اللاجئون ضحية ومجاهدون

تابعنا على:   02:49 2015-05-16

د. جميل عادي

بالرغم ان السياسيين اختارو ليلة 15-5-1948 ذكرى النكبة بسبب قيام دولة اسرائيل عشية انهاء الانتداب الانجليزي البريطاني على فلسطين، الا انه سبق ذلك التاريخ مجازر وطرد وتخويف وتدمير قرى ومدن فلسطينية من اجل دب الرعب والفزع في قلوب العرب الفلسطينيين حيث قدرت اعداد الشهداء من الشيوخ والنساء والاطفال اكثر من ١٥ الف شهيد واكثر من ١٣٠٠ مدينة وقرية وخربة قد دمرت بشكل كامل ومحو معالمها العربية وتم طرد اكثر من ٨٥٠ الف مواطن عربي فلسطيني من ديارهم وارضهم وبيوتهم.

وكانت الحركة الصهيونية وبعض الحركات المتطرفة مثل البلماخ والشترين والهاغانا ويقدر عددهم ب ٤٥ الف فرد زادو بعد اعلان قيام دولة اسرائيل الى ١٠٧ الف متطوع بسبب رفع سن التجنيد الى ٣٥ سنة وقد قامت بالتخطيط والتدبير الى محاصرة المدن والقرى الفلسطينية والتي كانت تعرف بحرف د او حذوة الحصان اي محاصرة المدينة او القرية من ثلاثة اتجاهات ويبقون على جهة لكي يهرب منها الفلسطينيين، حيث كانت الحركة الصهيونية توزع منشورات مكتوب عليها بان هناك امراض ووباء واساليب اخرى مثل ارحل وانجو بنفسك قبل ان تموت ولكن الفلسطينيين لم يرحلوا انما زادت من عزيمة نضالهم ومقاومتهم الى الحركة الصهيونية بعدم الاستجابة الى هذه الشعارات والمنشورات الكاذبة، فبدات الحركة الصهيونية تكشف عن عنصريتها وعدائها الى كل عربي فلسطيني فقامت بارتكاب مجازر جماعية و تفجيرات بواسطة براميل بترولية وقنابل يدوية؛ كما ان العرب الفلسطينيين في ذلك الوقت كانوا يقاومون باجسادهم وبعض الوسائل البدائية دفاعا عن النفس. زادت المعاناة والمأساة بعد مجزرة دير ياسين التي عرفت اعلاميا ولكن سبقها مجازر وابادة جماعية افظع من دير ياسين، و علم الاشقاء العرب فبدأت التحضيرات الى تحرك عربي مشترك من اجل مساعدة اخوانهم واشقائهم الفلسطينيين من بطش الحركة الصهيونية المدعومة من بريطانيا وفرنسا وانحياز امريكي واضح، فقامت المملكة العربية المصرية تجهيز ١٠ الاف جندي والمملكة الاردنية ٤٥٠٠ جندي والمملكة العربية السعودية ٣٠٠٠ جندي والمملكة العراقية السورية اللبنانية ٣٥٠٠ جندي ومساندة اليمن و بعض الدول العربية المغربية ٥٠٠ جندي من اجل دحر الصهاينة الحاقدين والمتطرفين عن فلسطين ولكن ضعف التنسيق والتخطيط العربي ادى الى احتلال ٧٠٪ من اراضي فلسطين التاريخية من قبل الحركة الصهيونية واقامة دولته الاسرائيلية واعترفت امريكا في الدقائق الاولى من قيام كيان او دولة اسرائيلية وجاءت اعترافات الاتحاد السوفيتي بعد ثلاثة ايام.

على اية حال فان اللاجئين الفلسطينيين ليس خونة او كما قيل انهم باعوا الارض او انهم هربوا منها، بل ادركوا المخطط الصهيوني مبكرا وقاموا بعملية فردية من اجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية وقدموا الشهداء العظام مثل محمد جمجوم وفؤاد حجازي، وما قيل عن اللاجئين الفلسطينيين خلال سنوات طويلة نابع من اعلام وكتاب صهاينة من اجل ابعاد الحقيقة ودس الفتنة بين الفلسطينيين من جهة والاشقاء العرب من جهة اخرى حينما ادعى احد المؤرخين الصهاينة ان الانظمة العربية طالبت الفلسطينيين بالمغادرة من بيوتهم و اراضيهم ليعودوا بعد تحرير فلسطين. و في هذه الايام يصادف قيام دولة اسرائيل ٦٧ عام ونكبة فلسطينية وعربية ومعاناة اللاجئين الذي اصبح عددهم ٩ اضعاف الذين لجاؤا الى البلاد العربية او في فلسطين، ويقدر عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ٥٨ مخيم موزعين على النحو التالي: ١٢ مخيم في الاردن ويقدر عددهم ٣ مليون نسمة ٩ مخيمات في سوريا و٣ مخيمات غير رسمية ويقدر عددهم مليون والربع مليون نسمة ٨ مخيمات في لبنان ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين مليون نسمة ١٨ مخيم في الضفة و٨ مخيمات في غزة ويشكلون ٤٥٪ من عدد سكان فلسطين من النهر حتى البحر. وهناك اكثر من نصف مليون نسمة موزعين على الدول العربية واكثر من ٢٠٠ الف نسمة في امريكا و ٣٠٠ الف نسمة في دول اوروبا، هذا يعني ان عدد سكان فلسطين من اللاجئين يتعدى ٦٨٪ من السكان الفلسطينيين.

يقدر عدد الفلسطينيين في الداخل بحوالي ٦ مليون نسمة وفي الخارج ٨ مليون نسمة بينما عدد الاسرائيليين يقدر ب ٨ ملايين منهم عرب ٤٨ الذين يشكلون الربع بمعدل مليون ونصف وهم داعمين الى كل الحقوق العربية الفلسطينية ومناصرين الى حق العودة الى اشقائهم وابناء جلدتهم وقدموا بطولات وتضحيات من اجل الحفاظ على القدس ولهم شهداء واسرى وجرحى وداعمين الى الاقتصاد الفلسطيني من خلال مواكب الحافلات التي تزور معظم المدن الفلسطينية فهم وطنيين بامتياز ومرابطين ومجاهدين وصامدين كاخوانهم اللاجئين الذين ينتظرون العودة الى ارضهم ومدنهم بكل شغف وهو حق مشروع وبكل الوسائل.

اخر الأخبار