بركة: أسمى تجليات الموقف الوطني حين يكون حامله مستعد لدفع ثمن باهظ

تابعنا على:   18:40 2013-12-04

أمد/ الناصرة : أبلغ الشاب الرفيق عمر زهر الدين سعد ابن قرية المغار، اليوم الاربعاء، مكتب التجنيد لجيش الاحتلال في مدينة طبريا، رفضه القاطع للتجند بموجب القانون القسري، مشددا على أنه ابن الشعب الفلسطيني ولن يخون ويرفع السلاح في وجه شعبه، في الوقت الذي سعت فيه الشرطة وقوات الجيش استفزاز المتظاهرين المتضامنين قبالة مكتب التجنيد، فتصدى لهم النائب محمد بركة، محذرا من أن هذا استفزاز وقمع لمن يرفضون سياسة الحرب والاحتلال.

وكان الشاب عمر سعد، قد توجه الى مكتب التجنيد العسكري في طبريا صباح اليوم الاربعاء، بموجب استدعاء التجنيد، علما انه رفض من قبل اجراء الفحوصات الطبية تمهيدا لتنفيذ أمر التجنيد، وحضر عمر برفقة أفراد عائلته والمتضامنين، مرتديا بلوزة حمراء كتب عليها "برافر لن يمر- الشبيبة الشيوعية منطقة الناصرة".

وكان في استقبال عمر والعائلة حشد من المتضامنين، بينهم النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والمحامي أيمن عودة سكرتير الجبهة، والرفيق محمد كناعنة (أبو أسعد) عضو المكتب السياسي لحركة ابناء البلد، ورئيس لجنة المبادرة الدرزية غالب سيف، وسكرتير اللجنة سامر سويد، ورئيس مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة د. عزمي حكيم، والرفيق أمجد شبيطة، السكرتير العام للشبيبة الشيوعية، وعدد من قيادات الشبيبة الشيوعية والعشرات من الناشطين من الحزب والشبيبة الشيوعية والجبهة.

يعزفون للانسانية

واختار عمر التعبير عن احتجاجه على أمر التجنيد بأساليب مختلفة، منها أن عزف هو واشقاؤه الثلاثة على آلاتهم الموسيقية قبالة مكتب التجنيد معزوفات للانسانية والسلام، ما لفت أكثر نظر المحيط، فبدأ سكان في طبريا يطلقون الشتائم من بعيد، بينما حيّا عمال عرب المتظاهرين معربين عن تضامنهم.

والقى عمر على مسمع الجميع الرسالة التي كان قد بعث بها الى وزير الأمن لدى تسلمه لأول مرّة استدعاء التجنيد، وجاء فيها: "أنا من طائفة ظُلمت بقانون ظالم، فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين، سوريا، الأردن، ولبنان؟ كيف يمكن أن أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكون جنديا يعمل على حاجز قلنديا أو أي حاجز احتلاليّ آخر، وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟ كيف أمنع ابن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟ كيف أكون سجَّانا لأبناء شعبي وانا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟".

وتابع عمر قائلا، "أنا أعزف للفرح، للحرية، للسلام العادل القائم على وقف الاستيطان وخروج المحتل من فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون، وعودة اللاجئين المهجّرين إلى ديارهم".

تجليات الموقف الوطني

والقى النائب محمد بركة كلمة قال فيها، إن الموقف الوطني بأسمى تجلياته حينما يكون صاحبه مستعد لدفع أغلى ثمن وهو حريته الشخصية، وها هو عمر سعد يفعل ذلك، ونحن نعتز بقرار عمر ابن الحزب الشيوعي والشبيبة والجبهة، فهذا الموقف العنيد، هو دليل على أن البيت العائلي والسياسي نجح في التنشئة على الوطنية والتمسك بها.

وتابع بركة قائلا، إن المعركة ضد القانون الجائر المفروض على أبناء شعبنا العرب الدروز مستمرة ولم تتوقف منذ اليوم الأول لفرض هذا القانون، ونأمل أن تكون معركة عمر هذه نبراسا للذين لم يحسموا موقفهم بعد الى جانب شعبهم، ويشجعهم على رفض هذا القانون.

وقال رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية غالب سيف، إننا نعتز بموقف عضو اللجنة عمر زهر الدين سعد، فهو رافض خدمة لابن رافض خدمة، ونؤكد أن رفض الخدمة يشمل المئات إلا أن السلطات تحاول قدر الامكان ان تتستر على هذه الظاهرة، التي نسعى دائما لتكون أوسع، ومعركتنا مستمرة.

استفزاز بوليسي واعتقال وتحقيقات

هذا وقد استفز عناصر الشرطة وجيش الاحتلال المتظاهرين بحجج واهية، منها التصدي لنفر هامشي جاء خصيصا ليستفز المتظاهرين، فتوجه عناصر "الأمن" لوالد عمر، الرفيق زهر الدين سعد، وسلموه أمرا للتحقيق البوليسي معه صباح يوم غد الخميس، كما أخذ العناصر تفاصيل مساعد النائب بركة، الرفيق ساهر أبو دبي، ثم اعتقل العناصر الرفيق عزيز بسيوني، سكرتير منطقة الناصرة للشبيبة الشيوعية، وأخضعوه للتحقيق.

وتدخل النائب بركة محذرا من هذا الاستفزاز الوقح لعناصر البوليس والجيش، ومؤكدا على حق التعبير عن الرأي، وقال لهم إنكم تسعون للاستفزاز من أجل القمع والترهيب ولكن ابلغوا من أرسلكم أن هذا لن ينفع، ورافق النائب بركة والمحامي يامن زيدان، الرفيق بسيوني الى مركز الشرطة.

هذا وقال السكرتير العام للشبيبة، إننا نخوض هذه المعركة الى جانب رفاقنا وكل رافضي الخدمة العسكرية من أبناء الطائفة العربية الدرزية، ولن نكل ولن نلين حتى الغاء هذا القانون الجائر، وما جرى اليوم هو محاولة ترهيب، ولكننا نربي ونثقف الأجيال على مثل هذه المواجهات، فيوم السبت الماضي كنا بين أبناء شعبنا والمتضامنين من قوى السلام ضد مخطط برافر، واليوم نحن مع الرفيق عمر، ومعاركنا مستمرة في وجه سياسة الحرب والاحتلال والتمييز العنصري.

 

اخر الأخبار