فلسطين النكبة.. بين تصحيح المصطلح والتأكيد على الحقائق

تابعنا على:   22:43 2015-05-20

رامز مصطفى

بعد مرور 67 عاماً على اغتصاب فلسطين، ما يزال مصطلح "الطرد القسري" بحاجة إلى التصويب بالمعنى السياسي والوطني، وجميعنا معنيّ بتصويب هذا التشويه غير المتعمَّد، والذي درج لفظاً لغوياً أخذ طريقه على ألسنتنا من جموع شعبية وقوى سياسية.

وحتى لا يصبح الموضوع مثار جدل أو خلاف، وبإيجاز شديد، فإن مصطلح النكبة لا يستقيم مع المتعلقات الوطنية لقضيتنا وضروراتها السياسية والقانونية، فما تعرّض له الشعب الفلسطيني في 15 أيار 1948 هو فعل اغتصاب لأرض وطرد لشعبها، وليس كما يحاولون تسويقه "أنها أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، وهي أيضاً ليست نكبة، لأن شعبنا لم غادر وطنه بفعل كارثة بيئية أو طبيعية أو مرض قاتل، بل يغاجر بفعل الإرهاب والمجازر الصهيونية..

وفي المقلب الآخر، فإنه وبعد مرور 67 عاماً على اغتصاب فلسطين، ثمة حقائق لابد من التأكيد عليها بفعل الإيمان والإرادة الوطنية التي أنتجت تراكماً نضالياً وكفاحياً جاء بهذه الحقائق، وفي مقدمتها أن مقولة "كبارهم يموتون وصغارهم سينسون" سقطت إلى غير رجعة، ولم يتمكن الكيان على مرّ عقود قيامه على كيّ الوعي الفلسطيني، بل أثبتت الوقائع أن الكيان كلما أمعن في إجرامه وإرهابه، ارتفع منسوب الوعي لدى سائر الفلسطينيين، وبالتالي فإن كيّ الذاكرة الفلسطينية وثقبها غير مُجدٍ في دفع الفلسطيني إلى التراجع عن حقوقه وثوابته الوطنية، بغض النظر عن سياق رؤية البعض في الساحة الفلسطينية، والحقيقة التي يخشاها الكيان وقادته وحركته الصهيونية هو التزايد والتكاثر الفلسطيني، الذي أصبح يُعد 12.1 مليون منهم 1.5 في مناطق فلسطين 1948، وهذا معناه أن رهان الكيان على إحداث تغيير ديمغرافي لصالحه غير قابل للتطبيق، ومحاولة تسويق وفرض يهودية الدولة كشرط لأية تسوية مقبلة، تأتي في سياق قطع الطريق على القنبلة الديمغرافية الفلسطينية القادمة لا مُحال.

اخر الأخبار