذهب إلى رجال فلسطين رجال الأمن الوطني .

همسة عتاب قد تكون المؤسسة الأمنية عموما والأمن الوطني خصوصا ، بحاجة إلى جهود اعلامية مكثفة حسنا ما فعلوا باطلاق مخيمات التعايش ، ولكن الفكرة بحاجة إلى جهد أكبر ، فالصورة يجب أن تتغيير وبوقت أسرع ، فتلك الجهود التي تبذل والرجال التي تضحي تستحق أكثر من ذلك ، فهناك طابور خامس وبماكينة اعلامية مأجورة كل يوم تشوه صورة هذا الجيش الوطني .

اخر الأخبار